تفجير باكستان
تفجير باكستان أ ف ب

تقرير: الهجومان الانتحاريان في باكستان يعكسان عجزها الاقتصادي والحكومي

قال تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية إن مشاهد الرعب التي تم تصويرها، يوم الجمعة، أصبحت مألوفة للغاية في باكستان، حيث استهدف انتحاريون موكبًا دينيًا ومركزًا للشرطة، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 60 شخصًا وإصابة مئات آخرين.

وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين تدور الشكوك حاليًا بين المسؤولين والمحللين حول تورط تنظيم "داعش" في خراسان، والذي أعاد تنظيم صفوفه، مؤخرًا، وقام بإحياء أنشطته المسلحة في باكستان مع عدم وجود علامات تذكر على إمكانية احتوائه.

وأشار التقرير إلى أن الوضع الأمني في باكستان استمرّ في التدهور إلى أسوأ مستوياته منذ سنوات مع عودة حركة طالبان الباكستانية إلى الظهور مؤخرًا، والتي كانت وراء العشرات من الهجمات الدموية على مدى الأشهر القليلة الماضية.

وأعلن "داعش" في ولاية خراسان، يوليو/تموز الماضي، مسؤوليته عن التفجير الانتحاري، الذي استهدف تجمعًا سياسيًا وحزبًا معروفًا بعلاقاته الوثيقة مع حركة طالبان في أفغانستان، مما أسفر عن مقتل 54 شخصًا.

واستهدف التنظيم في ولاية خراسان منافسيه في كل من أفغانستان وباكستان لعدم "تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل صارم".

وأشار التقرير إلى أنّ منطقة ماستونج، الواقعة في بلوشستان المضطربة في باكستان، والتي وقع فيها الانفجار تعد منذ فترة طويلة مركزًا للمدارس الدينية المتطرفة والجماعات الإسلامية المتطرفة.

وأوضح أنّ "بلوشستان ابتُليت بتمرّد انفصالي طويل الأمد، وكجزء من حملته القمعية، يُزعم أن الجيش الباكستاني تسامح ورعى العديد من الجماعات الإسلامية المسلحة المحلية في منطقة ماستونج من أجل استخدامها كأسلحة ضد الانفصاليين البلوش".

وأردفت الصحيفة أنّ "هذه الإستراتيجية التي تم تبنيها منذ ذلك الحين، إستراتيجية مميتة، خاصة أنّ العديد من المقاتلين التابعين لهذه الجماعات التحقوا بتنظيم القاعدة ولاحقًا تنظيم داعش في خراسان".

وشهدت باكستان، في العام 2018، واحدة من أسوأ الهجمات المسلحة على الإطلاق في البلاد والتي وقعت في منطقة ماستونج، حيث استهدف مسلحو "داعش" تجمعًا سياسيًا وقتلوا ما يقرب من 150 شخصًا، بما في ذلك سياسي بلوشي بارز.

ونقلت الصحيفة عن زاهد حسين، المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، قوله إنّ باكستان "تشهد الآن عودة كاملة للعنف الكامن والتشدد بعد سنوات من الهدوء"، مضيفا أنّ "المشكلة تكمن في أنّ باكستان ليس لديها سياسة شاملة لمكافحة التطرف، وليس لديها طريقة للتعامل مع هذا العنف في هذه المناطق الخاضعة الآن لسيطرة المتشددين". وتابع: "كانوا يعلمون أن هذه المنطقة أصبحت مركزًا للجماعات الإسلامية المتطرفة، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء”.

وبينما تستعد باكستان لإجراء الانتخابات العامة المقبلة، في نهاية يناير/كانون الثاني، يخشى محللون ومراقبون من أن باكستان ستشهد مزيدًا من إراقة الدماء.

وبينما لم يتم ترجيح أن تكون تفجيرات يوم الجمعة مرتبطة بشكل مباشر بالانتخابات، إلا أنّ هناك مخاوف من أنه مع استمرار تصاعد التنافس العنيف بين حركة طالبان الباكستانية وتنظيم داعش في ولاية خراسان، وسعي كلا المجموعتين لتأكيد نفوذهما وكسبه، فإنّ الهجمات ستستمر وستكون صعبة على الباكستانيين.

وأفادت الصحيفة إلى أنّ تصاعد النشاط الإرهابي المحلي، والذي غذاه بشكل كبير استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، يأتي في وقت كارثي بالنسبة لباكستان التي تمرّ بالفعل بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية على الإطلاق، ناهيك عن حالة عدم الاستقرار السياسي بينما تدير البلاد حكومة انتقالية عاجزة، ولديها زعيم سياسي في السجن (عمران خان) فيما يتم باستمرار تأجيل موعد الانتخابات العامة في البلاد.

المصدر: صحيفة "الغارديان" البريطانية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com