من أحداث جنين
من أحداث جنينأ ف ب

على غرار غزة.. إسرائيل تعتزم تنفيذ جولات قتالية منتظمة في الضفة الغربية

شرعت إسرائيل الأسبوع الماضي في عملية عسكرية قصيرة في مدينة جنين الفلسطينية، حيث هاجمها الجيش الإسرائيلي، من الجو بالإضافة إلى العديد من القوات البرية التي دخلت المدينة.

ويبدو أن هذه عملية جيدة لإسرائيل عندما أجاب 47% من المستطلعين، بحسب استطلاع نشر في قناة الأخبار 13 أمس الجمعة، بأنها عملية ناجحة مقابل 21% اعتقدوا عكس ذلك.

وعلى الرغم من الأرقام التي تبدو جيدة في استطلاع الرأي العام الإسرائيلي، والذي أظهر تقلص الفجوة بين حزبي الليكود و"المعسكر الرسمي"، من المستحيل تجاهل حقيقة أن هذه عملية لم تحقق أهدافها، والتي تشبه إلى حد بعيد العمليات التي شهدناها في الماضي في غزة على الرغم من طول الأيام.

وإليكم السؤال الذي يجب على كل إسرائيلي أن يطرحه على نفسه، هل إسرائيل في طريقها إلى نسخ نموذج غزة إلى الضفة الغربية والبدء في الانتقال من عملية إلى عملية كما يحدث في القطاع الجنوبي؟ هل هذا هو الحل الذي تسعى إليه دولة إسرائيل؟.

أولاً، يُمنع التسرع والانبهار بالعملية بسبب عدم وجود تكافؤ بين الجانبين. فالحديث يدور من جهة، عن دولة تملك جيشا قويا، ومن جهة أخرى، شبان فلسطينيون، كل ما يعرفونه هو احتلال إسرائيلي وسط سلطة فلسطينية ضعيفة لا وجود لها على الأرض. ولا بد من القول إنه حتى عام 2023، ليس لدى إسرائيل أي حل تقدمه للوضع في الضفة الغربية، تمامًا كقضية غزة.

إن القضية الفلسطينية، التي كان ينظر إليها في الماضي على أنها قابلة للحل، تزداد تعقيدًا وتكاد تكون غير قابلة للحل مع مرور السنين. وهذا أيضًا هو السبب الذي يجعل جزءًا كبيرًا من الشباب الفلسطيني، وفقًا لعدد غير قليل من الاستطلاعات، يدعمون بالفعل حل الدولة الواحدة ويتخلون تمامًا عن حل الدولتين. ناهيك عن حقيقة أن بعض الدول العربية توجهت للتطبيع مع إسرائيل دون انتظار قيام الدولة الفلسطينية.

وفي الوقت نفسه، لا يدرك أي شخص يسارع للاحتفال بعملية جنين "البيت والحديقة" ويصفها بأنها الحل النهائي للوضع المعقد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أنها ليست أكثر من حبة مضاد حيوي لمرض عضال. وكل التصريحات التي نسمعها ليلا ونهارا من كل أنواع السياسيين في الجانب الإسرائيلي حول "إدارة الصراع" أو "سحق السلطة الفلسطينية" خالية من المضمون والمرادفات لإدامة الصراع وتوسيع دائرة الخسائر في كلا الجانبين. فالفشل في تحمل المسؤولية عن النتيجة، هو سلوك نموذجي تمامًا لعدد كبير من السياسيين.

لذلك، يجب أن نكون حذرين بشكل مضاعف بشأن الاحتفالات التي نراها في الأيام الأخيرة من جميع أنواع الناس والسياسيين في أقصى يمين الخريطة السياسية، وكأن الحل الذي ينتظره الناس منذ سنوات قد تم العثور عليه أخيرًا. يجب أن نتذكر أنه في نهاية المطاف يدور الحديث عن دخول أقوى جيش في الشرق الأوسط إلى مخيم للاجئين في الضفة الغربية، وليست عملية مذهلة لقصف مفاعل نووي لدولة معادية.

ليس من العار أن نتوقف ونفكر للحظة، هل هذه السياسة التي نريدها في الضفة الغربية؟ ندخل في دورة جولات متكررة كما نرى في غزة ونبدأ ببيع مواطني الدولة بأن هذا هو القدر؟.

لا يدعي المرء أن السلام ينتظر خارج الباب ويحتاج فقط إلى مناداته، ولكن يجب أن يعترف المرء بحقيقة أن إسرائيل فعلت كل ما في وسعها في السنوات الأخيرة لإضعاف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، وتحويله إلى بطة عرجاء دون أي سيطرة على الأرض. وكانت نتيجة ذلك تقوية متوقعة لحركة حماس في غزة أولا والآن في الضفة الغربية.

وأولئك الذين لم يرغبوا في التحدث مع أبو مازن اضطروا للذهاب للحديث مع حماس وتسليمها حقائب من المال، وسيقومون قريبًا بتكرار استراتيجية جولات القتال في المدن الفلسطينية بالضفة الغربية أيضًا، لكن الشيء الرئيسي هو تسميتها على أنها انتصار.

إن الحقيقة هي أن الأعمى فقط هو من يمكنه أن يسمي ما رأيناه نصرًا، لأن ما كان هو ما سيكون وكل شيء سيعود إلى طبيعته خلال فترة قصيرة من الزمن. ألم يحن الوقت للبدء في التفكير بالترويج وخلق أفق سياسي قد يمنح الشباب الفلسطيني نوعًا من الأمل يمكن أن يكون أفضل؟.

لقد أصبحنا دون أن نلاحظ في دولة أصبحت فيها كلمات مثل "المفاوضات السياسية" أو "السلام مع الفلسطينيين" مرادفة لشيء فظيع وجذام لا ينبغي الاقتراب منه، ناهيك عما قد يحدث لمن يجرؤ على القول إن هناك احتلالا أو من ينتقده.

صحيح أنه لا يوجد حاليًا أحد يمكن الحديث معه في الجانب الفلسطيني، والذي له أيضًا دور في الموقف الذي وصل إليه بسلوك وفكر غير مسؤول منذ سنوات، لكن لا يمكنك الاستمرار في خداع الجمهور والبيع. وحان الوقت لبدء التفكير على المدى الطويل والبدء في البحث عن طرق لإنشاء قنوات سياسية قد تهدئ الروح المعنوية والواقع على الأرض؛ لأن العيش من جولة قتال إلى أخرى لم يكن أبدًا حلًا ناجحًا.

المصدر: موقع "واللا" العبري

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com