الخليفة العثماني.. والعقدة المصرية!
الخليفة العثماني.. والعقدة المصرية!الخليفة العثماني.. والعقدة المصرية!

الخليفة العثماني.. والعقدة المصرية!

غادة خليل

يبدو أن المصالحة باتت عنوان أحدث موضة سياسية رائجة في الأسواق العربية هذه الأيام، فقد انتشرت سحب وأدخنة التكهنات حول مصالحة محتملة بين السلطات المصرية والإخوان تارة، وبين الرياض وأنقرة تارة، وبين الرياض وحماس تارة أخرى، وأخيرا بالونة اختبار حول مشروع محتمل لوساطة بين تركيا ومصر… وهنا بيت القصيد!



فالمؤكد أن الازمة بين البلدين في ظل “روح السلطان العثماني” التي تلبست الرئيس التركي اردوغان وإساءاته المتكررة بحق ثورة ٣٠ يونيو وهجومه الشخصي على الرئيس السيسي تجاوزت حدود السحابة العابرة التي يمكن أن تنتهي بجهود لتقريب وجهات النظر أو بـ “عفا الله عما سلف”.


من منا لا يذكر رد فعل أنقرة ازاء “الاتفاق المصرى اليونانى القبرصى” عندما وصل إلى حد التهديد بالحرب، بل وتفويض الحكومة التركية قواتها البحرية بتطبيق قواعد الاشتباكات بسبب مشروعات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعى شرق البحر المتوسط.


من منا لا يدرك أهمية الغاز الروسي الذي يغذي اوروبا والذي يجعلها مضطرة للتعامل مع بوتين -بل وتقبل قراراته واسلوبه- بغية الحفاظ على هذا الغاز الذي هو شريان الحياة لكثير من دولها. فقد كان البديل المطروح وقتذاك هو استبدال روسيا كمصدَر للطاقه و مد خط غاز من قطر عبر العراق و سوريا إلى تركيا، و خط آخر من البحر المتوسط إلى سوريا ثم تركيا، أي أن كلا الخطان يلتقيان في تركيا و ينتقلان عبر شبه جزيره القرم إلى أوكرانيا ومن بعدها إلى أوروبا.


ولكن مع تغيير الاستراتيجية الروسية وضم إقليم القرم ذاته اليها تم الإفشال الجغرافي لخط الغاز الذي كان املا لأردوغان للتحكم في اوروبا برمتها والنيل منها بعد صبره أعواما طويلة على رفض الاتحاد الأوروبي ضم تركيا اليه.


ويأتي ارتداء الجاكيت العسكري الروسي بمثابة إعلان عن تحالف رسمي للرئيس المصري مع نظيرة الروسي ضد باقي القوي، ويبدو أن كل ما يمت بصلة لإفشال هذا المخطط أصبح عدوا لتركيا التي بات “اردوغانها” مبتليا بـداء “فوبيا السيسي”.


لو كانت هناك حقا مساع للمصالحة بين القاهرة وأنقرة فيتوجب على تركيا الإفصاح عن جديتها صراحة وإبداء قبولها للشروط المصرية، وعلى رأسها وقف دعمها بالسلاح والمال للجماعات الارهابية المناوءة لمصر في ليبيا، وإغلاق قنوات “الردح” الإخوانية في اسطنبول والكف عن محاولات التشهير السياسي بالقاهرة في المحافل الدولية المختلفة.


من الواضح أن السياسة الخارجية التركية تحاول أن تعطي انطباعا بأنها ديناميكية وهجومية من خلال حملات التشهير التي تثير الرثاء بالقاهرة، لكنها في حقيقة الأمر تخفي اخفاقات داخلية تتمثل في تصاعد الغضب الشعبي ضد النظام الذي يتفنن في قمع معارضيه مما أدى إلى ضعف شعبية أردوغان نفسه بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، فضلا عن تحول تركيا إلى أكبر سجن للصحفيين في العالم- بحسب المنظمات الدولية المختصة- فضلا عن فشلها فى الحصول على عضوية مجلس الأمن، وعدم تمكنها من تمرير بعض القرارات بخصوص قبرص فى منظمة المؤتمر الإسلامى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com