"ألماس ونساء"...... وبوكر  !!!
"ألماس ونساء"...... وبوكر !!!"ألماس ونساء"...... وبوكر !!!

"ألماس ونساء"...... وبوكر !!!

عائشة سلطان



بحسب الارقام التي اعلنت بشكل رسمي في وساءل الاعلام كافة فإن لجنة تحكيم جائزة العالمية للرواية العربية ( البوكر ) قد استقبلت هذا العام ١٨٠ عملا روائيا مت الدور النشر العربية ، وأن لجنة التحكيم التي تضم خمسة اعضاء تمكنت في ظرف زمني قياسي من قراءة وفرز كافة الاعمال المشاركة ، التي اختارت اللجنة من بينها قائمة البوكر القصيرة التي تضمنت ستة أعمال هي : الطابق 99 للبنانية جنى فواز الحسن ، شوق الدرويش للسوداني حمور زيادة ، ألماس ونساء للسورية لينا هويان الحسن ، حياة معلقة للفلسطيني عاطف ابوسيف ،الطلياني للتونسي شكري المبخوت ،ممر الصفصاف للمغربي أحمد المديني .

مع رواية (ألماس ونساء) على القارئ أن يجتاز مشكلتين ليصل الى الصفحة الأخيرة : الاولى ذلك الارباك الذي تصيب به قارئها لكثرة الأحداث والأمكنة التي تتنقل فيها شخوص الرواية الذين لا يمكنك الاحاطة بعددهم ولا أسمائهم ناهيك عن خلفياتهم وحكاياتهم الخاصة ، زحام غير مسبوق في اية رواية يمكن ان تكون قد قرأتها سابقا ، المشكلة الثانية تتمثل في الاجهاد النفسي اذ تجبر نفسك على قراءة رواية لا تجد فيها شيئا من عناصر الحبكة والتشويق ومختلف تقنيات صنعة السرد الروائي ومع ذلك فهي على شفا جائزة رواية عالمية !

منذ البداية توضح الكاتبة أن موظفي مكتبة الأسد بدمشق قد اتاحوا لها فرصة الاطلاع على عوالم المهجر السوري من خلال الصحف والمجلات الصادرة في بيونس ايرس وساوباولو ، وهي المدن التي ستشهد هجرة السوريين اليها في زمن القص الذي اختير بحسب المصادر الوفيرة ، وهنا فإن الروائية قد وقعت في خطأ التوثيق طيلة صفحات الرواية متناسية الفرق الشاسع بين البحث التاريخي والرواية التي تنسج على قماشة الحدث التاريخي وهذه تحديدا برع فيها ربيع جابر كما في دروز ليننغراد وغيرها !

لقد وقع بين يدي الكاتبة كنز من الوثائق التي تشرح كل شيئ عن حياة الطبقة السورية المرفهة التي تنقل افرادها بين باريس وساوباولو وبيونس آيرس ، فصارت تحشر التفاصيل بدل ان توظفها لصالح النص ما جعل العمل مربكا وثقيلا خاصة في جزئه الاول ، وهنا نتساءل عن السر في وجود جزئين لرواية لا تتجاوز ال ٢٣٩ صفحة من القطع الوسط ، الا اذا كان القصد فتح صفحة جديدة لبطلة جديدة ( لطفية او برلنت ) بدل ( الماظ ) التي انهت حياتها بطريقة غير مفهومة كما كل شخوص الرواية الذين يظهرون ويختفون بلا سبب سوى استعراض تلك الحمولة الزائدة من المعلومات التاريخية ما اصاب العمل بالتخمة التفاصيلية ان جاز التعبير !

بناءات الرواية متداخلة زمنيا ومكانيا والتنقلات والنقلات بينهما غير متقن ، الكاتبة هي الراوي الوحيد وهي المتحكم والمتدخل في مصائر ابطال الرواية وليس السيرورة السردية ، لا اشتغال على اعماق الشخصيات التي بدت مسطحة في غالبيتها ، من الوثائق اخرجت كل المعلومات والامكنة والاوصاف لكل تفاصيل البيوت والقصور والثياب واسماء النساء والحوانيت والبضائع وعلاقات الرجال بالنساء في دمشق وبيروت وباريس وساوباولو .ثم ركبت ابطالا لاجل خدمة المعلومات وليس العكس ، لهذا فهي تتخلص من شخوصها ببساطة بمجرد الانتهاء من سرد المعلومات !

العبارات التي شكلت ومضات رائعة في الرواية كانت هي الاجمل والأبقى ودلت على لغة قوية تآكلتها التفاصيل والثرثرة ( ذاكرة بدون ثقوب ستكون قاتلة ...مثلا ) الرواية ارادت صياغة بطلات قويات قادرات على قتل الرجل بعبارة واحدة كما فعلت (الماظ مع زوجها الكونت) ومتمردات ومؤمنات بحريتهن وغير مستسلمات لدرجة اختيار اسمائهن ، لكنها لسبب مجهول اختارت في معظمهن ان يكن عاهرات يبعن نصفهن الأسفل بسهولة اولئك الذين باعوا اوطانهم في زمن الربيع العربي !!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com