كلمات غزل ليست كالكلمات !
غادة خليل
ما الذي تفعله بالضبط كلمة غزل رقيقة يتفوه بها حبيب القلب لتداعب أذن فتاة عاشقة ؟
كيف تصير النجوم حبات عقد في جيدها و يتحول القمر إلى عربة فضية تتهادى في السماء ثم تهبط رويدا لتركبها الأميرة المغرمة ؟!
يصبح الكون ساعة مضبوطة على ايقاع دقات قلب من نحب، و تكتسب الاشاء اليومية البسيطة سحرا أخاذا . هكذا قال فيلسوف الغرام الأكبر نزار قباني على لسان ماجدة الرومي في أغنيتها الشهيرة:
يسمعني حين يراقصني
كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
أما المطربة الجميلة "جنات" فتساءلت ببراءة صوتها الجميل، وقد تحلّى باللهجة المصرية قائلة:
ايه بيحصل.. لما واحدة تحب واحد
حب جامد ؟
و أثير عبد الله النشمي -احدى الكاتبات الروائيات التي أفضلهن مؤخرا - فتذهب إلى صلب الموضوع حين تقول على لسان بطلتها جمانة لحبيبها:
"كلماتك تبدو في منتهى الشاعرية.. أشعر بأنك غارق في محيط الحب ذاته، المحيط الذي أعيش في أعماقه منذ أن عرفتك.. لكنني أدرك اليوم بأنك كنت تشعر دوما بأنني ملكك وبأن لا حياة لي من دونك.. ولقد كنت محقا.."
وتسترسل قائلة:
"لم تكتب يوما عني في مقال، ولم توجه اليّ يوما قصيدة.. لم أجد نفسي يوما في بيت شعر لك، ولم أقرأ شيئا عني من خلالك.. ظننت بأن (الحبيبة) هي مصدر الهام الشاعر لكنني لم أشعر يوما بأنني ملهمتك.. ربما لأنني لم أكن الحبيبة!..
و في موضع اخر تقول البطلة العربية التي تعيش بالغربة و لا تجد في الحب سوى وطنا بديلا :
"كنت اتبع قلبي على الرغم مني، وثقت بفؤاد مشبع بالحب فكيف توقعت النجاة؟ أتدري ما الغريب في أمري هذا!!.. الغريب بأنني أرى طريقنا معا وكأنني أطّلع على خريطة، أدرك ما ستؤول إليه الأمور أكثر مما تتخيل.. لكنني أتبع قلبي، قلبي الذي يهمس لي بأنني لا بد أن أكمل الطريق حتى آخره.. وإن كان ينبئني بأن آخره لا يلق بسنوات حب طويلة لكنه يدفعني للسير فيه حتى النهاية، حتى النهاية التي لا تليق!.. قلبي ينبئني بأن طريقنا طويل للغاية وبأن دروبه وعرة.. صدقت أقوالك على الرغم من سذاجة أعذارها ولا أدري لما فعلت هذا!.. كنت كالمغيبة! وكأنك نثرت على عتبتي سحرا أسود يستحيل حله.. أنا مريضة، أدرك جيدا بأنني مريضة وبأن حبي لك حب مرضي بكل تأكيد.. أريد الخلاص ولا أريده.."
