«مُعضِلَة إدلب».. هل نَفدَ صبر بوتين؟ (2-2)
«مُعضِلَة إدلب».. هل نَفدَ صبر بوتين؟ (2-2)«مُعضِلَة إدلب».. هل نَفدَ صبر بوتين؟ (2-2)

«مُعضِلَة إدلب».. هل نَفدَ صبر بوتين؟ (2-2)

محمد خروب

معركة إدلب مُؤجَلة ليس الى زمن طويل، هذا ما يمكن قراءته بين سطور تصريحات الرئيس الروسي في بيجين، وبخاصة أن علاقات موسكو مع أنقرة تخضع الآن لاختبار حقيقي، سواء في ما خصّ «مصير» منظومة صواريخ S-400 التي لا يزال الأتراك يُبدون تمسّكاً بها، وإن كان أردوغان أبدى«تفهّم بلاده لمخاوِف واشنطن من الصفقة»، أم لجهة الابتزاز الذي تُمارِسه انقرة تجاه مشروع أنابيب الغاز الروسي «السيل التركي»، الذي يتلازَم (بالصدفة) مع عمليات الاستفزاز الخطيرة التي يقوم بها الناتو في البحر الأسود والمناورات التي يجريها في مياهه، والتواطؤ التركي مع الحلف بالسماح لسفن الناتو المحظور دخول مَن تزيد حمولتها على 15 ألف طن، فيما يُمنَع مرور حاملات الطائرات بشكل قاطع وِفق اتفاقِية مونترو للعام 1936. الأمر الذي يدفع موسكو مضطّرة الى إبداء الحذَر، حتى لا تُوفر لأردوغان فرصة التملّص من التزاماته. سواء تلك المُتعلِّقة بصفقة S-400 أم مستقبل أنابيب السيل التركي الذي قد يتم مدّ خط انابيب آخر بجانبه ليُغذي مناطق جنوب اوروبا مروراً ببلغاريا.

على المَقلَب الآخر تُبدي المعارَضة السورية بشقيها الإرهابي أياً كان اسم التنظيم، كهيئة تحرير الشام/ النصرة وحُرّاس الدين وأنصار الدين وأنصار الاسلام، أم السياسي/ العسكري كجيش المرتزقة (الجيش الحُر) كبنادق للإيجار خدمة للمُحتلّ التركي كما حدث في غزوتي «درع الفرات وغصن الزيتون» وما يتردّد الان عن تدريبات لهذا الجيش المُرتزَق لاجتياح شرق الفرات بذريعة طرد إرهابيي «قَسد» من تلك المناطق الشاسعة وخصوصاً الغنية بثرواتها النفطية والزراعية والمائية، والتي يستغلها المُحتلّ الاميركي ومرتزقته «قسد» لإحكام الحصار على سوريا.

ولهذا خرَجَ «القيادي» في الجيش الحر «مُصطفى سِيجرِي» قائلاً: إن المعارَضة المُسلّحة لن تُفرِّط بمحافظة إدلب على الإطلاق. وإن كان حفظ خط الرجعة باستدراكه القول: إن المعارَضة المسلحة مُستعِدة للحوار مع الجانب الروسي (...), وكان لافتاً تحميله المُعارَضة «السياسية» مسؤولية التخبّط الذي تشهده «الثورة» السورية. مشدداً على نحو يبعث الريبة في دور هؤلاء المرتزقة لخدمة المشروع العثماني الجديد في سوريا عندما كشف أن: الخيار العسكري لا يزال قائِماً لحسم مصير منطقة شرقي الفرات، والقضاء على ما وُصِف خطر قوات قسد التي تشكل وحدات حماية الشعب الكُردية عمودها الفقري وتسيطِر على معظم تلك المنطقة. مُتهِماً روسيا بأنها تستخدم «الوحدات» كورقة ضغط على «تركيا» في ريف حلب الشمالي.

في الختام تبدو مُعضِلة إدلب مُعقدة بارتباطها بأجواء الصراع المفتوح بين ثلاثة مشروعات مُتعاكِسة، الأول مشروع الدولة السورية الرامي إلى استعادة وحدة الوطن السوري والمدعوم روسياً وايرانياً. والثاني الأميركي المرتبط على نحو وثيق بالمشروع الصهيوني التفتيتي. والثالث العُثمانِي الذي يروم إعادة رسم خرائط المنطقة؛ ظناً منه أنه لا يزال ممكناً «بَعْثه» من جديد رغم الفشل والخيبات التي حصدَها ولا يَزال.

الرأي

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com