نبيلة عبيد تكتب لـ"إرم": أشياء لا تعجبني في الفن والمشهد العام
نبيلة عبيد
للكتابة طعم جميل، خاصةً إذا كانت عن أشياء تعشقها، أو ذكرى جميلة تريد تدوينها، حتى لا تسقط من جراب الذكريات، ولكني أريد اليوم الكتابة عن أشياء لا تعجبني، ربما تتغير وربما تختفي.
لا يعجبني استعجال الناس على النهضة والاستقرار، هناك من يطالب الرئيس السيسي برفع الأجور وتشييد المشروعات "في غمضة عين"، وكأن بيده عصا سحرية، ولا يلتفت الذين يمارسون هذه الضغوط إلى الإرهاب الذي يهدد أمن وسلامة أي مجتمع، ولا ينظرون إلى ما حدث في ليبيا واليمن وسوريا.
مصر في أمان بإذن الله، وقد تولى مسئولية الحكم رجل وطني، لديه طموح، ولكن أمامه أيضاً قدر كبير من التحديات.
لا تعجبني حالة الإهمال التي تسيطر على أداء بعض الوزراء في الحكومة، أنتظر من وزير التعليم رؤية جديدة، وقد سمعت أنه يريد إلغاء الكتاب المدرسي وطبع المناهج على سيديهات، وهذه كارثة، لأن للكتاب قيمة كبيرة، من الخطأ التقليل منها.
لا تعجبني تلال القمامة التي تملأ الشوارع، وأسال نفسي كثيراً، كيف يكون لدينا وزارة للبيئة والحال هكذا ؟. وأطالب الحكومة بمشروع علاج يساوي بين كل الناس، الفقراء والأغنياء، فيجب أن يشعر المواطن أنه يسير على أرض تستوعب كل أحلامه، باختصار شديد أتمنى أن يرتقي أداء الوزراء إلى طبيعة وشكل المرحلة.
وسوف أنتقل إلى الفن، وأعترف بأن حاله لا يعجبني، ولذا قررت الابتعاد عن السينما، ولا أفكر في العودة إليها، ففي السبعينات والثمانينات كانت هناك سينما تحمل اسم سينما المقاولات، ولكنها لم تطفىء وهج السينما الجادة، وكانت سينما الواقعية الجديدة تفرض نفسها، وظهر جيل جديد من المخرجين استطاع أن يتحدى سينما المقاولات، منهم عاطف الطيب، ومحمد خان، وداوود عبدالسيد، ولكن الآن السينما تقوم على تركيبة واحدة، تعتمد على رقصة وأغنية شعبية، وآخر شيء يفكر فيه صناع السينما هو الموضوع ومحتوى العمل الفني.
لذا أقول إن السينما المصرية في أسوأ مراحلها، ولا يبذل نجوم الفن أي مجهود لتصحيح المسار، أتمنى أن أكتب في الفترة القادمة عن أشياء تعجبني.
