لا تقتلوا العربية
وام

لا تقتلوا العربية

في الإعلام والسياسة والاقتصاد والقانون والحياة يفخر كثيرون بأنهم يتحدثون الإنجليزية لا بل يقدمونها على العربية، حتى بات الجيل الجديد نتيجة لهذه المخرجات "غير قادر" على التواصل بالعربية أو حتى القراءة والمعرفة بلغتنا .. اللغة الأساسية في واقعنا المعيشي في دولنا العربية.

وحتى أكون منصفاً؛ فقد خرجت العديد من المبادرات الرسمية والشعبية في العديد من الدول العربية لمواجهة التراجع أحياناً في الوعي المجتمعي في كثير من الأحيان بأهمية اللغة العربية وضرورة التواصل بها والاطلاع على القراءات والكتب والمقالات التي تكتب بها، لكن هذه المبادرات لن تؤتي أكلها ما دام الوعي بأهمية العربية ينحصر في الحد الأدنى من التواصل الأسري فقط من دون تعزيز ذلك في المدرسة والشارع والسوق والمكتبة والأهم من ذلك بيئة الدراسة والعمل.

الوعي بالعربية وأهميتها يجب أن ينطلق إلى ما أبعد من ذلك في جعل هذه اللغة جزء من المكون الفكري للطفل، كما هو الحال بالنسبة للغة الإنجليزية أو اللغات الأخرى نظراً لسهولة هذه اللغات في التعلم والحفظ بمقابل العربية من جهة، ومن جهة أخرى للاطلاع على العلوم والآداب والعمل في المؤسسات الوطنية في دولنا العربية وبالتالي الارتقاء بالواقع المعاش والتواصل بشكل أفضل بلغتنا الأم، حتى تكون الأولوية لهذه اللغة.

 وهنا قد يقول قائل إن "اللغة الإنجليزية اليوم هي لغة العلوم والذكاء الاصطناعي والإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي والقانون"، وهذا صحيح، لكن اللغة العربية هي أيضاً لغة أولى ويمكن ترجمة كل الأعمال العلمية من الإنجليزية إليها من جهة، ثم أن المعرفة باللغة الإنجليزية لا تعني بأي حال من الأحوال "قتل العربية" أو "التنكر لها"، لا بل تعزيزها والحفاظ عليها ودعم من يستخدمونها، من أجل تعزيز الحوار الثقافي والمعرفي.

إن الثقافة المعرفية العربية هي ثقافة غنية ورائدة وأسهمت وما زالت تسهم في تطور كافة القطاعات، كما أنها أسهمت على مر العصور في تطور العلوم، فضلاً عن أن عدداً كبيراً من الطلبة لن يتمكنوا من اختراق حواجز المستقبل من دون أن يكونوا قادرين على التواصل والتفاعل بلغتهم الأم، لا سيما للمميزات التي تمتاز بها اللغة العربية.

فاللغة العربية تمتاز بقدرتها على الإبداع والتكيف في العديد من المجالات والعلوم، سواء الهندسة أو الطب أو الفنون أو الحساب والجبر (الرياضيات)، إلى جانب التجارب العلمية، فضلاً عن التطور الذي تشهده في مجالات الأدب، والإبداع، والتأليف.

ختاماً؛ فاللغة العربية ما تزال لغة الإبداع والفنون والعلوم والإعلام والقانون، وتعزيزها في كافة القطاعات يرتقي بهذه القطاعات من جهة ويمكنها من التطور ويمكننا من التواصل بأسلوبنا الصحيح وفي بيئتنا ومجتمعنا، لذلك، هذه دعوة إلى كل أسرة أن تعزز العربية في أطفالها إلى جانب اللغات الأخرى من أجل مستقبل أفضل لهم ولمجتمعهم.

إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com