واشنطن .. الإرهاب بضاعتنا ردت إلينا
واشنطن .. الإرهاب بضاعتنا ردت إليناواشنطن .. الإرهاب بضاعتنا ردت إلينا

واشنطن .. الإرهاب بضاعتنا ردت إلينا

إميل أمين

بعد ثلاثة ايام من الاجتماعات المتتالية والمتوالية والمتوازية في البيت الأبيض انفض الحشد على لا شيء ، فلا إجراءات حقيقية على الارض لمواجهة داعش ، ولا جدول زمني بمواقيت محددة لمطاردة افراد عصابته الاجرامية ... فقط كلام أجوف وبيانات خرقاء تبرر الإرهاب أكثر مما تدينه ، من نوعية ما ذهب اليه محمد مرسي ذات مرة من الحفاظ على حياة الخاطفين والمخطوفين.



هل واشنطن هي الإدارة الميسرة للقضاء على داعش على سبيل المثال أم أن وجود داعش يمثل لها فرصة ما لتحقيق أهداف لا تبدو واضحة للعيان حتى الساعة؟


في الأيام القليلة الماضية كشف ضباط الاستخبارات البريطانية "تشارلز شوبيردج" العامل في جهاز مكافحة الإرهاب عن أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، والاستخبارات البريطانية، قد دفعتا أطرافا شرق أوسطيا بعينها من أجل تسليح وتمويل تنظيمات مسلحة في مقدمتها داعش. بل إلي أبعد من ذلك ذهب "شوبريدج" عندما أشار إلي أن الاستخبارات البريطانية والأمريكية، تقفان وراء كل الأحداث الدراماتيكية، التى تعصف بدول في الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق وليبيا، وهناك على الشبكة العنكبوتية "الانترنت" تسجيلا مصورا يكشف معلومات خطيرة ومثيرة حول دور واشنطن ولندن في صناعة الإرهاب.


والمؤكد أن "شوبريدج" لم يكن وحده الصوت الذي يعضد فكرة الازدواجية الأمريكية القاتلة، فعلي هامش مؤتمر واشنطن كتب "كريس هدجيز" مراسل صحيفة نيويورك تايمز مقالا كبيرا بعنوان :" بضاعتنا ردت إلينا: إرهاب أمريكا هو إرهاب داعش"، و "هدجيز" ليس صحافيا عاديا، بل كاتبا ومفكرا ومؤلفا، ألف العديد من الكتب مثل "الحرب أدارة في يد الفاشيين: اليمن المسيحي والحرب على أمريكا". وأحدث كتبه هو :" إمبراطورية الخداع" نهاية الجهل وانتصار العلم"... ما الذي قاله "هدجيز" في الإطار النقدي لفكرة أمريكا المكافح الأول للإرهاب؟


يكتب يقول :" لقد أطلقنا صواريخ من الجو تحرق العائلات المحتشدة في منازلها، فيحرقون هم طيارا يرتعد في قفص، عذبنا رهائن في مواقعنا السرية وقمنا بخنقهم حتى الموت بحشر قماش في حناجرهم، فيعذبون هم رهائن في أكواج قذرة، ثم يقومون بقطع رؤوسهم، ننظم نحن فرق الموت الشيعية التى تقتل السنة، فينظمون هم فرق موت سنية لتقل الشيعة، ننتج نحن أفلاما بميزانيات ضخمة مثل فيلم "القناص الأمريكي" تمجيدا لمجرمي الحرب من جنودنا، في منالزها، ، فينتجون هم أفلاما ملهمة لتمجيد نسختهم المشوهة من الجهاد.


ما هي خلاصة كلام صحافي ومؤلف النيويورك تايمز الشهير؟


يمكن أن يخلص المرء إلي أن البربرية هي نفسها البربرية، فالفرق بين الأمريكيين وبين داعش تكنولوجي وليس أخلاقي، وعنده أننا "نحن ومن نقاتلهم وجهان لعملة واحدة"، فالعنف يولد من العنف فقط، فبعد وقوع فعل إجرامي، وبدلا من أن يخفت مع مرور الوقت، يصبح أكثر وحشية...


يدفعنا هذا الحديث إلي سؤال في العمق تردد كثيرا على استحياء، والآن حان وقد المصارحة بعد أن باتت الرؤوس تتطاير على حد الخناجر الأمريكية "كولومبيا" والتى لا توجد إلا لدي المارينز الأمريكيين، ولا يعلم أحد من أية مادة صنعت :" هل صنعت أمريكا داعش؟ هناك من هو أكثر مباشرة في طرح السؤال مثل :" توم انجلهارت" الذي تساءل في سبتمبر الماضي" كيف صنعت أمريكا داعش؟


وانجلهارد هو الكاتب والباحث الأمريكي، المؤسس المشارك لمشروع الإمبراطورية الأمريكية، والذي يدير معهد الأمة في واشنطن وأحدث مؤلفاته كتاب "حكومة الظل: المراقبة، سر الحروب"، الجواب طويل ويحتاج إلي قراءات بعينها، لكنه يلفت نظرنا إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية قد خلفت في هذه الرقعة الإسلامية الكبيرة من العالم، يقصد الشرق الأوسط، سجلا كئيبا يميل الامريكيون بشكل عام تجاهله أو نسيانه .. ويضيف: نحن نركز الآن على رعبنا من مقطع الفيديو الذي نشرته داعش لقتل الصحفي جيمس فولي، كوسيلة للدعاية المعدة بوضوح من أجل دفع واشنطن إلي التدخل والتعبير عن معارضتها لذلك التنظيم بشكل أكثر فعالية، لكننا نتجاهل مكتبة كاملة من صور الرعب التى تسبب فيها الأمريكيون في أبو غريب في العراق، فقد عذب الأمريكيون وانتهكوا هناك السجناء العراقيين، في الوقت الذي كانوا يلتقطون فيه صورهم الأيقونية الخاصة.


هل يصحو العالم على ازدواجية واشنطن القاتلة التي تشجع الإرهاب جهرا وسرا ؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com