أوبك وروسيا.. هل تستمر الشراكة؟
أوبك وروسيا.. هل تستمر الشراكة؟أوبك وروسيا.. هل تستمر الشراكة؟

أوبك وروسيا.. هل تستمر الشراكة؟

بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على الحرب الأوكرانية، لا يزال تحالف منظمة أوبك مع روسيا أو ما بات يُعرف باسم "أوبك بلس" صامداً، لكن يبدو أن الدور المحوري الروسي داخل التحالف يتراجع بسبب العقوبات وردود الفعل الدولية على الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

في غضون ذلك، تتعرض مجموعة أوبك، خصوصاً السعودية والإمارات، لضغوط قوية من الدول الغربية لضخ المزيد من النفط وإنهاء الاتفاق مع موسكو، لكن حتى الآن لا يبدو أن هناك مؤشرات على استجابة المجموعة لمثل هذه الدعوات، بل على العكس، من المتوقع أن يلتزم تحالف "أوبك بلس" بخطته في اجتماعه القادم.

في هذا السياق، تتجه الأنظار خلال الفترة القادمة إلى 3 تطورات رئيسية لترى تأثيراتها على أسعار النفط العالمية؛ الأول بداية الموسم الصيفي في الولايات المتحدة، حيث تراقب الأسواق ما إذا كانت أسعار الوقود المرتفعة ستؤثر على زيادة الطلب هذا العام.

في حين أنها ستراقب عن كثب قمة الاتحاد الأوروبي في الفترة ما بين 30 و31 من الشهر الحالي التي سيكون تركيزها الرئيسي قضية حظر النفط الروسي.

وأخيراً، اجتماع "أوبك بلس" في الثاني من يونيو/حزيران لمعرفة ما رد فعل التحالف النفطي على الدعوات الغربية لزيادة إنتاج النفط الخام.

في المقابل، يأمل منتجو النفط في تحالف "أوبك بلس" مواصلة العمل معاً في إدارة الإمدادات بعد انتهاء اتفاقهم الحالي في سبتمبر/أيلول القادم، على الرغم من أنه من غير الواضح حتى الآن كيف سيتم تنفيذ ذلك على أرض الواقع.

مع ذلك، التطورات التي تتفاعل في الأسواق تدلل على أن بعض التغيير لا مفر منه..

نظام الحصص الحالي ببساطة لم يعد يفي بالغرض، حيث أصبح النقص في القدرات الإنتاجية لدى العديد من الدول الأعضاء في التحالف واضحا بشكل متزايد، ولعل كمية النقص في الإنتاج قد بلغت نحو 2.7 مليون برميل يومياً الشهر الماضي.

هذا وتلوح في الأفق تحديات طويلة الأجل في شكل مخاوف تتعلق بتدمير الطلب نتيجة ارتفاع الأسعار وتراجع النمو الاقتصادي، وسياسات مضطربة لانتقال الطاقة، جنباً إلى جنب مع تداعيات حرب أوكرانيا، والجهود المتجددة في الكونغرس الأمريكي لسن تشريع مناهض لتحالف "أوبك بلس" أو ما يعرف بتشريع "نوبك".

في الوقت الراهن، يبدو أن تقلص القدرات الإنتاجية والوضع في أوكرانيا من التحديات الرئيسية الملحة، ولكن من نواح عديدة، يتم تعويض هذه المخاوف لدى التحالف النفطي من خلال مواصلة تعزيز التماسك الذي تمارسه دول "أوبك بلس" حتى الآن.

في حين قد تتطلب إعادة هيكلة الحصص الإنتاجية معالجة ماهرة، خاصة في ما يتعلق بحصة روسيا، بالنظر إلى توقعات موسكو الخاصة بهبوط الإنتاج النفطي هذا العام.

هنا تتوقع الحكومة الروسية أن ينخفض إنتاج بلادها بنحو مليون برميل يومياً، مع عدم وجود تعاف ملموس في السنوات الثلاث المقبلة.

بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الانخفاض يكون أكبر وربما يصل إلى 3 ملايين برميل في اليوم إذا فرضت القوى الغربية عقوبات أكثر صرامة، بما في ذلك الحظر النفطي من قبل الاتحاد الأوروبي.

على جميع الأحوال من المنتظر أن يخرج تحالف "أوبك بلس" من اتفاقه الحالي في غضون أشهر قليلة كمنظمة مختلفة تماماً، في حين أن مصاعب زيادة الإنتاج التي تعانيها روسيا والعراق وإيران ودول أخرى قد تفقدها الكثير من النفوذ داخل التحالف. في المقابل فإن الدور المحوري للدول الخليجية التي تملك قدرات جيدة على زيادة الإنتاج مثل السعودية والإمارات والكويت سيتعزز مع مرور الوقت.

طبعاً، الوضع السابق لا يعني في أي حال من الأحوال أن تماسك التحالف في طريقه نحو الانهيار، بل على العكس فهناك شيء واحد ربما بات في حكم شبه المؤكد: رغم كافة التحديات ستعمل دول أوبك بلس على الاحتفاظ بنفوذها في السوق ووحدتها، مع اعتبار مشاركة روسيا على أنها قضية أساسية.

ولعل التصريحات المتعاقبة من الدول المنتجة الرئيسية في أوبك مثل السعودية والإمارات تؤشر على هذا التوجه بشكل كبير. وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، صرح أخيرا لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الرياض تأمل "في التوصل إلى اتفاق مع أوبك بلس الذي يضم روسيا"، في حين أن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي قال لمجلة "إنيرجي إنتلجنس" إنه يأمل أن يواصل أعضاء التحالف تعاونهم لمعالجة الاختلالات والتقلبات في سوق النفط.

الأهم من ذلك، أن روسيا قد تكون في أشد الحاجة للتعاون، لا سيما أنها قد تكون ممتنة لدول أوبك خصوصا السعودية والإمارات، التي تحملت خلال الأشهر القليلة الماضية بعض المخاطر منذ حرب أوكرانيا من خلال الإصرار على الالتزام بالاتفاق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com