مَنْ ذاق عرف!
مَنْ ذاق عرف!مَنْ ذاق عرف!

مَنْ ذاق عرف!

سليمان جودة

كنا كلما ذهبنا إلى مدينة نيويورك أشاروا لنا إلى أطول مبنى في المدينة، وقالوا إن هذا المبنى يملكه ملياردير أمريكي اسمه دونالد ترامب!، كان ذلك بالطبع في مرحلة ما قبل ٢٠١٦، ففي تلك السنة طرح اسمه في السباق إلى البيت الأبيض مرشحًا عن الحزب الجمهوري، ففاز على هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، وقضى أربع سنوات في المكتب البيضاوي الشهير!
ولم يكن البرج العالي في نيويورك هو الشيء الوحيد الذى يملكه ترامب، ولكنه كان يملك غيره الكثير، وكان عنده من الثروات ما يجعله من الأثرياء المعدودين في الولايات المتحدة!
وحين انتهت أعوامه الأربعة فكر في قضاء أربعة أعوام جديدة، فرشح نفسه في سباق ٢٠٢٠، وفعل كل ما هو ممكن وكل ما هو غير ممكن في سبيل الفوز، ولكنه فشل فذهب إلى المنتجع الذى يملكه في فلوريدا في الجنوب يلعق جراحه ويخطط للسباق المقبل في ٢٠٢٤!
وكانت أدواته في ذلك كله هي مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وفيسبوك، ويوتيوب، ولكنها كلها جاءت عليها لحظة حظرت فيها اسمه، وحظرت ظهوره على منصاتها.. وكان ذلك عندما استخدمها في الدعوة إلى العنف، وفى التحريض، وكان هجوم عدد من مؤيديه على مبنى الكونجرس في السادس من يناير الماضي دليلًا على خطورة ما كان يمارسه ويفعله!
وعندما حظروا ظهوره فقد الرجل أي اتصال مع مؤيديه، وراح يفكر في وسيلة اتصال بديلة، وهداه تفكيره إلى شبكة تواصل خاصة به سماها: تروث وشيال! وقد قال أو قال مقربون منه إن إطلاقها سيكون في الحادي والعشرين من الشهر المقبل!
وبعد أن كان الرئيس الأمريكي السابق يرى ثراءه في أمواله وعقاراته التي هي بلا حصر، أصبح لا يراه إلا في قدرته على تواصله مع مؤيديه، وصار لا هدف له سوى إطلاق شبكته الجديدة، وأدرك أن الثراء بالنسبة له يتحقق بتواجده المؤثر في الإعلام، لا بالفلوس الكثيرة التي في جيبه.. لقد ذاق حلاوة الإعلام الذى وصل به إلى الرئاسة في أقوى الدول، وانطبق عليه ما كان على بن أبى طالب يقوله عن أن: مَنْ ذاق عرف!

المصري اليوم

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com