خطر الإخوان
خطر الإخوانخطر الإخوان

خطر الإخوان

أحمد مصطفى


لا شك أن هذا الشعور ناجم أكثر عن شعور خليجي عام بالارتياح للمصالحة، فلم يكن أحد في دول الخليج ـ وكل أهلها مرتبطون ببعضهم ليس فقط ثقافيا وجغرافيا، بل اجتماعيا وحتى عائليا ـ يريد لأزمة سببها تنظيم الإخوان أن تنال من تراث أخوة.


لكنها السياسة، وفي السياسة تأتي حسابات المصالح أولا، وإذا كانت بعض الأطراف ترى أن دعم الإخوان من مصلحتها فيصعب تغيير هذا التوجه باعتباره يمثل سيادية السياسة الخارجية للدول. لكن المشكلة تبدأ حين يشكل هذا الدعم تهديدا لدول أخرى في إطار الأسرة الخليجية الواحدة.


بدا طوال الوقت أن المشكلة هي مصر، وكأن بعض دول الخليج تقدم الموضوع المصري على مصالحها الداخلية والشأن الخليجي الإقليمي. وهذا تصور يجانبه الصواب إلى حد كبير، فالمشكلة كانت وما زالت ـ وأغلب الظن أنها باقية لفترة ـ هي تنظيم الإخوان والموقف منه.


ففيما جرمته بعض دول الخليج واعتبرته إرهابيا، هناك من يرى أن من المهم دعمه للوصول إلى السلطة في دول المنطقة (أو على الأقل المشاركة فيها) كوسيلة لمواجهة التطرف. هذه النظرة الأخيرة تتسق مع الموقف الغربي عموما ـ حتى الآن على الأقل ـ بأن "تشجيع الإسلام المعتدل هو البديل الأفضل للوضع الحالي في المنطقة".


وتلك فرية باعها الإخوان ـ خاصة رأس التنظيم في مصر ـ للأمريكيين والبريطانيين في العقدين الأخيرين، وليست حديثة بسبب الاحتجاجات والتغيرات في الأعوام القليلة الأخيرة. واشترى الغرب، ومعه ربيبته إسرائيل ـ بذكاء ـ ذلك ضامنين أن مصالحهم في أمان مع الإخوان أكثر من غيرهم.


لكن مشكلتنا أننا نقبل بما يراه الآخرون ـ ومعهم الإخوان ـ لنا ولمنطقتنا: هل مكتوب علينا أن نعود للقرون الوسطى وندير أمورنا بطريقة لاهوتية؟


الشعور الإيجابي بالمصالحة الخليجية أمر جيد، ولعله يتعزز بالتركيز على ما هو مشترك حتى في حسابات السياسة والمصالح.


أما خطر الإخوان فهو باق، ما لم تتضافر جهود الجميع في مواجهته وعدم الفصل بينهم وبين داعش والنصرة وبوكو حرام، خاصة وأن الحل الوسط المطروح هو "التراجع عن الإصرار على توليهم السلطة في بلدان المنطقة والقبول بمشاركتهم فيها فحسب". هذا الحل الوسط المرحلي لو تك سيعني بقاء خطر الإخوان، وربما زيادة شراسته بالضبط كالميكروب الذي لا يقضي عليه المضاد الحيوي فيزيده خطورة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com