رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي
رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي

سلطان النيادي مفخرة العرب

عاد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الإمارات، واستُقبل استقبال الأبطال، وكان رئيس الدولة ونائباه على رأس مستقبليه، ثم توالت الاحتفالات الشعبية والرسمية بعودته المظفرة بالنجاح والمطرزة بالتجربة والعلم والأثر.

«حلم زايد» بالفضاء عبّر عنه في لقائه الشهير في العام 1974 مع مسؤولي رحلة أبولو 15 من وكالة «ناسا» للفضاء، لقاء وضّح هذه الإرادة والطموح، وتحوّل في عام 2006 إلى «مركز محمد بن راشد للفضاء». وتحقق هذا الحلم في العام 2017 من خلال «البرنامج الوطني للفضاء»، الذي تضمن إرسال «مسبار الأمل» إلى المريخ في 2021 وقد حصل، وإعداد روّاد فضاء إماراتيين، وقد حصل، ومنهم هزاع المنصور وسلطان النيادي. بالإرادة والتخطيط تتحوّل الرؤى إلى مشاريع تنفّذ ونتائج تبهر، ولئن بقي المنصوري مدة قصيرة في الفضاء، فقد أكمل النيادي ستة أشهرٍ ضمن مهمةٍ رسميةٍ لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وهي أطول مدة لرائد فضاء عربي مسلم في التاريخ.

سلطان لم يذهب إلى الفضاء مفتياً ولا فيلسوفاً، بل عالمٌ متخصصٌ ذو مهمةٍ محددةٍ ضمن فريقٍ متكاملٍ، أدّى دوره وعاد، ولكن أثره سيبقى.

التربية غير العلم، والأخلاق غير المعرفة، فالتربية والأخلاق نتائج البيئة العائلية والاجتماعية، وفي المؤتمر الصحفي أشار أحدهم إلى أنه «سلطان الفضاء» فجاء رد سلطان النيادي مبهراً في بساطته، فقال: «سلطان الفضاء الأمير سلطان بن سلمان، الله يحفظه ويطول عمره، دائماً ما كنا نشوفه كقدوة لنا، ودائماً نحرص على التواصل، وتواصلت معه من محطة الفضاء الدولية، وتواصلت معه بعد المهمة»، وقد قال هذا وهو في غمرة نشوته بنجاحه واستقباله الكبير في بلاده قيادةً وشعباً.

عوداً على بدء، فلماذا يبقى أثر سلطان، وهل قدّم سلطان جديداً في مسار العلم؟ والجواب أنه وإن لم يقدّم، إلا أنه علمنا ثلاثة أمورٍ مهمةٍ: أننا قادرون على مشاركة علماء العالم في العلم، نظرياتٍ ومشاريع وتطبيقاتٍ، وكذلك أننا جزء فاعلٌ ومؤثر في العلم والعالم حين توجد الرؤية والإرادة، وأن تاريخ العرب القديم في علوم الفلك يمكن أن يبنى عليه علمٌ جديدٌ متصلٌ بالعالم وحقائق العلم الحديثة والمتجددة. وقد تميزت تجربة سلطان النيادي بمميزاتٍ متعددة، منها ثلاث: المدة والموضوعات والاتصال، لغةً ووسائل.

ففي المدة قضى في محطة الفضاء الدولية نصف عامٍ كاملٍ، وهي مدةٌ غير مسبوقة عربياً وإسلامياً، وأما في الموضوعات فقد كان لديه من الوقت ما يتطرق فيه للكثير من الأفكار والنظريات والحقائق والجدالات، وهي مفيدةٌ جداً في سياقنا الثقافي والحضاري، وأما في اللغة والوسائل، فهو يتحدث لغته الأم العربية بطلاقة وسلاسة، فيصل لكل العرب وهو يبث عبر «وسائل التواصل الحديثة» في منصة إكس وغيرها، فيصل لشرائح واسعةٍ من الشباب والمتابعين، ويؤثر فيهم بشكل مباشر. أخيراً، فهل يحق لنا كعربٍ أن نفاخر بسلطان وتجربته؟ نعم بالتأكيد، وأن يكون قدوةً للأجيال ولبنةً مهمةً في طريق العلم.

الاتحاد

المقالات المختارة المنشورة في "إرم نيوز" تعبر عن آراء كتّابها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر الموقع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com