ذكريات (فريج) 1954!
ذكريات (فريج) 1954!ذكريات (فريج) 1954!

ذكريات (فريج) 1954!

نجم عبد الكريم

في الصباح الباكر عندما كنت أترجل من فريج الصوابر حتى ساحة الصفاة، حيث أعمل في إدارة المالية يكون العم محمد الدريهم (أبوجاسم) قد بسط صناديق الخضار والفواكه في البراحة، بعد أن جاء بها من سوق الجملة، وكم كان أبوجاسم كريماً معنا، نحن الأطفال الفقراء، حيث كان يوزع علينا الخيار والعنب، وكانت أمي قماشة (زوجته) توزع ما تبقى من البسطة في الليل على الأسر الفقيرة بلا مقابل... هذه العائلة أنجبت واحداً من أنبل من لعب كرة قدم في تاريخ الكويت، حيث كان يُلقب بـ(جنتلمان الكرة الكويتية).

• تاريخ هذا الفريج يحفل بصورٍ يصعب حصرها في مقال، فأنت ترى فيه نماذج إنسانية لعبت أدواراً إيجابية في تاريخ الكويت...

كحمد المؤمن -الأنيق جداً- والذي كثيراً ما تجده يسير مع الشاعر منصور الخرقاوي، وبالمناسبة حفل زواج حمد المؤمن كان حدثاً خرافياً في الفريج، حيث غنّى فيه المطرب حمدان الساحر، وشاركت فيه فرقة عودة المهنا، وفرقة عواد سالم... وحمد هو أول من أذاع (هنا الكويت) عام 1950، ولم يكن حمد يشاركنا في اللعب، عكس ابن عمه علي المؤمن، الذي كان كثير الحركة في لعبة (صاد من صاده)، و(طق واطمر)، وغيرهما من ألعاب المسابقات... علي المؤمن أصبح في الصفوف المتقدمة من الجيش الكويتي، ثم عمل سفيراً للكويت في بغداد.

• وكثيراً ما نجد رضا الفيلي في الفريج يسير وقد تأبط كتاباً، فيعلّق عليه مكي القلاف بمداعبة ساخرة...

- يعني مثقف...!

ومداعبة القلاف الساخرة هذه تستثير حفيظة ماجد سلطان الجار اللصيق لرضا، مما يرعب مكي، لأن ماجد كان يتمتع بقوة جسدية خرافية، فكان جسمه أقرب إلى أجسام المصارعين، مما جعل البعض يدهش من رقته في أغنية "حلفت عمري"، التي ألفها وغناها حسين الجاسم... اخترت ماجد ممثلاً في مسرحية بني صامت، ثم احترف التمثيل.

• عندما استحدث حمد الرجيب ناظر مدرسة الصباح نظام تشجيع الحوافز بين الطلبة كان عبدالله خلف الأكثر تميزاً بين الطلاب، وهو من أوائل من كتب رواية (مدرّسة في المرقاب)، ثم ترأس الشؤون الأدبية في الإذاعة عدة سنوات، وتولى رئاسة رابطة الأدباء، ويزود الصحف بكتاباته.

• ومن النماذج العصامية في الفريج جواد بوخمسين، الذي حصر كل طفولته في البيع والشراء، ولم يكن يشارك الأطفال في ألعابهم، فأصبح من كبار رجال الأعمال.

• نموذج آخر" هو حسين الصالح الحداد، الذي عُرف بـ"الرقعي"... هذا النموذج كان يؤلف ويخرج مسرحيات ضمن إطار الفريج، ويشارك فيها الأطفال، وكان جمهورها من الكبار...!

***

• نماذج الفريج كثيرة، لكن سامح الله من كان سبباً في جعل زوايا الصفحة الأخيرة محصورة في عدد محدود من الكلمات.

الجريدة

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com