أحمد بهاء الدين بين عبد الناصر .. والسادات !!..
نجم عبد الكريم
من الصحفيين الذين اكتسبوا احترام الجميع لموضوعيته وقدراته الخلاقة على التحليل السياسي ( أحمد بهاء الدين ) ..
كان رحمه الله مثالاً رائعاً للانسان الصادق فيما يكتب .. ولكنه عانى الأمرين في الكثير من المواجهات السياسية والثقافية مما دفع به لأن يترك وطنه ويلجأ الى الكويت للعمل فيها .
بدأ صدامه الأول مع عبد الناصر عام 1975 حينما كتب له خطاباً أبدى فيه اعتراضه على نظام الرقابة على الصحف ، كما كتب له خطاباً آخر طالب فيه بالعدالة والمساواة في التعامل ما بين الجرائد اليومية ، وألا يكون هناك تفاضل ما بين جريدة وأخرى ، وكان رد عبد الناصر للأسف أنه قال : " طعنة في الظهر سدّدها أحمد بهاء الدين في ليلة مظلمة !! " .
هذا التعبير حرفياً قاله عبد الناصر للدكتور سامي الدروبي الذي كان يشغل منصب سفير سوريا في مصر ، وقد كان من أعز أصدقاء بهاء الدين ، وكذلك كان من أصدقاء عبد الناصر .. وهو الذي أخبر بهاء الدين بردة فعل عبد الناصر.. وعلى إثر ذلك أُبعد أحمد بهاء الدين من التنظيمات واللجان السياسية ، كالاتحاد الاشتراكي ، واللجان الثقافية والسياسية ، بل يكاد أن يكون قد جُمّد .
• أما أنور السادات فقد اتهم أحمد بهاء الدين بأنه المحرك وراء بيان قد وقَّعه عدد من الأدباء يتضمن انتقادات للسياسة المصرية بقيادة السادات ، وخصوصاً فيما يتعلق بالموقف من اسرائيل ، وكانت النتيجة أنه قد أصدر قراراً بمنع نشر مقالاته ، وأعقبه بقرارات أخرى ، نُقل بموجبها لعدة مؤسسات ، ليُحال بينه وبين الكتابة ، وقد تم فصله من العمل أكثر من مرة ، أمام هذه الاحباطات وغيرها وجد بهاء الدين نفسه مضطراً للخروج من مصر بعد أن عرضت عليه الكويت القيام بمهمة رئاسة تحرير مجلة ( العربي ) .
وظل أحمد بهاء الدين في الكويت يتابع أحداث ما بعد كامب ديفيد وآثارها المدمرة على الوطن العربي ، دون أن يستطيع أن يساهم بقلمه بعد أن سُدت في وجهه أبواب الصحف ، بل حتى الصحف الكويتية لم يستطع الكتابة فيها احتراماً للعلاقات الرسمية بين الكويت ومصر !!..
ثم داهمته الأمراض التي شلت حركته تماماً وظل في العناية المركزة لسنوات الى أن وافاه الأجل .
• أحمد بهاء الدين من أشرف الكتاب العرب وأنبلهم ، ومنذ رحيله لم يحل مكانه من يستحق أن يُقرن به .. رحم الله أحمد بهاء الدين !!..