العدو تحت أنفك !
العدو تحت أنفك !العدو تحت أنفك !

العدو تحت أنفك !

غادة خليل

كشفت صحيفة "نيوزبلاد" البلجيكية ، نقلا عن مسئولين أمنيين، أن ٥٠ شخصا على الأقل من المؤيدين لتنظيم داعش يعملون حاليا فى مطار "زافنتيم" الذي دمرته التفجيرات الأخيرة ببروكسل، وهو ما لا يمكن وصفه سوى بـ "فضيحة أمنية" تضرب العاصمة السياسية للاتحاد الأوروبي! وكيف لا وهؤلاء المتعاطفين مع داعش يملكون تصاريح أمنية للدخول حتى إلى قمرة قيادة الطائرات !.

خبير أمني اعترف قائلا: أي شخص يمكنه دخول المطار بمن فيهم أصحاب السجلات الإجرامية، ومن الواضح بالنسبة لنا أن الإرهابيين بمساعدة جواسيسهم العاملين بالمطار اختبروا قدرات أجهزة كشف المعادن بمطارنا قبل تنفيذهم العملية التي خلّفت ٣٥ قتيلا و ٢٧٠ جريحا.

ما الذي يمكن أن نفهمه من كل ذلك ؟

نفهم أن القتلة الذين يحصدون أرواح الأبرياء باسم الدين كذبا وبهتانا لا يمرحون الآن فقط في الشرق الأوسط وهم يمارسون هوايتهم الدموية، وإنما وصلوا إلى قلب أوروبا النابض! ولا يجوز هنا أخلاقيا تبرير القتل في الإعلام العربي بأنه ردا على جرائم "الآخر" في تحضير عفريت الإرهاب والتشفي بمنطق: انظروا ها هم يتجرعون من الكأس الذي سبق أن شربناه بمفردنا طويلا!

يجب أن نتذكر – مهما كانت إدانتنا للسياسات الغربية تجاه قضايانا – أن الضحايا مواطنون أبرياء راحوا غدرا دون أي ذنب اقترفوه. وفي المقابل يجب ألا تتخذ أحزاب اليمين المتطرف من مثل تلك الحوادث فرصة للمزايدة السياسية وتصعيد خطابهم ضد الأجانب والمهاجرين والعرب في قلبهم !

و في كل الأحوال يجب أن تدرك أوروبا أن الخطر بات مشتركا و حقيقيا أكثر من أي وقت مضى، و لابد من التعاون بين جميع الأطراف لمعالجة الثغرات الأمنية التي أصبحت من الاتساع في بروكسل بحيث ينطبق عليها المثل العربي القديم: اتسع الرتق على الراتق.

و تكشف الأرقام الرسمية حقائق مثيرة للدهشة، فقد فتحت النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا ثلاثمئة وثلاث عشر قضية متعلقة بالإرهاب العام الماضي مقابل مئة وخمس وتسعين قضية في العام السابق له، وتبلغ نسبة الزيادة المئوية في هذه النوعية من القضايا الأعوام الثلاث الأخيرة ستمئة بالمائة! وتشكو النيابة من عدم وجود أي زيادة في أعداد القضاة والموظفين الإداريين المكلفين بمتابعة تلك القضايا!

المدهش أنه رغم إدراك السلطات المختصة بأن عددا ليس بالقليل من المساجد تحول إلى مفرخة للفكر المتشدد وورشة عمل لتجهيز الإرهابيين، فإنها تحاكم بعض الأئمة بتهم الترويج للإرهاب وبعد انتهاء جلسة المحكمة يعود الإمام حرا طليقا إلى مسجده و يمارس إلقاء دروسه الأسبوعية لأعداد كبيرة من المنحدرين من أصول عربية! و تعد حالة إمام المسجد "بن عجيبة" أحدث الأمثلة في هذا السياق. إن الرجل متهم ليس فقط بالترويج للإرهاب ولكن بممارسته في السابق، ولازال حرا يمارس إلقاء الدروس بأحد مساجد حي أندرلخت هو وأكثر من عشرين من أئمة المساجد الآخرين الذين يواجهون تهما شبيهة!

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com