الصينيون قادمون
الصينيون قادمونالصينيون قادمون

الصينيون قادمون

قد يكون العنوان مُلتبساً وبحاجة إلى توضيح كون «المُنتجات« الصينية تملأ أسواق العالم بلا استثناء, كذلك
حقيقة أن الاقتصاد الصيني في طريقه للتفوّق على الاقتصاد الأميركي, مُحتل الأولى مع حلول العام 2030 فضلاً عن النمو اللافت الذي حقَّقه الاقتصاد الصيني خلال السنة اللعينة التي تنتهي الليلة، كسنة قاسية وصعبة على معظم بل كل اقتصادات دول العالم خصوصاً دول الجنوب التي باتت على حافة الإفلاس، ناهيك عمَّا تنوي بكين تكريسه وإيلاءه الأولوية, وهو التركيز على سوقها الداخلي الضخم, بعد التجربة المريرة التي عانتها مع إدارة ترمب, بفرضه الرسوم الجمركية على البضائع الصينية المُرسلة للسوق الأميركية. إضافة للعقوبات التي فرضها على شركات صينية رائدة مثل «هواوي» و«تيك توك».

ما أردنا الإضاءة عليه في القول: الصينيون قادمون, هو دخول قانون الدفاع الوطني الصيني المُعدّل, حيز التنفيذ يوم غد 21/1/1بعد مصادقة مجلس نواب الشعب الوطني عليه هذا الأسبوع، ما يعني أن الصين تستعِد للعب دور «عسكري» خارج حدودها، بل ان خبراء صينيون قالوا: إن القانون الجديد يفتح المجال لبلادهم لأن تقول كلمتها «ميدانياً», في ما يتعلّق بالأمن والسلام في العالم, وحمايته في مواجهة «قوى الشر التي تسعى لتدميره». وفق ما نقلته صحيفة غلوبل تايمز الصينية، التي أضافت نقلاً عنهم (خبراء لم تُسمِّهم): أن هذا الدور سيكون «فريداً» في حماية الأمن والاستقرار عبر العالم.

والحال.. ليس ثمَّة حاجة لِنقل ما واصل هؤلاء الخبراء الحديث عنه في الغمز من قناة «قوى الهيمنة الأنانية مُهدَّدة السلم والاستقرار»، بقدر الحاجة للتأشير على ما يحدث في العالم من تحوّلات واشتداد التنافس–حدود الصِدام المباشر–بين القوى الصاعدة والولايات المتحدة, التي لا تُخفي عداءها للدولتين الأهم في نظرها «روسيا والصين»،
وإن كان الأميركيون غير مُتّفقين أيهما تحتل أولوية «العداء»...موسكو أم بكين؟. حيث الرئيس المُنتخَب الموشك دخول البيت الأبيض يضع الخطر الروسي أولاً, فيما كان ترمب (ووزير خارجيته الإنجيلي المُتصهّين بومبيو) ما يزال يرى الصين العدو الأبرز.

احتمالات المواجهة الأميركية/الصينية تبدو الأكثر احتمالاً منها إلى روسيا, والملفات المعقدة والساخنة التي تختلف عليها كل من واشنطن وبيجين ما تزال قائمة. إن في بحر الصين الجنوبي الذي أعلنت واشنطن أنها لا تعترف بمطالب الصين فيه, ورأينا أخيراً إعلان بكين «طرد» بارجة أميركية من بحر الصين, كونها لم تطلب «إذناً» للإبحار في المنطقة السيادية الصينية، فضلاً عن الخلاف المُحتدم بين الصين واليابان حول جزر دياويو (تسمية الصين) وسينكاكو كما تصفها اليابان. ولعل ملف «تايوان» هو الأكثر سخونة وسبباً في احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين أميركا والصين كون إدارة ترمب واصلت تسليحها ودعمها دبلوماسيا.

في السطر الأخير..انتشار القوات الصينية خارج حدودها، تعني منطقتنا المضطربة, ومُهم التذكير بالمناورات البحرية الثلاثية التي أجرتها الأساطيل الروسية والصينية والإيرانية في المحيط الهندي وبحر عُمان (2019/12/27 ،(كرسالة أكثر من واضحة لكل من يعنيهم الأمر, وإشارة أن منطقتنا لم تفقِد أهميتها.. كما يُعتقَد.

الرأي

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com