أعيدوا قراءة كلمته!
أعيدوا قراءة كلمته!أعيدوا قراءة كلمته!

أعيدوا قراءة كلمته!

سليمان جودة

لم يكن الرئيس بحاجة أبداً إلى تبرير غيابه عن حضور القمة العربية، التي انعقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، فالتبرير بالشكل الذي حدث به، أثار علينا صحافة موريتانيا ومواقع تواصلها، وقد كنا في غنى عن ذلك تماماً!

وكنا في غنى عنه، لأن رؤساء وملوكاً كثيرين غابوا، ولم يبرروا عدم حضورهم، واكتفى كل واحد منهم بإرسال من ينوب عنه، وانتهى الأمر!

وإذا كان أحد سيقول إن الرئيس يتمتع بوضع خاص، لأنه هو الذي كان سيسلم القمة من رئاستنا لها طوال العام الماضي، إلى الرئيس الموريتاني، لتترأسها موريتانيا طوال عام مقبل، فهذا مردود عليه بأنه ليس ضرورياً أن يسلم الرئيس رئاسة القمة بنفسه، بدليل أن رئيس وزرائنا سلمها، ولم يحدث شيء، وقد كان بإمكاننا أن نرسل وزير الخارجية ليسلمها، إذا تعذر ذهاب رئيس الحكومة، دون أي حرج!

والحقيقة أن هذه قمة ساء حظها من عدة وجوه، ولم يكن أول هذه الوجوه، أن رئيس وزراء لبنان حضرها، ثم بات ليلته فى المغرب المجاورة، وقيل في أسباب عدم مبيته في نواكشوط، إن وزير صحته أبلغه، بأن فنادق العاصمة في موريتانيا، حيث كان سيقيم، تمرح فيها الفئران!.. ثم لم يكن آخر وجوه سوء الحظ، أن سفير فلسطين في القاهرة غادر فندق إقامته هناك، وأقام في مبنى السفارة الفلسطينية، ربما للسبب ذاته الذي دفع رئيس الوزراء اللبناني إلى أن يمارس مهامه، في القمة، في موريتانيا، ثم يبيت في المغرب!

هذا كلام نشرته الصحافة فى أيام القمة، ولم يخرج عنه نفي من رئيس وزراء لبنان، ولا من سفير فلسطين في مصر، ولا سمعت، أو قرأت، عن أن الجانب الموريتاني قد راح يكذبه، ربما لأنه صحيح.

لا يعيب موريتانيا أنها تمسكت بحقها ورغبتها في تنظيم القمة على أرضها، فهذا مما يجب أن نحسبه لها لا عليها، وقد تمنيت لو أن القادة العرب جميعاً قد حضروا، لأن وضع العرب جميعاً أيضاً لا يحتمل الغياب عن قمة لا تنعقد بطبيعتها إلا كل عام، ولأن موريتانيا، كدولة عربية، كانت في حاجة إلى أن نساعدها، ونسعفها، ونشكر لها إصرارها على عقد القمة على أرضها، رغم قصر فترة الاستعداد التي كانت متاحة أمامها، لا أن نخذلها، أو نسخر منها!

انعقاد القمة في حد ذاته خطوة إيجابية لابد أن نبني عليها، ودعوة الأمين العام أحمد أبوالغيط، في كلمته أمامها، إلى أن يكون أمرنا بأيدينا نحن لا بأيدي غيرنا، أياً كان هذا الغير، مسألة مهمة للغاية، لأننا سنكون واهمين جداً إذا تصورنا أن هذا الطرف الدولي، أو ذاك، يريد أن يحل أي مشكلة على أرضنا.. إنهم يديرون المشكلة ليطول أمدها لا أكثر، فتكون النتيجة أنها تتفاقم يوماً بعد يوم.. أعيدوا قراءة كلمة الأمين العام.

نقلا عن "المصري اليوم"

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com