مشاورات الكويت فرص النجاح والفشل
مشاورات الكويت فرص النجاح والفشلمشاورات الكويت فرص النجاح والفشل

مشاورات الكويت فرص النجاح والفشل

مختار الرحبي

في المقال السابق كتبت عن الفرصة الأخيرة للمشاورات والوصول إلى حل سياسي وسلمي للأزمة اليمنية عبر تنفيذ القرارات الدولية، واليوم نكتب ونحن في الكويت نبحث عن الفرص المتاحة لإيجاد حل في ظل التطورات الأخيرة المتمثلة برفض طرف الانقلاب الوصول إلى العاصمة الكويت، مع أن طرف الشرعية وصل في الوقت المحدد، وجاء وسط تصريحات إيجابية من رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الوزراء ورئيس الوفد المفاوض وزير الخارجية، حيث نصت مجمل تصريحاتهم على أنهم ذاهبون إلى الكويت وبيدهم غصن الزيتون والسلام انطلاقا من مسؤوليتهم الوطنية والدولية وفي مقابل ذلك تعنت واضح من قبل الحوثي وصالح حيث أنهما لم يقوما بالإيفاء بتعهداتهما والتزاماتهما التي أعلن عنها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد  في نيويورك.  وهاهم الحوثيون يتنكرون للاتفاقيات المبرمة مع الأمم المتحدة فكيف سيقومون بالايفاء بتعهداتهم مع الحكومة اليمنية وكيف سينفذون القرار الدولي؟؟

لقد مثّل عدم حضور الحوثيين إلى الكويت انتكاسة في المسارين السياسي والسلمي وتقوية لما تذهب إليه الحكومة الشرعية أن الحوثيين لا يلتزمون بأي اتفاق خصوصًا أن لهم تاريخا طويلا من المراوغات وعدم تنفيذ أي اتفاقيات منذ بداية التمرد في 2004م وحتى انقلابهم على الشرعية الدستورية في 2014 .

الطرف الحكومي يمتلك أوراقا في أروقة المشاورات خصوصا أنه بدأ مرتبا ومنضبطا بكل اشتراطات الأمم المتحدة من حيث عدم الخروج للإعلام وأيضا عدم مغادرة الكويت بعد أن رفض الحوثيون الحضور وهنا كان لابد من بيان شديد اللهجة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتنديد بعدم حضور الحوثيين وعرقلة إقامة المشاورات لكن الأمم المتحدة اكتفت ببيان ناعم يخلو من أي تحميل للطرف الآخر تبعات عدم البدء في المشاورات .

لكن لو عدنا إلى الأسباب الحقيقية التي كانت وراء عدم حضور الطرف الانقلابي حتى الآن وبسبب ذلك تأجل افتتاح المشاورات لعل أهم تلك الأسباب هو أن إيران تقف وراء ذلك فهناك من يربط بين ماحصل في القمة الإسلامية لإيران وما يحصل اليوم من عرقلة للمشاورات .

لكن زيارة أوباما للمنطقة أيضا هي سبب آخر لعرقلة المشاورات بحيث يريدون الاستفادة من الزيارة وممارسة مزيد من الضغط على الحكومة والتحالف العربي .

وهناك سبب داخلي وهو الصراع الحاصل بين الحوثي وصالح فقد بلغت المشاكل بينهما ذروتها حيث وصلتني معلومات أن علي صالح يحشد المقاتلين في العاصمة صنعاء وكذلك يعمل على إفشال اتفاقية الحوثيين والمملكة للتهدئة في الحدود، حيث تقوم كتائب من الحرس الجمهوري الموالية له باستهداف الأراضي السعودية وأيضا يحاول صالح إفشال الهدنة، حيث قام بهجوم شديد على فرضة نهم والجوف وتعز، لأن صالح يعرف أن الحوثيين والمجتمع الدولي سيتخلون عنه في المشاورات وسيتم بحث مصيره وعائلته فهو يريد إشعار الجميع أنه لا يزال قويا ويمتلك أوراق ضغط .

المجتمع الدولي تائه ولم يتخذ أي موقف مما يحصل لكن لا يزال عندي إحساس أن المشاورات ستتم في الأيام القادمة، وهناك جهود لإقناع الحوثيين في المشاركة، وان لم تحدث فقد سددت الشرعية هدفا في مرمى الانقلابيين، وهي فرصة أخرى تتاح أمام الشرعية والتحالف لاستكمال تحرير العاصمة صنعاء عسكريا.

سننتظر الأيام القادمة فهي حبلى بكثير من المفاجآت ..

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com