الزيتون يمجّد شهادة زياد أبو عين
الزيتون يمجّد شهادة زياد أبو عينالزيتون يمجّد شهادة زياد أبو عين

الزيتون يمجّد شهادة زياد أبو عين

مارلين خليفة

بلغ الإجرام واليأس لدى جنود الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين حدّ قتل من يحاول غرس شجرة زيتون في أرض يخطط الإحتلال لمصادرتها.



لم تشفع الحركة السّلميّة لمسؤول ملفّ الإستيطان والجدار لدى السلطة الفلسطينية الشهيد زياد أبو عين له، فما قام به في نظر الجنود الإسرائيليين ذي رمزيّة فعّالة: غرس شجرة سلام في أرض سليبة وكأن هذه الشجرة هي علامة راسخة تحدّد الأرض وتمنع احتلالها.


الجميع يعرف ما ترمز اليه شجرة الزيتون من سلام ومجد، وهي شجرة معمّرة، وبالتالي فإنّ ما قام به البطل الشهيد يخرق المحظور ويزنّر الإحتلال بزيتون لا يموت بل يبقى شاهدا على الأرض ومالكيها ووفيّا لمن زرعها.


لا يقرأ الإحتلال هذه الحركة السّلمية بظاهرها، والعنيفة برمزيتها بطريقة رومنسيّة، بل يعرف تماما بأنّ هذه الحركة تشبه نقطة المياه التي تخرق الصخور وتزلزل الجبال وتسقطها.


أدرك الشهيد أبو عين وهو المناضل الشرس والمعتقل لأعوام طويلة في سجون الأميركيين والإسرائيليين قوّة عمله وما يرمز إليه، ومعه عشرات المتظاهرين من أولاد وكبار في السنّ قصدوا قرية ترمسعيا في "رام الله" ليؤكدوا على حقّهم بأرضهم ومنع اغتصابها من قبل المحتلّ.


لكنّ الإسرائيليين كانوا لهم بالمرصاد بأعقاب البنادق وبالخوذ الحديدية وبالغاز المسيل للدّموع، أشبعوهم ضربا، وأكثروا لزياد أبو عين وهو يهمّ بغرس شجرة يدركون أنها ستخلّد عارهم على مدى الدّهور، فمات ميتة حزينة لم يتورّع الإعلام عن توثيقها بصور تدمي القلوب ولا ترجع البطل الشهيد الى الحياة.


زياد أبو عين الذي هزّت صورته ممدّدا يلفظ أنفاسه الأخيرة ضمائر نائمة كثيرة ينضمّ الى قافلة شهداء فلسطين الكثر، لكنّه سيبقى علامة فارقة هو الذي لم يكن يحمل بندقيّة أو حجرا بل "شتلة زيتون" صغيرة يحفر التراب لزرعها.


بلغ الغباء والحقد لدى الإسرائيليين حدّ قتل شخصيّات تقاومهم سلميّا، وكأنّ الدولة المحتلّة تستجلب العنف لذاتها بل تستجديه لكي تبرّر همجيّتها.


لكنّ الفلسطينيين الذي التاعوا من الإجرام الإسرائيلي ولم يعودوا متفاجئين باشكاله والوانه فوجئوا من ردّة فعل السلطة التي لم تتوان عن اختيار طبيب شرعي إسرائيلي للمشاركة في تشريح جثّة البطل الشهيد، كما صعقوا بصورة نجل الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس وهو يحضر الى استديو "آراب آيدول" بحجّة لم تشفع له لدى شعبه وهي تشجيع مشترك فلسطيني هو هيثم خلايلي.

حجّة أقبح من ذنب لا تختلف عن قبح إجرام إسرائيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com