مصر والإمارات .. ومواجهة «تحالف القتل»
مصر والإمارات .. ومواجهة «تحالف القتل»مصر والإمارات .. ومواجهة «تحالف القتل»

مصر والإمارات .. ومواجهة «تحالف القتل»

جلال عارف


بعدها ألقى الرئيس المصري أهم خطاباته السياسية منذ تولى الحكم، ووسط الأسى لم ينس الرئيس المصري أن يعيد الأمور إلى أصولها، وأن يستعيد ما سبق أن نبهت إليه مصر بأن العالم العربي يخوض حرب وجود ضد هذا الوباء الذي تمثله جماعات الإرهاب والمتاجرين باسم الدين، والقوى الإقليمية والدولية التي تقف وراءهم وتصر على مساندتهم حتى الآن.

وكان لافتاً هنا أن يذكر الرئيس المصري دور الإمارات والسعودية في مساندة مصر في هذه الحرب، وأن يوجه التحية لروح المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز – ولقادة دولة الإمارات العربية، وأن يعلن أن شعب مصر (والشعوب العربية كلها) لن تنسى هذا الدور الذي لولاه لوقع العالم العربي (مع سقوط مصر) تحت سطوة الإرهاب ومن يدعمونه ويستخدمونه للهيمنة على المنطقة وإعادة تقسيمها.

ولا شك أن القرار بإنشاء جامعة مصرية في سيناء باسم المرحوم الملك عبد الله، وإطلاق اسم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد على مدينة سكنية جديدة، كما حدث من قبل مع الراحل العظيم الشيخ زايد، ومع صاحب السمو الشيخ خليفة.. ليس فقط عرفاناً بالجميل..

ولكنه أيضاً تأكيد على المعنى المهم الذي ينبغي ألا ينسى وسط زحام الأحداث، وهو أن الجهد العربي وحده هو القادر على إنقاذ الأمة وسحق الإرهاب وهزيمة المؤامرة. هذا هو المعنى الأساسي فيما حدث بعد 30 يونيو حين أطاح شعب مصر بحكم الطغيان الإخواني..

فجن جنون جماعات الإرهاب والقوى الإقليمية والدولية التي تستخدمها، فكان الموقف العدائي تجاه استعادة مصر للدولة والثورة من براثن الإرهاب والذي تزعمته الإدارة الأميركية وحلفاؤها وأذنابها في المنطقة. وسط هذا الجو الموبوء بكل المخاطر كان موقف الإمارات والسعودية بجانب مصر هو حائط الصد الذي من دونه لكان الانهيار شاملاً..

ولكانت المؤامرة قد اكتملت فصولها، ومن هنا تأتي أهمية حديث الرئيس المصري عن هذا الدور الذي لن ينساه التاريخ العربي وسط هذه الهجمة الشاملة التي يشنها تحالف الإرهاب مع المتآمرين على العرب والمسلمين. ووسط تنامي الخطر بسقوط اليمن على حافة الحرب الأهلية..

ومحاولة مد النار المشتعلة في سوريا والعراق إلى لبنان والأردن، وتنامي الهجمات الإرهابية في مصر في محاولة لقطع الطريق على الانتخابات البرلمانية والمؤتمر الاقتصادي المقررين بعد أسابيع. ثم -وهذا ما ينبغي الالتفات إليه جيداً- وسط جهود محمومة لضرب التحالف العربي الصامد في وجه المؤامرة.

واستغلال التطورات السياسية الأخيرة (بعد رحيل الملك عبد الله) في ممارسة الضغوط وزرع الفتنة وحصار محور الصمود العربي حتى لا يتوسع ويزداد قدرة على هزيمة المؤامرة وسحق الإرهاب. إشارة الرئيس المصري إلى دور الإمارات والسعودية جاءت (ضمن إشارات أخرى) لتقول إن المؤامرة مكشوفة..

وأن التصدي لها فرض عين، وأن ما قامت به مصر في 30 يونيو ثم الدعم الذي تلقته من الأشقاء وفي مقدمتهم السعودية والإمارات كان هو الموقف الحق الوحيد لإنقاذ الأمة مما هو أبشع، وأن السير على الطريق نفسه هو واجب وطني وقومي. المؤامرة مكشوفة إلى حد الفضيحة. فحين تفتح الخارجية الأميركية أبوابها لوفد الإخوان قبل أيام من الذكرى الرابعة لثورة يناير..

وبينما تتوالى الإنذارات من المنابر الإعلامية للجماعة الإرهابية وحلفائها بحرق مصر، وتتوالى معها الحوادث الإجرامية المنحطة في سيناء وباقي أنحاء الدولة المصرية.. فإن الرسالة واضحة، والزيارة ليست من باب «المجاملة» كما قال مسؤولون أميركيون يفترض فيهم العقل (!!) .

وإنما هي من باب «الدعم» الذي لم يتوقف لجماعة هي أصل الإرهاب في المنطقة ككل!! وعندما تجبر بشاعة الجريمة التي ارتكبتها «داعش» بحرق الشهيد الكساسبة حياً، واشنطن وحلفاءها وأذنابها على كتابة بيانات الإدانة أو برقيات العزاء.. فإن الحقيقة واضحة حول مسؤوليتهم عما وقع ويقع في المنطقة دون إهمال لمسؤوليتنا كعرب ومسلمين.

مشهد «الإخوان» في الخارجية الأميركية لابد أن ينتهي إلى مشهد الكساسبة وهو يحرق حياً، والكذب المفضوح حول زيارات «المجاملة» لا يمكن أن يسقط المسؤولية عن الذين يتحدثون كثيراً عن حقوق الإنسان ثم ينتهي بهم الأمر وهم يحتضنون أحقر وأحط عصابات الإرهاب. المشهدان القادمان إلينا من إدارة أوباما ثم من داعش، يثبتان صحة الموقف الذي قام به شعب مصر حين أسقط حكم الفاشية الإخوانية في 30 يونيو.

كما يثبتان صحة الموقف الداعم لمصر ضد الإرهاب وضد المؤامرة، وخاصة موقف الإمارات والسعودية الذي لولاه لكانت بحور الدم العربي قد شملت كل شبر من الأرض العربية. أمامنا أيام صعبة، ولكننا قادرون على عبورها، وقادرون على هزيمة المؤامرة وسحق الإرهاب ومن يدعمونه، أمامنا حرب فرضت علينا ولا مجال أمامنا إلا أن نكسبها، في أيدي أعدائنا أوراق كثيرة لنشر الدمار..

وفي يدنا أوراق كثيرة لإنقاذ الأمة، ستختلط في المعركة الكثير من الأوراق، لكن ورقة واحدة لا ينبغي التفريط فيها بأي ثمن وهي الحفاظ على التحالف الذي انتصر في 30 يونيو فأنقذ مصر والخليج العربي، وأجبر المتآمرين على كشف أوراقهم فرأينا تحالف الشر يأخذ «الإخوان» إلى الخارجية الأميركية، ويحرق البشر أحياء، ويزرع الدمار وينشر الإرهاب في عالم عربي لم يعد أمامه إلا أن يقاتل دفاعاً عن وجوده وانتصاراً لقيم تخلى عنها من ادعوا الدفاع عن حقوق الإنسان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com