غارات إسرائيلية على غزة
غارات إسرائيلية على غزةرويترز

متى ستقتنع إسرائيل بالحقيقة الدامغة؟

دخل الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة يومه الخامس، ويبدو أن لا أفق للتهدئة وسط تجييش إسرائيلي غير مسبوق، وتحضيرات عسكرية هي الأولى من نوعها منذ الحروب العربية الإسرائيلية، ووسط ردود فعل غربية منحازة بشكل لافت لجانب دولة محتلة تحاصر أكثر من مليوني إنسان في سجن كبير يدعى قطاع غزة؛ هذا القطاع الذي أطلق عليه بعد اتفاقات أوسلو غزة أريحا، كبداية للسلام العادل والشامل، والحل المرضي للقضية الفلسطينية.

أعداد القتلى تزيد بسرعة بين الطرفين، وحجم الدمار مرعب، واحتمال فتح جبهة جديدة على إسرائيل تتزايد مؤشراته، قصف جنوني يستهدف غزة، ورشقات صواريخ غير مسبوقة تستهدف وسط وشمال وجنوب إسرائيل.

ومع كل الذي نراه من صراع بالحديد والنار، يبسط سؤال قديم جديد نفوذه، وهو لماذا حدث كل ذلك؟ السؤال ليس عن سبب اختيار حماس يوم السابع من أكتوبر من العام 2023 لتنفيذ هجومها المباغت، لا بل لماذا بين كل عام وعام نشهد حربًا جديدةً عنوانها غزة؟

هذا القطاع المعزول منذ اتفاقية أوسلو عام 1993 كان انفصاله عن الضفة أولى خطوات حصاره حتى الموت.. بدأ الأمر بعد استيلاء حماس على السلطة في القطاع، وبسط نفوذها وطرد حركة فتح عام 2007.

كانت الأحداث في غزة وبسط حماس نفوذها عليها ذريعة لإسرائيل لعزل القطاع ومحاصرته، وشن عدة عمليات عسكرية ضده؛ بهدف القضاء على القوة العسكرية لحركة حماس، ولكن النتيجة بعد أكثر من 16 عامًا من الحصار، ظهور فصائل مسلحة جديدة باتت تمتلك اليوم أسلحة متطورة، وكميات هائلة من الصواريخ، أصبحت تصل إلى أغلب المدن الإسرائيلية.

مضت عقود، وما زالت الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل تشهد نزاعًا لا يكاد يهدأ، حتى يشتعل من جديد.

وحتى في أيام الهدوء وفي حالة اللا حرب، نسمع عن عمليات طعن تستهدف مستوطنين، وهجمات لمستوطنين تستهدف الفلسطينيين.

فلسطينيون تتقطع بهم السبل في الضفة، وفي قطاع غزة، وإسرائيليون يتخوفون من ردة فعل من يشعرون بالظلم إثر هضم حقوقهم وحرمانهم من أبسط ضرورات الحياة، بحرية التنقل والعيش الآمن والكريم.

هجوم حماس جاء بعد سنوات من الصراع، وبعد اعتلاء حكومة يمينية متشددة سدة الحكم في إسرائيل، على رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير ماليته سموتيريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المتشدد.

حكومة أدت سياساتها الاستيطانية وفكرها المتشدد، الذي أصر على استفزاز المشاعر الدينية بتنفيذ اقتحامات للأقصى والاعتداء على الرموز الدينية، إلى تأجيج العداء وإحداث توترات وعمليات عنف متبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

الآن وبعد كل هذه السنوات، وبعد مبادرات عربية ودولية للحل، متى ستعرف إسرائيل أن الأمن والأمان لن يكون بالحديد والنار وبقصف غزة واقتحام المخيمات والبلدات الفلسطينية، فحتى لو استطاع الجيش الإسرائيلي اجتياح القطاع والقضاء على حركتي حماس والجهاد الإسلامي، فإنه بعد بضع سنين ستظهر حركات فلسطينية جديدة سبب نشوئها الظلم الذي يُمارس بحق الشعب الفلسطيني.

خلاصة القول، على إسرائيل التعلم من تجاربها، وأن تخضع للواقع الذي يقول: إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام، وهناك وصفة عربية قابلة للتنفيذ على الأرض، وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com