في ذكرى ثورة يناير.. ماحدش عاجبه حاجة
في ذكرى ثورة يناير.. ماحدش عاجبه حاجةفي ذكرى ثورة يناير.. ماحدش عاجبه حاجة

في ذكرى ثورة يناير.. ماحدش عاجبه حاجة

شوقي عبدالخالق

مع حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، خرجت علينا كل النخب والشخصيات العامة، وجميعهم في حالة نقد وهجوم، ولكن بين فريقين، أولهما من أنصار الثورة، وهم معترضون على تكريم شهداء الشرطة في ذكرى الثورة، رافضين ما يدور حالياً على الساحة السياسية، معتبرين أن ما وصلت إليه الأمور في مصر حالياً، هو انحراف عن المسار الصحيح للثورة "وفق رؤية مؤيديها"، بينما يرفض الفريق الآخر فكرة الثورة من الأساس، ومنهم من أعلن أنها مؤامرة، أتت برئيس نهره الشعب المصري، بعد عام واحد فقط من حكمه للبلاد.

وما بين هذا وذاك، تجد على مدار الأيام الأخيرة، حالة من العراك والشد والجذب في برامج الـ"توك شو"، بين أشخاص، اعتاد المشاهد المصري على رؤيتهم كل عام، وفي نفس التوقيت يرددون نفس الكلام و بنفس الطريقة، ونفس المنهج، وهو تأكيد على أن أنصار ثورة يناير، لايزالون متمسكون بمنهجهم وطريقتهم، التى أبعدت عنهم الكثيرين منذ الثورة، وحتى الآن، ولكنهم نجحوا بإتقان شديد في تفرقه من ليس لهم مصالح شخصية من حولهم، متمسكين بفكرة التمرد والاعتراض على كل شيء، طالما هم خارج المشهد السياسي، وبعيدين عن المناصب والكراسي، وبالرغم من ذلك، تجد القنوات المصرية تفتح أبوابها بين الحين والآخر لهؤلاء، بالرغم من معرفة مواقفهم من الدولة المصرية والنظام الحالي، الذي يلتف حوله ملايين المصريين، أغلبهم ممن يبحثون عن مستقبل مصر، واستقرار الأوضاع فيها، وهم المصريين البسطاء وأصحاب الطبقة الوسطى.

ولكن الغريب هو حالة الهجوم من أنصار الرئيس عبدالفتاح السيسي والنواب الحاليين لمجلس الشعب المصري والسياسيين والنشطاء الحاليين، فهجومهم على ثورة يناير، هو هجوم غير مباشر على الدستور الحالي، الذي وافق عليه ملايين المصريين، والذي اعترف في دباجته بثورة الخامس والعشرين من يناير، شاء من شاء، وأبى من أبى، ولكن لأن هؤلاء لا يعرفون شيئاً عن دستور مصر، إلا مواده التي تحقق لهم مصالحهم، خرجوا مهاجمين ثورة يناير، ومن قام بها، ومن شارك فيها.

الحقيقه أن الأيام الماضية، كشفت أن ثورة الخامس والعشرين من يناير، لم يبق منها سوى شيئ واحد، وهو فرض الرأي، وعدم الاستماع للرأي الآخر، بعد أن لفظ المصريون سارقي الثورات، وانكشف دور العملاء من بين رجالها، وانفض عنها الشرفاء، بعدما انحرفت عن المسار، فدعوها ذكرى طيبة لشعب أراد التغيير، فقدم دمه فداء لوطنه، بدلاً من التراشق والهجوم على شاشات التليفزيون أمام العالم، الذي يتابع ويدقق في كل كبيرة وصغيرة، في المجتمع المصري في مقدمتهم من يتربصون بها.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com