داي  هارد - وول ستريت
داي هارد - وول ستريتداي هارد - وول ستريت

داي هارد - وول ستريت

موفق محادين

لاشيء يختصر امريكا كما سينما هوليود، وليس الحاضر وحسب، بل ما ينتظر العالم كله مسبقا ، حتى صار ممكنا الافتراض او القول بأن من يرغب في معرفة شيء من المستقبل السياسي لهذه الحالة او الأزمة أو تلك ، فليتابع هوليود:-

1. من الافلام التي اشارت مبكرا الى ما يعرف ب( ثورات الاستوديو) فيلم (داي هارد) وفيلم ) ذيل الكلب) والمقصود هنا اما اعداد (نماذج مسبقة) للتدخل العسكري المسبوق (بثورات محلية مبرمجة) واما تعطيل شبكات الاتصال والبث في البلد المعني وبث بيانات عن سقوط العاصمة بيد (الثوار) وهرب الرئيس والحرس الرئاسي .. الخ ، وذلك طبعا قبل ان يحدث اي شيء من هذا القبيل ..

وثمة ما يقال هنا ان الاجهزة الامريكية طبقت هذا السيناريو على حالة الرئيس الروماني شاوشيسكو،وكانت تحضر لذلك في سوريا تزامنا مع التفجير الذي استهدف (خلية الازمة) .

ويذهب انصار الرئيسين ، صدام حسين ، ومعمر القذافي، إلى ان اعلان سقوط بغداد وطرابلس تم على نحو مماثل.

ايضا ومن جملة ما قيل عن فضائية الجزيرة في قطر انها اعدت لهذه الغاية اصلا وبحيث تساهم او تشارك في البث المبرمج لسقوط هذه العاصمة او تلك قبل سقوطها.

وبالعودة الى الفيلمين نجد ما يلي :-

- في فيلم (داي هارد4) (الموت القاسي ) المعاد انتاجه عام 2007 والذي يقوم ببطولته بروس ويليس يكتشف الشرطي المتقاعد (ويليس) هجمة ارهابية تستهدف تعطيل شبكة الاتصالات والانظمة المعلوماتية الخاصة بالدفاع والمصارف ، والسيطرة على هذه الشبكة وقنوات البث التلفزيوني والاذاعي، ونرى في الفيلم مشهدا للبيت الابيض وهو ينهار كليا بعد اعداده في ستوديو خاص لهذه الغاية.

- وفي فيلم (ذيل الكلب) (wag dog) المنتج عام 1997 والمأخوذ عن رواية ( بطل امريكي) والذي قام ببطولته النجمان روبرت دينيرو وداستن هوفمان، يقوم الفيلم على فكرة او سيناريو (ثورات الاستوديو) واللعب على حقوق الانسان والاطفال وما يرافق ذلك من مؤثرات اعلامية مختلفة.

2. قبيل اندلاع الازمة المالية العالمية المعروفة بازمة وول ستريت وعالم البورصة كان الامريكان قد انتجوا اكثر من فيلم عن هذه الازمة .

ومن ابرز هذه الافلام فيلم (وول ستريت) 1987 الذي اعيد انتاجه عام 2010 وهو من بطولة مايكل دوغلاس واخراج اوليفر ستون .

الفيلم ، يتناول عالم البورصة ودوره في اعادة انتاج الاقتصاد الامريكي والعالمي برمته وفي صناعة الاخبار والحروب والتسويات والصفقات ويحيل كل شيء الى العاب مالية (النفط ، السلاح، الديموقراطية والاعلام والفنون).

كما يسلط الضوء على مسألتين خطيرتين ، الاولى ان الاقتصاد الرأسمالي ما بعد الصناعي ، اقتصاد من ورق ، وانه بقدر ما يقل رأس المال الثابت في الماكينات والمصانع ، ويزيد رأسم المال المتحول في الاوراق المالية والعقارات والاشكال المختلفة لغسيل العملة ويتحول مدراء الشركات ورواتبهم المرتفعة الى رأس بيروقراي متضخم ، بقدر ما يأخذ الاقتصاد الرأسمالي شكل الفقاعات وتتفاقم الازمات على نحو حلزوني من عام 1929 الى 2010 وهكذا.

اما المسألة الثانية من تداعيات اقتصاد المضاربات ما بعد الصناعي فهي تحول اليات الخصخصة الرأسمالية نفسها من مناخات الاستثمار الصناعي الى اشكال من النهب والتصفية في الاسواق المالية .

ويقدم الفيلم حالة  شركة بلو ستار للطيران كمثال على ذلك ، حيث يحاول رجل المضاربات الكبير ( جوردن) شراء الشركة المأزومة ، ليس من أجل تطويرها بل من أجل بيع خطوطها وتحويل الهنغارات الى عقارات ، وتفنيش الاف العاملين منها .

وتبدو صورة المضارب الكبير ، مشعل الحروب و جامع اللوحات الفنية الغالية ايضا ، مثل صورة المضارب الشهير ورجل البورصات العالمي، اليهودي جورج سوروس، المهتم بالفلسفة واشعال الثورات البرتقالية .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com