مي سليم تكتب لـ"إرم"  الملاك السوري.. لا يستحق هذا المصير
مي سليم تكتب لـ"إرم" الملاك السوري.. لا يستحق هذا المصيرمي سليم تكتب لـ"إرم" الملاك السوري.. لا يستحق هذا المصير

مي سليم تكتب لـ"إرم" الملاك السوري.. لا يستحق هذا المصير

مي سليم

مؤلم أن تبحث عن الفرح ولا تجني غير الحزن، محزن أن تشتاق لسماع الموسيقى ولا تصادف إلا صوت الرصاص.. في سوريا يريد الشعب الحياة ويبحث عن طوق النجاة، لكن بؤس السياسة يصادر أحلامهم.. من واقع مرير قرر كثير من السوريين الهروب إلى أرض جديدة لا يريدون منها إلا الأمان.. عبر البحر أو السماء أو البر، مهما كان الطريق فقد تملكت منهم إرادة الهروب من وطن مصيره على كف عفريت.. سوريا الجميلة تغيب عنها الابتسامة، وعن بيوتها الغناء، تحولت إلى كهف كبير لا يصدر عنه إلا الحزن والصراخ.. إنها الحرب التي لا تستطيع أن تعرف من هو الخاسر فيها ومن هو الرابح.. فالجميع بكل تأكيد خاسر.

منذ أيام طالعت الصحف كعادتي وفوجئت بصورة الطفل السوري "إيلان" وهو ملقى على الأرض أمام أحد شواطئ تركيا.. تأملت قميصه الأحمر الزاهي وشورته الأزرق وحذاءه الأسود.. طفل شديد الأناقة أقنعته أمه المسكينة قبل الخروج من الديار بأنها تعده للخروج في نزهة عبر البحر، ولم يكن الصغير يعلم أنه ذاهب إلى الموت، وأن مياه البحر الغادر لا ترحم الملائكة ولا تستطيع حمل العجائز.. مات الصغير وألقت به الأمواج على الشاطئ، ياله من مشهد حزين يعجز العالم عن تفسيره.. مات الملاك السوري ووجهه مدفون في الرمل، لم يكن يستحق هذا المصير.. إلى متى يستمر الصمت العربي على مأساة سوريا، وإلى متى يقف الضمير العالمي عاجزا أمام معاناة الشعوب التي تبحث عن حقها في الحياة.. أرجو أن تتحرك الجامعة العربية وأن يتحرك العالم لإنقاذ سوريا لأن الطفل "إيلان" لن يكون الأخير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com