فتاوي التطرف بين المسلمين واليهود
فتاوي التطرف بين المسلمين واليهودفتاوي التطرف بين المسلمين واليهود

فتاوي التطرف بين المسلمين واليهود

محمد الغيطي


طبعا هذا كلام جريء ويمثل حدثا في حد ذاته وهو اعتراف واضح بدور الإعلام في تسليط الضوء على هذه القضية الخطيرة ،ولأنني أحد الإعلاميين الذين طرحوا هذا الموضوع منذ سنوات تربوا على العقد من الزمان ووصل الأمر لاتهامي بالزندقة وتشوية الأزهر الشريف فإنني أعتبر هذا الاعتر اف انتصار لشخصي المتواضع.

أذكر في أواخر التسعينيات استضافني في رنامج بالقناة الأولى المصرية أمام الشيخ أحمدالصغير من علماء الأزهر وكان قد أصدر فتوى تقول إن الممثل الذي يتزوج الممثلة في الفيلم أو المسلسل يعد ذلك حقيقة ولوكانت الممثلة متزوجة في الواقع يجب محاسبتها بالجمع بين أكثر من زوج وسألته في البرنامج عن تعريفه لفن التمثيل وهل الجمهور الذي يعرف أن بوسي مثلا زوجة نور الشريف وتمثل دور زوجة فاروق الفيشاوي بذلك تكون جمعت بين رجلين فقال نعم فقلت له هذا جهل وافتئات على الإسلام وتركيز على سفاسف الأمور وبعد بين عن صحيح الدين ووقتها كتب أحدهم أن الغيطي يواجه شيخ السفاسف.

ومنذ مايقرب من عامين وأنا اقدم على فضائية التحرير برنامج (صح النوم )تعرضت عبر عدة حلقات لمناهج الأزهر وظهر معي المفكر الإسلامي أحمد عبده ماهر ليقرأ من الكتب المقررة على طلبة المدارس الأزهرية فتاوى شاذة مثل حرق الأسرى المخالفين لنا في العقيدة أو تركهم في الصحراء لتأكلهم الذئاب ومثل سلق وشي جسد تارك الصلاة وأكل جسده ومثل عدم الزام الزوج بالإنفاق على زوجته المريضة وتركها لتموت أو إعادتها أاهلها ومثل إمكانية حمل الزوجة لعشر سنوات ونسب طفلها لزوجها المسافر والغائب أو المتوفى ومثل تحريم السلام على المسيحي وتكفيره وغيرها من فتاوى في بطون الكتب القديمة تؤصل للإرهاب وتشرع له وعندما واجه ضيفي أحد علماء الأزهر وهو الدكتور محمد الشحات بصفحات الكتب وبأرقامها اتهمه أنه أخرج الفتاوى من سياقها وأنه لايعرف المتن من السند في الحديث وأنه غير متخصص رغم تأليفه لأكثر من عشرين كتابا في الفكر الاسلامي.

بعد ذلك استضفت علماء كثر مثل د. أحمد كريمة ود. سعد الهلالي ود. آمنة نصير ود النجار وجميعهم اتفقوا على حتمية تنقية المناهج الأزهرية وإعادة النظر في كثير من أحكام الففقاء القدامى وهو ما أعلنه مؤخرا جدا وكيل الأزهر.

والملاحظ ان أفعال داعش الإرهابية مثل حرق الأردني الكساسبة والمسيحيين المصريين في ليبيا جميعها تعتمد على فتاوى متشددة وشاذة مما حوتها بطون الكتب الصفراء التى تم حشر رؤس دعاة اليوم بها عبر أجيال وأجيال.

الغريب والمثير أن التشدد والشذوذ في الفتاوى لم يقتصر على داعش وغلاة المتأسلمين بل تجده عند بعض حاخامت اليهود أيضا وأمامي عشرات الأمثلة ،الحاخام إبراهيم يوسف يحرم قيادة المرأة اليهودية للسيارة والحاخام يونا ميتزجر يحرم غناء المرأة لأن صوتها عورة والحاخام اسحق طوبيا يعتبر النقاب فريضة يهودية ويحرم مجرد إظهار اليهودية لوجهها والحاخام تسيفي تاو يحرم عمل اليهودية ويقول إن الرب خلقها للزواج والحمل والرضاعة وتربية الأطفال فقط ،وفي المقابل هناك فتاوى يهودية متحررة مثل الحاخام اياهو ارجيل الذي أجاز للمتزوج الذي مل زوجته ولايجد معها متعة جنسية ان يصطحب عشيقته لمنزل الزوجية وتقيم مع زوجته وحاخام بلجيكي يدعي جوزيف ران أفتى بزواج المثليين وتبنيهم الاطفال وقد هاجمه يعقوب اريئيل وافتى بتحريم تأجير الشقق السكنية للسحاقيات ونشرت فتواه صحيفة هاارتس التي خصصت تحقيقا عن انتشار الزواج بين فتيات اسرائيل وبين المثليين ونشرت صورة للوزيرة السابقة تسيفي ليفي تحتفل مع الشواذ والسحاقيات وترقص والقت خطبة لتشجيع حرية الزواج من نفس النوع.

إذن التشدد والتطرف وشذاذ الفتاوى والسلوك الإنساني ليست صفة إسلامية كما يريد الإعلام الغربي أن يلصقها بالإسلام والمسلمين ،ولعل مبادرة الأزهر بإعادة خطابة المعتدل عبر المناهج التي تدرس لدعاة المستقبل وتنقية كتبة من التراث المهجور بداية منضبطة وصحيحة في عالم يتربص بالإسلام ويجيش المظاهرات ضد وجود المسلمين بالغرب كما حدث منذ أيام في بروكسل وللأسف داعش والإخوان وبوكو حرام وغيرها من تنظيمات إرهابية تعطيهم هدية على طبق من ذهب لتشغيل آلة الهجوم وشهوة التشوية لكل ماهو إسلامي .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com