المقولات الدينية "العجائبية"
المقولات الدينية "العجائبية"المقولات الدينية "العجائبية"

المقولات الدينية "العجائبية"

صادق عبد الحق

بعدد ما لا يحصى من السنين اصطنعت المقولة اليهودية "دولة" معاصرة ..هي "الدولة" الدينية الوحيدة الآن (بصرف النظر عن الفاتيكان كرمز، أو إيران كمرحلة أو "داعش" عجيبة اليوم) وجرؤت، بتقنيات معاصرة – على مصادمة الفكر العلماني الحديث.. بزعمها أن " اليهودية" دولة حديثة لمجموعة مصطفاة من الخالق – جل وعلا – تتميز وحدها من من بين مليارات البشر لمقولة أن الخالق اختارهم بالذات، كابناء له من بين سائر بني الانسان ( بل من سائر المخلوقات بالطبع والنتيجة) .. مع أن الأمم المتحدة في هذا العصر قبل وبعد قيام هذه" الدولة " خجلت ولا تزال من قبول اي تلميح لذلك فجعلت في مطلع ميثاقها تساوي بني البشر مهما، واينما، وكيفما كانوا او صاروا ومع أنه استقر في الفكر المحترم والتجريبي أنه حتى المخلوقات غير البشرية كالنمل والدواب بل والميكروبات إن هي عند الخالق إلا أمم أمثال البشر لها قوانينها وعوالمها التي لاتحصى والتكريم الوحيد هو بني آدم الانسان بعقله وقلبه المتميزين.



ومن عجب أن هذه " اليهودية" التي بدت كأساس أول للمقولات الدينية المعروفة تقوم الآن باستثمار مقولاتها استثمارا دنيويا : تظلميا أو إستعماريا استيطانيا ...بل وأحيانا وحسب الحاجة كمهارات اخلاقية الشكل.



ومن عجب ثاني وثالث ودائم أن هذه " اليهودية" كفكر ميتافيزيقي تتنصل عمليا من مهازل التفكير الديني المنحرف واللاحق بها في الأصل، بينما تتمسك هي بالفكر الديني اليهودي الزاعم بأن أبناءها بذواتهم هم الاختيار الخاص للخالق جل شأنه.



-أظن – وبعض الظن ليس إثما أيضاً - ، أن الأحداث المعاصرة ...وبعض التفسيرات ، أو الممارسات للتكفير الديني الغريبة أو المغرضة غالباً ، ستؤدي منطقيا وربما من خلال أقل من نهاية جيل اليوم (خمسين سنة مثلاً) إلى التفكير ، المحسوس تجريبياّ وتصويباً..وبالإستفادة من ميزة الانسان العليا وهي ميزة العقل والقلب..والتجربة والخطأ .. وإذا تحقق ذلك فالأحفاد وأحفاد الأحفاد مدعوون ليتذكرونا ... ويعززوا تجاربهم بمقولات الأجداد.. ويتمنعوا عن اعتبار أنا كنّا مخطئين.



وفي نهاية هذا الكلام ..نضع أمام الأبناء والآحفاد وأمام المتجردين لفهم ما رأيناه وقرأناه من أعاجيب بعض التفسيرات الدينية والفلسفية للكون وأزلية وجوده سواء في المقولات اليهودية أو الدينية اللاحقة بها..ففضلا عن مقولة " الفئة المختارة" للحق جلّ وعلا، تلك المقولة الفضيحة - فيما أرى- أنا مثلا عجيبا جسّد الخالق - جل وعلا – بقول أشخاص كابن تيمية أو الزمخشري مثلا فيما قرأنا " إن الخالق يستوي على العرش كاستوائي هذا "، وربما كان الزمخشري يجلس حينئذ على كرسي من القش- فلا عبرة لذلك..مع أن مستنيرين من ذوي الإيمان والعلم والتجربة واستعمال العقل دأبوا على القول : " مهما خطر ببالك.. فالله بخلاف ذلك" و " ليس كمثله شيء".



وبعد ..أزعم أن العرب ،كشعب ممتد ومتوسط في الجغرافيا والتاريخ، وليس كشعب مختار – حاشاه- قادرون على تصحيح مسيرتهم بالعلم والتجربة والخطأ والنزاهة بتوخي الحق وحده.. وأرجو لهم ذلك قريباً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com