منع «المنار» و«الميادين»
منع «المنار» و«الميادين»منع «المنار» و«الميادين»

منع «المنار» و«الميادين»

مشاري الذايدي

خبر إيقاف بث قناتي «المنار» و«الميادين» التابعتين لإيران في لبنان من القمر «عربسات»، بقرار من وزير الإعلام السعودي عادل الطريفي، هو قرار لافت في توقيته ومغزاه. قبل أن يتحدث أحد عن تسلط السعودية، فيحسن الإشارة إلى أن السعودية تملك أكبر حصة في ملكية الشركة التي يتبع لها هذا القمر، وهي رئيسة مجلس الإدارة، والأهم أن محتوى «المنار» و«الميادين» هو مجرد بروباغندا إيرانية معادية للسعودية ودول الخليج، وكل من يخالف أهواء إيران.
أيضا من الحسن الإشارة إلى أن المنع هو قرار معنوي ورسالة سياسية قبل أن يكون منعًا باتًا وحاسمًا في الحيلولة دون وصول محتوى «المنار» أو «الميادين» إلى من يبحث عنهما، أو حتى أن يقال إن هاتين القناتين هما فقط من يعبر عن الهوى الإيراني في عالم الفضائيات، أو في السوشيال ميديا، لكن ما من ريب أنهما الأهم والأشهر والأقوى. هناك استثمار استراتيحي للنظام الخميني في إيران فيما يخص الإعلام الموجه للخارج، بأكثر من لغة، وبأكثر من صيغة وخطاب، بشكل مباشر أو غير مباشر.
يشير الكاتب اللبناني هاني فحص في استقراء له نشره في «العربية نت» للشبكات الإعلامية الإيرانية، مثلا قناة «العالم» الموجهة للعالم العربي، وقناة «تي في برس» الإنجليزية، وقناة «سحر 1 و2 و3»، وقناة «جام جم 1و2 و3» المتخصصة بمخاطبة إيرانيي الخارج في أوروبا وأميركا، وقناة «الكوثر»، وقناة «الأفلام» (أي فيلم بالفارسية والعربية والإنجليزية)، و«هيسبان تي في» (باللغة الإسبانية).
ونحو 30 محطة إذاعية تبث بثلاثين لغة مختلفة، العربية طبعًا، والإنجليزية، مرورًا بالبوسنية الألبانية والتركية والروسية وغيرها، نهاية بالتركمانية. مع المواقع الإنترنتية لكل نافذة من هذه النوافذ.
هذه مواجهة مفتوحة على كل أذن يمكن أن تسمع أو عين يمكن أن ترى أو قلب ربما شرب، الرسالة المراد تثبيتها من قبل آلة الدعاية الإيرانية.
ولا يستهان بمثل هذه المضخات الكلامية البصرية، فتتابع القطرات يكوّن تيار النهر، ومن هنا كانت خطوة وزارة الإعلام السعودية بإطلاق القناة الفارسية والإنجليزية، والمواقع التي تتحدث الصينية والروسية والفرنسية والفارسية أمرًا ضروريًا، يأتي لكسب معركة الرأي والعقول والعواطف.
هذه بداية حسنة، وإن تأخر وقتها، فوق أن توسيع مجال الإعلام يعني المزيد من الكفايات السعودية في هذه الوسائل، وبشتى اللغات.
إذن توجد مواجهة مركبة، مع الدعاية الإيرانية، فيها التطويق، مثلما حصل لـ«المنار» و«الميادين»، وفيها الابتكار، مثلما يحصل مع نوافذ اللغات الجديدة في عمارة الإعلام السعودي.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com