قبل أسابيع من إجرائها.. ماذا تعرف عن انتخابات البرلمان الأوروبي؟

يستعد أكثر من 400 مليون أوروبي في 27 دولة لانتخابات البرلمان الأوروبي التي تجري من 6 إلى 9 يونيو المقبل، لاختيار 720 عضوا، من توجهات سياسية مختلفة.

ويصادف 9 مايو "يوم أوروبا" الذي يحتفي به الأوروبيون منذ منتصف القرن الماضي، ففي 9 مايو 1950 اقترح وزير الخارجية الفرنسي روبرت شومان تجميع إنتاج الفحم والصلب الفرنسي والألماني تحت سلطة موحدة، في إعلان تاريخي أدى إلى توقيع ست دول أوروبية - ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا - على معاهدة باريس في 18 أبريل 1951.

وأسست هذه الدول مجتمعة "المجموعة الأوروبية للفحم والصلب" التي مثلت نواة لتأسيس الاتحاد الأوروبي لاحقا.

وتُعتبر انتخابات البرلمان الأوروبي أضخم عملية تصويت في العالم، وتأتي هذه المحطة في وقت تشهد الأحزاب اليمينة المتطرفة تقدما ملحوظا في عدة دول أوروبية، ما ينذر بحدوث تغييرات عميقة في تركيبة البرلمان الأوروبي الذي يضم 720 عضوا من 27 دولة أوروبية.

وكان عدد أعضاء البرلمان الأوروبي في السابق 705، ليتم ترفيع العدد إلى 720 اعتبارا للتطورات الديمغرافية التي يشهدها الاتحاد.

ويتركب البرلمان الأوروبي من أعضاء يمثلون دولهم وفقا للثقل السياسي والديمغرافي لكل دولة فألمانيا مثلا سيمثلها 96 عضوا، أما فرنسا فهي ممثلة بـ 81 عضوا، وإيطاليا بـ 76 عضوا، وهذه الدول الثلاث هي الأكثر تمثيلا في البرلمان.

والانتخابات المرتقبة من 6 إلى 9 يونيو المقبل هي العاشرة لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي، منذ أول انتخابات مباشرة انتظمت سنة 1979، والأولى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتجري هذه المحطة الانتخابية المهمة وسط مخاوف متصاعدة من الصعود اللافت لليمين المتطرف وأثر ذلك على تركيبة البرلمان الأوروبي، وأظهرت دراسة أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن عدد نواب معسكر اليمين المتطرف داخل البرلمان الأوروبي قد يرتفع من 127 نائبا حاليا إلى 180 نائبا أو أكثر.

وتاريخيا تسيطر على البرلمان الأوروبي أحزاب الوسط المتكونة من الحزب الشعبي الأوروبي (يمين) والتحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين (يسار) وحزب اليمين الجديد (وسط يمين) الذي انضم إلى هذه الكتلة الحزبية في 2019.

وتشغل هذه الأحزاب الثلاثة 60 % من مقاعد البرلمان، ويجزم مراقبون بأن هذا التحالف سيفقد عددا كبير من المقاعد لصالح اليمين المتطرف في الانتخابات المرتقبة بعد أسابيع، حيث من المرجح أن تميل كفة البرلمان الجديد أكثر نحو اليمين.