إشارة من واشنطن!
إشارة من واشنطن!إشارة من واشنطن!

إشارة من واشنطن!

سليمان جودة

في يوم الثلاثاء الماضي، الموافق ٢٥ يناير، قررت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تمرير صفقة عسكرية لمصر تصل قيمتها إلى مليارين و٥٦٠ مليون دولار، وتضم طائرات نقل، وأنظمة رادار، ومُعَدات أخرى!
وفى يوم إقرار الصفقة، قال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن تمريرها يأتي لتحسين أمن دولة، هي حليف رئيسي للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلنطي، وإن القاهرة لاتزال شريكًا استراتيجيًا مهمًا لواشنطن في الشرق الأوسط!
ولابد أن يوم الموافقة على الصفقة سوف يستوقفنا لأنه في هذا اليوم نفسه من عام ٢٠١١، تصرفت إدارة باراك أوباما بما لا يعمل على تحسين أمن هذه الدولة، التي هي حليف رئيسي لأمريكا.. إننا لانزال نذكر موقف أوباما وقتها وموقف إدارته، وقد كان «بايدن» الرجل الثاني فيها.. فهل يريد الرئيس الأمريكي أن يقول إنه اليوم شيء، وإنه عندما كان نائبًا للرئيس في البيت الأبيض قبل ١١ عامًا كان شيئًا آخر؟
ربما.. لكنى أرى في تمرير هذه الصفقة ما يشبه الإشارة الخضراء من جانب إدارة بايدن في علاقتها مع الحكومة المصرية!
أراها كذلك.. ثم أراها تقريبًا الإشارة الأولى من نوعها منذ جاءت إدارة بايدن إلى مقاعدها في يناير ٢٠٢١، ففي سبتمبر الماضي كانت مصر قد أعلنت استراتيجيتها الوطنية لحقوق الإنسان، وكان إعلانها بحضور الرئيس، وكان المعنى أن رأس الدولة شخصيًا مهتم بها.. ومع ذلك.. فإن الإدارة الأمريكية بدلًا من أن ترحب بها، وبدلًا حتى من أن تدعو إلى تطويرها، فإنها اتخذت موقفًا في غاية الغرابة!
وكان الموقف أنها قررت- بعد الإعلان عن الاستراتيجية بساعات- تعليق ١٣٠ مليون دولار من مساعداتها لنا، مع ربط صرف هذا المبلغ بالتحسن في أحوال حقوق الإنسان!
ما مضى قد مضى.. وما جرى في شأن الصفقة الأخيرة ربما يمحو شيئًا مما كان في سبتمبر، وإذا كان لي أن أدعو الإدارة الأمريكية إلى شيء، فهذا الشيء هو أن يكون اهتمامها بقضية حقوق الإنسان على أرضنا من أجل القضية مجردة في حد ذاتها، وبمفهومها الشامل، لا من أجل «أشياء أخرى» نعرفها نحن وتعرفها هي!
نعرفها وتعرفها، ولا داعي للتصريح بديلًا عن التلميح!

المصري اليوم

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com