الإمارات ومصر .. ليست مسألة أموال
الإمارات ومصر .. ليست مسألة أموالالإمارات ومصر .. ليست مسألة أموال

الإمارات ومصر .. ليست مسألة أموال

أحمد مصطفى

لم تكن القمة المصرية الإماراتية قبل ايام استثناءً في علاقات البلدين، ولا حتى الإعلان عن دعم مالي إماراتي لمصر التي تواجه تحديات اقتصادية هائلة.

وجاءت القمة بعد فترة وجيزة من قمة مماثلة مصرية سعودية، وقبل أيام من قمة مصرية بحرينية مرتقبة وربما قمة مصرية مغربية -أيضا- قبل نهاية الشهر الحالي.

ومع أن وسائل الإعلام اهتمت كثيرا بعدد المليارات التي قدمتها الإمارات لمصر، إلا أن الإستراتيجية الإماراتية في علاقتها بمصر ـ وهو موقف مصر ايضا ـ تتجاوز كثيرا مسألة الأموال.

وينطبق الأمر نفسه على العلاقات المصرية السعودية، والخليجية عموما، في أن الأمر يتجاوز الدعم الاقتصادي إلى شراكة إستراتيجية.

وتظل العلاقات الإماراتية المصرية متميزة في هذا الإطار، خاصة مع السياسة الخارجية النشطة والمقدامة (Proactive) للإمارات في السنوات الأخيرة.

فمع "فك الارتباط" الأمريكي مع المنطقة، ودخول الروس وغيرهم من القوى العالمية والاقليمية على خطوط تقاطعات أزمات المنطقة، يصبح لزاما على القوى الرئيسة في منطقتنا أن تأخذ بزمام الأمور حتى لا تفقد دورها في إعادة تشكيل أوضاعها.

وترتكز الإستراتيجية الإماراتية على بضع نقاط، في مقدمتها ما يراه أغلب أهل المنطقة من دور مصري/سعودي مشترك في قيادة هذا التوجه ليس فقط لحل أزمات المنطقة ولكن -ايضا- للعب الدور الرئيس في أي تخطيط لمستقبلها.

وإذا كانت احتجاجات ما سمي "الربيع العربي" حرّكت مياها كثيرة في المنطقة، فإن هذه الموجات وارتداداتها لا يمكن ان تستمر إلى ما لا نهاية؛ وآن أوان استقرارها على وضع جديد.

وفي هذا الوضع تظل مصر، بغض النظر عن الأشخاص، نقطة ارتكاز محورية لأي جهد عربي مشترك لمواجهة صياغة "الآخرين" لمستقبل منطقتهم.

ربما لا يرغب البعض في إبراز ذلك الآن، لكن الحقيقة أن هذا هو التوجه الذي يمكن أن يقي المنطقة شرور مشاكل كثيرة ويمكنها من بدء مسار تنمية واستقرار: تضافر عربي بقيادة سعودية/مصرية/إماراتية.

يجمل الثلاثي أهم ما في المنطقة من قوة حضارة وتاريخ وريادة اقتصادية ودينية وأنموذج حياة وتنمية غير مسبوق.

تجدر الإشارة إلى أن موقف الإمارات من مصر لم يتغير بتغير الأنظمة والحكام، وتلك رؤية الإمارات لأهمية مصر ودورها منذ تأسيس الاتحاد وفي المقدمة موقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ليس في الأمر حديث محاور، بل إن دول الخليج ومعها الأردن والمغرب ومصر والسودان، تعني تحالفا عربيا يسعى لإعادة الاستقرار لمن يعاني من دول المنطقة من العراق إلى ليبيا مرورا بسوريا واليمن.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com