الطفل المدلل!.. الحوثي
الطفل المدلل!.. الحوثيالطفل المدلل!.. الحوثي

الطفل المدلل!.. الحوثي

حسن قايد الصبيحي

منذ اليوم الأول للانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية في الـ ١٨ من أغسطس ٢٠١٤ واستغلال الحوثيين للنقمة الشعبية التي رافقت رفع أسعار المحروقات، ثم إيهام اليمنيين بانحياز الحوثي للدفاع عن مصالحهم أمام قرارات الشرعية ( الجائرة ) منذ ذلك الحين، والحركة الحوثية تسيطر على القرار السياسي في العاصمة صنعاء وتمعن في التآمر على اليمن وتحبط كل تقدم لإيقاف العنف ورفع الظلم عن رقاب الملايين المحرومين، والمساعدات الدولية من الغذاء والدواء المكدس في صوامع الحديدة وموانئ البلاد يمنعها الحوثيون من الوصول ألى أفواه الجائعين غير عابئين بحدوث مجاعة ضحاياها بالملايين، وخطورة تفشي الأمراض المعدية التي يقال إنها ستكون الأولى من نوعها في تاريخ البشرية .

أما الشيء الذي يبعث على الاستغراب، أن شكوكًا حقيقية تتوالى حول موقف الأمم المتحدة من السلوكيات المثبطة لكل جهود السلام، وإزاء السلوك المريب للجماعة للدرجة التي تحوم تلك الشكوك حول موقف الوسيط الدولي وحيادية المنظمة الدولية والانحياز المكشوف لجانب الحركة الحوثية .

إننا نزعم أن ما يحدث الآن في التعامل مع الأزمة تحت إدارة مارتن جريفت، ما هو إلا تكرار ممل لِما كان مجربًا تحت إدارة ولد الشيخ وجمال بن عمر ، فقد حاول الاثنان الدفع بجهود السلام بأي ثمن مثل تبني المواقف الحوثية دون دوي، وجاءت لحظة الصدق بعد الاستقالة وتبارى الاثنان في تحميل الحوثي المسؤولية بعد فوات الأوان . إن إفشال جهود التوصل لحل لا يستقيم في ظل إخفاء مواقف الأطراف أن اأي جهد سلمي لا بد أن يحفظ حقوق الجميع، وإلا فلا فائدة ترجى من قرارات يفرغها الحوثيون من محتواها . لقد أطاح الحوثيون بكل الجهود، بل إنهم تسببوا في الإطاحة بوسيطين عربيين اشتهرا بالحنكة السياسية والقدرات التفاوضية العالية، واعترف الاثنان بعد استقالتهما بمسؤولية الحوثي عن عرقلة جهودهما للسلام طوال الوقت، بعد أن أحجما عن الإفصاح عن ذلك، وهما مسؤولان يمثلان المنظمة الدولية .

وجاء اختيار جرفت مقصودًا لأسباب في مقدمتها أنه إنجليزي وخبير بشؤون المنطقة ويحمل ذكريات عاطفية للمنطقة كونه كما يقولون، من مواليد مدينة عدن المستعمرة التي قضى فيها الإنجليز الفترة من عام١٨٣٩ وحتى ١٩٦٧ . وربما كان الاعتقاد بأن عقدة الخواجة قد تحل الأزمة وتحدث الانفراج الذي عجز عنه الأشقاء العرب المتسم سلوكهم السياسي بالمجاملة والسكوت عن الرفض الحوثي المستمر، وها نحن نرى ما آلت اليه الأمور. استعراضات إعلامية لا تتعدى إصدار القرارات وإعلان الاتفاقيات أمام وسائل الاعلام ونقض العهود والوعود من قبل الحوثيين في كل مرة، وكلما اقترب الحل عاد الحوثيون إلى خرق الهدنة وآخر التقليعات الحوثية ضرب مخازن الغلال بالصواريخ وحرمان الجياع من أنصبتهم في الإغاثة، واشتعلت النار في ما نسبته ٢٥٪؜ من حجم المساعدات التي تقدم الغذاء لكل المحتاجين اليمنيين لشهر كامل .

لماذا السكوت عن الحوثيين والتضييق على الشرعية ؟ الجواب ببساطة لأن الحوثيين يتشددون في مواقفهم في المفاوضات، ويعترضون على كل الحلول المقترحة، وتسببوا في فشل كل الوساطات واستقالة ثلاثة مندوبين دوليين . أما الشرعية فموقفها ثابت يتركز حول مطلب السلام وترك اليمنيين يقررون مصيرهم بأنفسهم واختيار من يثقون فيه دون فرض أو إملاءات.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com