أحلام بسيطة تتحول إلى كوابيس
أحلام بسيطة تتحول إلى كوابيسأحلام بسيطة تتحول إلى كوابيس

أحلام بسيطة تتحول إلى كوابيس

غادة خليل

أحلام البسطاء بسيطة مثلهم، إذ يبدو أنهم حتى في أحلامهم لا يرغبون في فتح قوس الأمنيات على آخره و لا يريدون سوى الحد الأدنى من الصحة و الستر و " لقمة هنية تكفي مية بالحلال " !

من هذه الأحلام البسيطة اقتناء سيارة صغيرة بعد عشرين عاما من "بهدلة" المواصلات، خصوصا حين يتضح أن ما ينفقه البعض في بلادنا العربية على مشاوير التاكسي يعادل - و ربما يفوق - دفع قسط شهري لشراء سيارة .

المفاجآت الغير سارة تطل برأسها سريعا حين يرى صاحبنا حلم اقتناء سيارة جديدة يتبخر أمام عينيه وتحويشة العمر تضيع هدرا وأقساط البنك تتحول إلى لعنة تطارده في صحوه ومنامه .

لماذا ؟

لأن وثيقة التأمين على سيارته لم تنفعه في أول اختبار حقيقي، فبعد أن اقتطع لها من لحم الحي عدة آلاف من الأموال سنويا ومع أول حادث اكتشف انه اشترى الوهم! الشركة ترفض تغطية الحادث و عندما يعترض، يتفاجئ ببنود وقع عليها -هو نفسه - دون أن يقرأها !

و الخلاصة : القانون لا يحمي المغفلين وليس لك أي حقوق يا عزيزي !

ظاهرة النصب على المواطنين من جانب شركات التأمين على السيارات دراما مكتوبة بالألم و الدموع، والضحية شخص طيب حسن النية تبخرت نقوده.. و الجاني شركة تقول : لم يضرب أحد العميل على يده !

يقولون في الأمثال الشعبية " السيارة بيت مفتوح " ...يعني مصاريف و “هم ما يتلم” ..و خصوصا عندما تكون جديدة و عليها العين.

نعلق نحن المصريين خرزة زرقاء منعا للحسد و نضع المعوذتين في عين الحسود، لكن كلها ترتيبات تتحطم على صخرة جشع بعض شركات التأمين التي تتلاعب بالمواطنين عبر أكثر من طريقة منها كتابة بنود معينة في وثيقة التأمين على السيارة لا يعرف العميل أنها يمكن أن تتسبب بضياع حقوقه لاحقا، ووضع شروط بخط صغير في مكان ليس واضحا مستغلين ما كانت مصر قد شهدته من انفلات أمني بعد ثورة 25 يناير وتعدد حوادث السطو المسلح على السيارات و الهجرة الجماعية لأبناء الشعب لشركات التأمين ليكتشفوا في النهاية انهم كانوا بالضبط كالمستجير من الرمضاء بالنار .

يكفي أن تعرف أن هيئة الرقابة المالية المنوط بها الرقابة على شركات التأمين تلقت أكثر من خمسين ألف شكوى من أيام الثورة حتى الآن من مواطنين ضحايا شركات تأمين. والمفاجأة ان أكثر من أربعين ألف شكوى أصحابها ليس لهم حقوق بسبب سلامة الوثيقة من الناحية القانونية فهم الذين وقعوا على بنود خطيرة تؤدي إلى أكل حقوقهم عندما تقع الفأس في الرأس.

في بلد كبير و مترامي الأطراف مثل مصر السيارة ليست رفاهية. و في الأعم الأغلب تأتي بطلوع الروح و أقساط وديون، يعني من الآخر المسألة لا تحتمل تلاعبا من شركات التأمين . تكفي جدا صدمة أن السيارة " النوفي " عملت حادثة ، واغتالت حلما بسيطا لواحد من الناس ..!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com