سلوى خطاب تكتب لـ"إرم" عن داعش والأفكار الخاطئة

حاولت كثيراً أن أضع عنواناً لهذا المقال، واتخذت وقتاُ طويلاُ، بحثاُ عن عنوان يناسب ويتلائم مع الأحداث التي تعيشها مصر والعالم العربي، وقررت في النهاية أن يكون المقال بدون عنوان، فالمرحلة التي نعيشها الآن مرتبكة، ومن الصعب أن تجد ما يعبر عنها، أو يعكس ما يدور بها.

شاهدت مثل كثير من الناس، الفيديو الخاص بمقتل 21 مصرياً في ليبيا، وشعرت بألم كبير يشق صدري، ولا أعرف ما البطولة في هذا التصرف الأحمق، والذي لا يمت للإنسانية بصلة، فقد جاءت الأديان لتعمير الأرض، وغرس الرحمة والحب بين الناس.

من المستحيل أن يكون "داعش" معبراً عن الإسلام، ولا يمكن السكوت على هذا الإرهاب، الذي يهدد أمن مصر والعالم العربي، وبالرغم من الألم الشديد والإحساس بغصة كبيرة في القلب، أحسست أيضا بفرحة كبيرة، عندما سمعت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

كان الرئيس حزيناً لأنه فقد 21 رجلاً من أولاده، وفي فجر الإثنين، قام الطيران المصري بقصف مواقع داعش بليبيا، وأحسست بالفخر لأن الدم المصري غالي، فقد وعد الرئيس بالدفاع عن كرامة الوطن، وأثبتت التجربة أنه رجل وطني، ولكن يجب الانتباه إلى أن هناك مخطط لجر مصر إلى حروب وصراعات إقليمية، من شأنها أن تعطل مشروع التنمية والبناء، جميل أن نرد حقوق أولادنا، ولكن يجب أن لا تسرقنا الحرب، ونجد الوطن غارق في بحر بدون نهاية.

مصر في اختبار صعب، لأن الإرهاب يهددها داخلياً وخارجياً، والتعامل مع هذا الوضع يحتاج إلى صوت العقل، وليس الاندفاع والتهور، نثق في قواتنا المسلحة، وفي قدراتها على حمايتنا، ويجب على "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية أن تعي جيداً، أن مصر دولة كبيرة، وإذا حدثت تعبئة، سوف ينضم النساء إلى جوار الرجال، للدفاع عن الوطن.

تعتمد "داعش" وغيرها من الجماعات الإرهابية على منهج العنف والحرق، وتتخفى في عباءة الدين الإسلامي، وعلى رجال الدين التجديد في الخطاب الديني، ونقد هذه الأفكار الهدامة، التي تحاول ربط العنف بالدين، وعلى رجال الفكر والأدب والثقافة معايشة هذه الأحداث، و تقديم أعمال فنية وإبداعية، تنهض بوعي الناس، وتنتقد ممارسات تلك الجماعات الإرهابية، التي تريد تحويل العالم العربي إلى بحر دم، لا تتوقف أمواجه.