بيت ماكرون يحترق!
بيت ماكرون يحترق!بيت ماكرون يحترق!

بيت ماكرون يحترق!

سليمان جودة

أملي أن نتنبه إلى أن القمة، التي سيشارك فيها الرئيس اليوم فى فرنسا، مشغولة بعدد من القضايا الكبرى فى العالم، وأن مكانة الشجرة فى حياتك وحياتي على رأس هذه القضايا!

القمة اسمها قمة الدول السبع، وهي الدول التى تمتلك أكبر سبعة اقتصادات فى العالم، وكان اسمها من قبل مجموعة الدول الثماني، وكانت الدولة الثامنة هي روسيا، لولا أنهم طردوها بسبب مواقفها السياسية التي لا تعجب أمريكا ولا تعجب أوروبا!

ولأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يطمح لدور سياسي قائد فى أوروبا، ولأن مجلة «تايم» الأمريكية كانت رأت بوادر هذا الطموح عنده منذ وقت مبكر، فوضعت صورته على غلافها وكتبت تحت الصورة: الرجل القادم فى أوروبا، ولأنه رد على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضى فيما يخص علاقة فرنسا بإيران، بما معناه أن باريس تتعامل مع واشنطن رأسًا برأس، وليس على الطريقة الإنجليزية الأمريكية!

لأن هذا كله ظاهر وواضح، فلقد شاء ماكرون أن يُخرج لسانه للرئيس ترامب، وللقادة الستة الآخرين، فاستضاف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين في قمة ثنائية بينهما سبقت قمة السبع بخمسة أيام.. وكأنه يقول: اطردوه أنتم كما شئتم.. غير أن لى رأيًا آخر يدعم طموحى أسجله بنفسى! ولكن ذلك كله موضوع آخر.. وموضوعنا هو الحرائق التي أكلت أشجار غابات الأمازون شاسعة المساحة فى البرازيل على مدى أيام مضت، ولا تزال تأكلها، والتى ستكون بندًا أساسيًا على مائدة القادة السبعة، ومعهم الرؤساء الضيوف الذين يتقدمهم الرئيس عبدالفتاح السيسى!

وأتمنى لو أن الرئيس قد عاد من القمة ليتبنى حملة للتشجير على مستوى الجمهورية، فيرعاها ويتابعها بنفسه، لأنه سوف يرى هناك كيف سيطرت حرائق الأمازون على اهتمام مجموعة الدول السبع، وكيف صاح ماكرون وهو يتابع امتداد الحريق فقال: بيتنا يحترق!

فرغم أن المسافة بين فرنسا بالذات وأوروبا عمومًا، وبين البرازيل فى أمريكا الجنوبية تقاس بالآلاف من الكيلو مترات، إلا أن هذا لم يمنع الرئيس ماكرون من النظر إلى حريق غابة الأمازون، على أنه يساوى نشوب حريق فى بيته شخصيًا، وفى كل بيت أوروبى بالضرورة، لا لشيء، إلا الأمازون تنتج ٢٠٪‏ من الأكسجين فى العالم، الذي يمكن أن يختنق لو توقفت الأمازون عن إفراز هذا الغاز!

الشجرة لدى شعوب أوروبا مثل الرغيف سواءً بسواء، وربما كانت أهم لعدة أسباب حيوية منها أن الرغيف له بديل، ولكن الشجرة لا بديل لها، ومنها أن الرغيف الذى يغذي معدتك قد يؤذى بقية جسمك إذا تناولت منه الكثير، ولكن المزيد من الأشجار يوفر المزيد من الغذاء لرئتك، والمزيد من نظافة الهواء فى الأجواء من حولك!

الشجرة أمام بيتك كالرغيف على مائدتك.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com