تكاد الطبقة السياسية في الولايات المتحدة تُجمع على إدانة الاحتجاجات التي اندلعت في عشرات الجامعات للدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة؛ ما يعكس توجهًا ثابتًا بين الديمقراطيين والجمهوريين في دعم إسرائيل.
ومِن الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منافسه الجمهوري في الانتخابات القادمة دونالد ترامب، مرورًا بحكام الولايات ووصولًا إلى النواب في الكونغرس كشفت الاحتجاجات المتصاعدة خطابًا شبه موحّد بين السياسيين، يُؤيد التعاطي بالقوة مع المحتجين ويذهب أحيانًا حد الدعوة إلى حل المنظمات التي تقف وراء الاحتجاجات وترحيل الناشطين فيها.
وقد اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الاحتجاجات "مُعادية للسامية"، ووصف المُشاركين فيها بأنهم لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيّين، فيما نعتَ خصمه دونالد ترامب الاحتجاجات الجامعية بــ"الفوضى"، وألقى باللوم على بايدن إثر اندلاع المظاهرات.
ووصف حاكم ولاية "فلوريدا" رون ديسانتس (جمهوري) أعضاء "مُنظّمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين" بأنّهم "إرهابيّون"، وطالب "القضاء" بِحلّ المنظّمة، وقالت حاكمة ولاية "نيويورك" كاثي هوكول (ديمقراطية) إن الخطابات التي يُطلقها المحتجّون، والمُضايقات التي يُسبّبونها "حقيرة ومقيتة" بحسب وصفها.
واتهم حاكم ولاية "أوكلاهوما" كيفن ستيت (جمهوري) الطلاب بإطلاق "خطاب الكراهية"، وقال إنه سيطرُد الطلاب المؤيّدين لـ"حماس" من كليّات وجامعات "الولاية".
وانتقد حاكم ولاية "بنسلفانيا" جوش شابيرو (ديمقراطي) الجامعات التي سمحت بتحويل الاحتجاجات إلى حملات "مُعادية للسامية" وفق تعبيره، ودعا الحُكّام المحليّين إلى تطبيق القانون "بالقوّة".
وبادر حاكم ولاية "تكساس" غريغ أبوت (جمهوري) بإرسال "قوات ولاية تكساس" لتنفيذ اعتقالات في صفوف المحتجّين، ودعا إلى الاعتماد على "القوة" في تفريق المُظاهرات.
ووصف نائب حاكم ولاية "نورث كارولينا" مارك روبنسون (جمهوري) أفعال ودعوات المُحتجّين بـ"الهراء"، وانتقد ما سمّاه "اعتداءهم" على الشرطة، وتعهّد بوضع حدٍّ للفوضى.
وأدان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي) الطلاب المُحتجّين خصوصًا في جامعة كولومبيا، وطالب بتطبيق أشدّ العقوبات ضدّهم، واعتبر الاحتجاجات الجامعية "إجرامًا".
دعا زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ روبرت أورت (جمهوري) حاكمة ولاية نيويورك إلى استخدام القوة وإرسال "الحرس الوطني" لإزالة مخيّمات المحتجّين في جامعة كولومبيا، فيما طالب رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري) رئيسة جامعة كولومبيا بالاستقالة، لأنها تركت الاحتجاجات تخرج عن السيطرة، وأكد أن المُحتجّين يهدّدون سلامة الطلاب اليهود، وفق تعبيره.
وذهبت عضو مجلس الشيوخ مارشا بلاكبيرن (جمهورية) إلى دعوة الحكومة إلى إلغاء التأشيرات الممنوحة للطلاب الدوليّين المتعاطفين مع حركة "حماس" وترحيلهم.
واعتبر عضو مجلس النواب جيري نادلر (ديمقراطي) أنّ الاحتجاجات خصوصًا في جامعة كولومبيا "مُعاداة للسامية"، وتعصّب ضدّ اليهود، كما طالب عضو مجلس النواب دان غولدمان (ديمقراطي) بتوفير السلامة لليهود من "مخاطر وتهديدات المُحتجّين" وفق وصفه.
وقالت المُدّعية العامة لولاية "نيويورك" ليتيسيا جيمس (ديمقراطية) إن الاحتجاجات تجاوزت "الحدود السلمية"، وتحوّلت إلى الكراهية والعنف و"معاداة السامية".
وهدّد عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز (ديمقراطي) المتظاهرين بالاعتقال، وأدان الطلاب المُؤيّدين لـ"حماس".