رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

الغرب و"تكييف" تل أبيب

دخل الصراع الدامي في قطاع غزة يومه التاسع، وما زالت إسرائيل في طور حروبها الكلاسيكية ضد حماس، إذ ما زالت العمليات العسكرية تعتمد على القصف الجوي والمدفعي ولكن بشكل عنيف أوقع أكثر من 2300 قتيل  فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.

وبينما يستعد الجيش الإسرائيلي لهجوم بري شامل وبدعم غربي منقطع النظير بات يبتعد هذه المرة عن تصريحات كانت معتادة في حروب إسرائيل ضد حماس، إذ غابت عن لهجة خطاب كلٍّ من واشنطن ولندن هذه المرة دعوات التهدئة، لا بل تمَّ استبدالها بعبارات التضامن وتقديم الدعم العسكري لإسرائيل.

موقف غربي كان في بداية الحرب يجد دعمًا شعبيًّا ما لبث أن بدأ بالتناقص على وقعِ ما يشهده قطاع غزة من أزمة إنسانية كارثية وسط مقتل أعداد كبيرة من المدنيين، فبدأت مدن وعواصم غربية عديدة تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين وتدين الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

ومع مرور الوقت بدأ رأي عام غربي يتأطر رفضًا للهجوم الإسرائيلي، قد يلعب في قادم الأيام دورًا ضاغطًا على الحكومات الغربية، لتعود إلى رشدها القديم الذي كان يدعو للتهدئة ويمتنع عن "تكييف" تل أبيب.

عربيًّا، الوضع أكثر تعقيدًا، فدول تربطها علاقات واتفاقات سلام مع إسرائيل، مثل: الأردن، ومصر، تجد نفسها أمام ضغوط شعبية غاضبة، تطالب بموقف رسمي واضح، يدين إسرائيل، إلا أن الموقف اتجه نحو الامتناع عن إدانة هجوم حماس.

الهجوم الإسرائيلي على غزة يبدو أنه سيكون له تأثير كبير على محادثات التطبيع السعودية الإسرائيلية بوساطة أمريكية، إذ نقلت فرانس برس على لسان مصادر مطلعة، أن الرياض أبلغت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي زار الرياض الأحد والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أنها قررت الانسحاب من محادثات التطبيع بسبب الهجمة الإسرائيلية الشرسة ضد قطاع غزة.

الوقتُ ينفدُ، وشبحُ الحرب البرية بات يخيّم على أجواء المنطقة، ويبدو أنه ستكون له ارتدادات سياسية كبيرة، كما قد تكون له ارتدادات ميدانية كارثية في حال فتحت ميليشيات حزب الله جبهة حرب جديدة، في ظلِّ دفع واشنطن بحاملتَي طائرات بالقرب من إسرائيل.

جميع الاحتمالات ممكنة، ولا يبدو أنَّ هناك أفقًا للتهدئة، وبات الحديث ينصبُّ على ماذا سيحدث في حرب قد تمتد لأسابيع في غزة، وكيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع معركة غامضة في قطاع تنتشر فيه فصائل مسلحة استطاعت أن تبني فيه مدينة تحت الأرض، قد تحوي في داخلها مفاجأة غير سارة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com