مَن تَسبِق الأُخرى إلى أفغانستان: تُركيا أم الصين؟
مَن تَسبِق الأُخرى إلى أفغانستان: تُركيا أم الصين؟مَن تَسبِق الأُخرى إلى أفغانستان: تُركيا أم الصين؟

مَن تَسبِق الأُخرى إلى أفغانستان: تُركيا أم الصين؟

محمد خروب

رغم الأوضاع غير المُستقرّة في افغانستان, ورغم بسط طالبان سيطرتها العسكرية على العاصمة كابول إضافة الى «32» ولاية باستثناء ولاية بانشير, التي بدأت دول عديدة الاستثمار في التمرّد «المُحتمَل» الذي يقوده نجل أحمد شاه مسعود الملقّب «زوراً» أسد بانشير مع نائب الرئيس الهارب أمر الله صالح, الذي يُبدي تشدّداً ملحوظاً إزاء مواجهة طالبان عسكرياً، ورغم كلّ ما تحاول إدارة بايدن استدراكه بعد عار الفضيحة التي لحقت بسمعة وصدقية الإمبراطورية الأميركية خصوصاً لجهة خذلان أصدقائها/عملائها.

نقول: رغم ذلك كلّه، تتقدم دولتان مضمار السباق على الفوز برضا «طالبان» خاصة في ظلّ ارتباك الحركة الملحوظ، وعدم وضوح خطواتها اللاحقة, إن لجهة حسم خياراتها في شأن الحكومة التي تروم تشكيلها, حيث «تَعِد» بأن تكون حكومة شاملة تضمّ شرائح مختلفة من الفسيفساء العِرقية/والاجتماعية الأفغانية، أم لجهة الشروع في بناء تحالفاتها الخارجية بعد أنّ قدّمت دول عديدة ومنها خصوصاً دول الجوار الأفغاني, كالصين، روسيا، إيران وباكستان وخصوصاً تركيا (غير المجاورة).. «عروضاً» في هذا الاتجاه, مع إبداء معظمها نوعاً من الحذر المحمول على تحذير للحركة المنتشية بانتصارها المدوّي على الإمبراطورية الأميركية وحليفها/تابعها حلف الناتو.

يبرز في الأثناء تنافس صيني تركي على وجه الخصوص, وتتقدّم أنقرة المشهد إعلامياً أقلّه بعد فشلها الذريع بتثبيت سيطرة قواتها/الأطلسية على مطار كابول بدعم أميركي مُعلن ومفتوح, قبل اجتياح طالبان العاصمة الأفغانية ورفض الأخيرة المطلق لبقاء القوات التركية, التي قالت طالبان إنها جاءت تحت مظلّة الأطلسي، وعليها أن ترحل مع هذه القوات الغازية.

في سرعة لافتة غيّر الرئيس التركي «المَوجةَ» وراح يتحدّث بمفردات ومصطلحات ناعمة, تضرب على وتر المذهبي «السنّي» الذي يجمع غالبية الأفغان بِسُنّة تركيا، ويتبنى مواقف أقلّه إعلامياً, عن ضرورة تبنّي «نهج تقدّمي» في مقاربة العلاقات مع حركة طالبان (جاء ذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي بوتين), داعياً إلى إبقاء قنوات «الحوار» مفتوحة مع طالبان وعدم الاستمرار في النهج القائم على الشروط القاسية, مُستذكراً ومُشيداً بالمحادثات بين طالبان ومسؤولين أفغان سابقين.. معتبراً أنّها «واعدة».

تصريحات «الغزل» المتبادلة بين تركيا وطالبان مُتواصلة, بعضها قاله أحد متحدثي طالبان سهيل شاهين بالقول:"نعوّل على تركيا أكثر من أي بلد آخر, ونريد التعاون معها في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والاقتصاد والبناء والطاقة، وكذلك نريد معالجة المعادن».

ماذا عن الصين؟

شاهين نفسه في مقابلة مع تلفزيون CGTN الصيني قال: ان طالبان تنظر إلى الصين (وتركيا) على أنهما الشريكان الرئيسان في إعادة إعمار أفغانستان بعد الحرب وبناء إمارة إسلامية.

فهل تملك أنقرة من الموارد والأصول والتأثير والقرب الجغرافي والوزن الدولي ما تملكه الصين, التي تربطها حدود طولها 76 كم مع أفغانستان وخصوصاً مع إقليم شينجيانغ الذي تسكنه أقلية الويغور ويتمتع بحكم ذاتي, وتحديداً كونه المركز الأهم والرئيس في مشروع بيجين الضخم «طريق واحد، حزام واحد"؟

بالتأكيد لا... لكن أنقرة تراهن على أكثر من «ورقة» قد تمنحها أفضلية المكان الثاني إن لم تفز بالمرتبة الأولى، خاصة أن مشروع أردوغان «الإمبراطوري» ينهض على عوامل/اوهام تاريخية تغرف من معين ديني, ويلوّح دوماً بالتنظيمات الجهادية والتكفيرية التي باتت طوع اوامره لتنفيذ بعض بنود هذا المشروع التوسّعي، تارة في ليبيا ودوماً في سوريا وخاصة في أذربيجان، ولاحقاً قد تكون وجهتها أفغانستان إذا ما تعرضت سلطة طالبان للخطر, أو إذا ما أراد توظيفها ضد طالبان حال رفضت التحالف معه وأدارت ظهرها له.

أخيراً... ثمة تساؤلات بل توقّعات عن إمكانية قيام أردوغان بزيارة إلى كابول, كأول زعيم في العالم يطأ أرض أفغانستان «المحرّرة».. وربما يسبق ذلك -إن تمّ- «اعترافه» بنظام طالبان الجديد حال إعلان زعيمها قيام «إمارة أفغانستان الإسلامية» وهو «الزعيم» الذي زعم أردوغان إمكانية الاجتماع به، قبل اجتياح طالبان كابول وسيطرتها على معظم ولايات افغانستان.

هل قُلتم.. أين روسيا وإيران وباكستان؟

ليست موسكو وطهران واسلام آباد في عجلة من أمرها.. تُراقِب المشهد الغامض الراهن بحذر ويقظة.. ولن تتأخر في دخول السباق متى وجدتْ أن «أوراقها/مصالحها».. في خطر.

الرأي

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com