"السيسي".. بين "سندان" الخليج.. و"مطرقة" المصريين
"السيسي".. بين "سندان" الخليج.. و"مطرقة" المصريين"السيسي".. بين "سندان" الخليج.. و"مطرقة" المصريين

"السيسي".. بين "سندان" الخليج.. و"مطرقة" المصريين

شوقي عبد الخالق

شكلت زيارة الرئيس السيسي، للمملكة العربية السعودية، مطلع الأسبوع الجاري، الكثير من الجدل في الأوساط السياسية المصرية والعربية على حد سواء. الزيارة التي لم تكن مدرجة في جدول زيارات الرئيس المصري، والتي تزامنت مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة العربية السعودية، ما دعا المحللين للإشارة إلى أن الملك سلمان يسعى للمصالحة بين مصر وتركيا (التي تصف ما حدث في مصر بالانقلاب)، وإنعاش آمال التوازن السني، في مواجهة التمدد الإيراني الذي يستفز المنطقة، وبات يسيطر على أربع دول (اليمن ـ والعراق ـ وسوريا ـ لبنان).



إلا أن السيسي، لم يمكث في المملكة سوى سويعات، وخرجت تقارير صحفية، تشير إلى أن الملك سلمان، طلب خلالها من الرئيس المصري، وبشكل مباشر، تغيير سياسته ضد الإخوان وضمها للعملية السياسية، وأنه بدون هذا التغيير يمكن أن تحدث مشاكل محتملة بين القاهرة والرياض.


كما أشارت التقارير إلى أن زيارتي السيسي وأردوغان للسعودية، لم تأتيا بمحض الصدفة؛ لأنه ليس في أعراف الدول أن تتزامن زيارات الرؤساء خاصة ممن ينصب بعضهم لبعض العداء، بل إن السيسي جاء ليستلم خارطة طريق جديدة، ويستمع إلى إملاءات بعضها أملتها أمريكا، وأخرى أملتها تركيا.


ويبدو أن تغير السياسة السعودية، تجاه مصر، بات أمرًا واقعًا، صحيح أنه لم ينقلب من النقيض إلى النقيض، وهو ما أشارت إليه صحيفة "الوطن" السعودية في عددها الصادر الثلاثاء، من أن العلاقات السعودية ـ التركية، وثيقة، لكنها أبدًا لن تكون على حساب العلاقات مع دولة بحجم مصر.


إذن هناك تغير مهم في السياسة السعودية، يتعين على مصر أن ترصده وأن تتحسب له"، ومعالم هذا التغيير بدت في السياسة الداخلية السعودية قبل السياسة الخارجية. وهو ما يضع النظام في مصر بين شقي الرحى.


فمن ناحية، وقفت دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، إلى جانب مصر عقب ثورة 30 يونيو، خاصة في الجانب الاقتصادي وهو ما أنقذ مصر من الإفلاس، وهو ما اعترف به الرئيس السيسي نفسه في أكثر من حوار له منذ توليه السلطة قبل 7 أشهر.


ومن ناحية أخرى، تبدو فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان أمرًا صعبًا، في ظل رفض المصريين للتصالح مع جماعة، تورط أغلب أفرادها في الدم، وقتل المصريين، وما زال القتل مستمرًا إلى الآن، فكيف يمكن للنظام أن يتصالح معهم؟


هنا تكمن المعضلة التي يواجهها النظام المصري، خاصة في ظل رغبة المملكة العربية السعودية في جمع أطراف العالم السني، في مواجهة التمدد الشيعي، الذي بات يتوغل في الدول العربية واحدة تلو الأخرى، وفي حال ما رفض النظام المصري التصالح مع الإخوان، فهل ستتأثر العلاقة مع الخليج والسعودية بالتحديد؟.. هذا هو السؤال الذي تحمل الأيام المقبلة إجابته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com