صحف عالمية: اتفاق "تاريخي" بين السعودية وإيران.. و"كينغال" الروسي يكشف ضعف الغرب

صحف عالمية: اتفاق "تاريخي" بين السعودية وإيران.. و"كينغال" الروسي يكشف ضعف الغرب

تصدر الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، الذي أبرم في بكين، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح السبت، وسط تقارير تتحدث عن مستقبل أفضل للمنطقة و"نجاح" متزايد للدبلوماسية الصينية.

وتناولت الصحف تقارير تفيد بأن الصواريخ الفرط صوتية التي أطلقتها موسكو على أوكرانيا، الخميس، تكشف عن "ضعف" الغرب في ما يتعلق بسباق التسلح مع روسيا، ويزيد الضغط عليه ليس فقط بشأن دفاعات كييف، ولكن أيضاً بدفاعاته الخاصة به.

كما ناقشت الصحف تقارير أخرى تكشف عن اتفاق أمريكي أوروبي بشأن تهدئة الخلاف التجاري الذي شب بين واشنطن وبروكسل بسبب سلسلة إجراءات اتخذتها إدارة الرئيس جو بايدن من جهة، وخلاف حول إنشاء "جبهة موحدة" ضد الصين من جهة أخرى.

اتفاق "تاريخي" بين السعودية وإيران

في خطوة لقيت ترحيباً عربياً ودوليا واسعاً، اتفقت المملكة العربية السعودية وإيران على إعادة العلاقات فيما بينهما بعد سبع سنوات من المقاطعة، وذلك في صفقة توسطت فيها الصين وعكست "انتصارًا دبلوماسيًا" لها في المنطقة.

واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الصفقة بمثابة "هزة في الجغرافيا السياسية" للشرق الأوسط، حيث إنها تشير إلى زيادة حادة في نفوذ بكين في منطقة تخلت الولايات المتحدة عنها بشكل كبير وجعلت تركيزها منصباً فقط على صراع نفوذ مع الصين وروسيا.

وذكرت الصحيفة أن الصفقة تعتبر "منطقية" إلى حد كبير، حيث أقامت الصين في السنوات الأخيرة علاقات اقتصادية أوثق مع المملكة العربية السعودية وإيران، وكلاهما مورد مهم للنفط لدى بكين، مشيرة إلى أن ذلك جعل الأخيرة "شريكاً موثوقاً فيه" لدى الرياض وطهران وساهم في تقاربهما.

ونقلت "وول ستريت جورنال"عن مسؤولين سعوديين وإيرانيين قولهم إن طهران تعهدت بموجب الاتفاق بـ"وقف" نشاطها المزعزع للاستقرار في المنطقة وإيذاء جيرانها، بما في ذلك الهجمات التي كانت تشنها جماعة الحوثي اليمنية الإرهابية المدعومة من إيران.

وأضاف المسؤولون أن البلدين اتفقا على إعادة فتح سفارتيهما وبعثاتهما على أرض بعضهما البعض في غضون شهرين، كما أنهما اتفقا على أن يعقد وزيرا خارجيتيهما قمة قريباً للتوصل إلى تفاهمات أخرى.

وتابع المسؤولون أن الرئيس الرئيس الصيني، شي جين بينغ، كان قد أثار فكرة المحادثات مؤخرًا خلال زيارته للرياض في ديسمبر الماضي.

الصفقة تعتبر "منطقية" إلى حد كبير، حيث أقامت الصين في السنوات الأخيرة علاقات اقتصادية أوثق مع السعودية وإيران، وكلاهما مورد مهم للنفط لدى بكين، وهو ما جعل الأخيرة "شريكاً موثوقاً فيه" لدى الرياض وطهران وساهم في تقاربهما.
وول ستريت جورنال

ونقلت "الجورنال" عن محللين قولهم إن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران قد تقلل على الفور من التوترات الأمنية الطويلة الأمد التي قسمت البلدين لعقود. وأضافوا أنه بالنسبة لطهران، سيخفف الاتفاق العزلة الدولية التي واجهتها منذ الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الخريف الماضي، وسيمثل انفراجة أيضاً في تخفيف العقوبات الاقتصادية.

وتابع المحللون، في حديثهم مع الصحيفة، أنه بالنسبة للرياض، فإن الاتفاق سيمنح المملكة المزيد من النفوذ في المنطقة، وأضافوا أنه بالنسبة للصين، يتعلق الأمر بتعميق مشاركتها في المنطقة وإظهار "أنها ليست مجرد مستهلك للطاقة".

في سياق متصل، قال سنام وكيل، الباحث بمركز أبحاث "تشاتام هاوس" بلندن، إن تقارب إيران مع المملكة "يكسر رسميًا تحالف الضغط الأقصى المناهض لطهران"، ويوفر لها عزلة أقل، مع إمكانية المشاركة الاقتصادية. وأضاف: "بالنسبة للرياض، فإن الاتفاق يعد دليلاً على قوة المملكة نحو إدارة أزماتها بشكل مباشر بدلاً من الاستعانة بجهات خارجية فاعلة".

تقارب إيران مع المملكة يكسر رسميًا تحالف الضغط الأقصى المناهض لطهران، ويوفر لها عزلة أقل، مع إمكانية المشاركة الاقتصادية، أما بالنسبة للرياض، فإن الاتفاق يعد دليلاً على قوة المملكة نحو إدارة أزماتها بشكل مباشر بدلاً من الاستعانة بجهات خارجية فاعلة.
سنام وكيل، باحث بمركز أبحاث "تشاتام هاوس" بلندن

كما صرح جوناثان فولتون، الباحث في "المجلس الأطلسي"، بأن الصين تريد الاستقرار في المنطقة. وأضاف: "لقد تبنت بكين نهجًا ذكيًا باستخدام دبلوماسية الشراكة الاستراتيجية، وبناء رأس مال دبلوماسي على جانبي الخليج، على عكس الولايات المتحدة التي توازن جانبًا مقابل الآخر، وبالتالي فهي محدودة في قدرتها الدبلوماسية".

وقالت الصحيفة إن دور الصين في المحادثات يمثل لحظة فاصلة بالنسبة لطموحات بكين في المنطقة التي شنت فيها الولايات المتحدة حروبًا يعتبرها العديد من السياسيين لا قيمة لها، وأنفقت مئات المليارات من الدولارات. وأضافت أنه إلى جانب التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية، تعد دبلوماسية الصين علامة أخرى على تراجع النفوذ الأمريكي.

"كينغال" الروسي يعكس مدى ضعف الغرب

وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الهجوم العنيف الذي شنته موسكو، الخميس، على أوكرانيا واستخدمت فيه صواريخ فرط صوتية، "يسلط الضوء على ضعف الغرب"، وخاصة الولايات المتحدة، في سباق التسلح مع روسيا، وضعفه أيضاً في التصدي لمثل هذه الأسلحة.

جاء ذلك بعدما أطلقت موسكو وابلاً من 81 صاروخاً، بما في ذلك ستة صواريخ من طراز "كينغال" الفرط صوتي، على أوكرانيا الخميس، في هجوم وصفته وزارة الدفاع الروسية بأنه "انتقام لتوغل جماعة يمينية متطرفة" موالية لكييف في غرب روسيا الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه بدلاً من إثارة إعجاب بعض منتقدي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المتشددين - وهم الصقور المؤيدون للحرب الذين ضغطوا لأشهر من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لهزيمة أوكرانيا - فقد أثار استخدام صواريخ "كينغال" (أو كيزال) تساؤلات حول الهدر المحتمل لبعض أكثر أسلحة روسيا تقدمًا.

وأضافت أنه على الصعيد العالمي، فإن استخدام روسيا للصواريخ التي تفوق سرعة الصوت بأكثر من 9 أضعاف يدق ناقوس الخطر حول ترسانة الكرملين المتطورة "التي لا تقهر"، ويسلط الضوء على أن بوتين يمتلك أسلحة يصعب اعتراضها وذات قدرة نووية لا تمتلكها الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد.

استخدام روسيا للصواريخ التي تفوق سرعة الصوت بأكثر من 9 أضعاف يدق ناقوس الخطر حول ترسانة الكرملين المتطورة "التي لا تقهر"، ويظهر أن بوتين يمتلك أسلحة يصعب اعتراضها وذات قدرة نووية لا تمتلكها الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد.
واشنطن بوست

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة والصين تحاولان أيضًا تطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكنها أكدت أن التفوق يبقى للروس في هذا الشأن. وكان بايدن قد وصف الصواريخ الروسية الفرط صوتية بأنها "مستحيلة"، وذلك بعد أن استخدمتها موسكو في أوكرانيا لأول مرة في مارس من العام الماضي.

وقالت واشنطن بوست إن الضعف ظهر أيضاً في تصريحات المسؤولين الأوكرانيين، الخميس، عندما أكدوا أن دفاعاتهم الجوية، بما في ذلك الأنظمة التي قدمها حلفاؤهم الغربيون، لم تستطع "التعرف أو اكتشاف، وبالتالي اعتراض" صواريخ "كينغال".

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن روسيا تمتلك أسلحة أخرى تفوق سرعتها سرعة الصوت ذات قدرات نووية، لكنها أوضحت أن تفاخرها بصواريخ "كينغال" في المعركة يزيد من الضغط على واشنطن مع اشتداد سباق التسلح الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، قائلة إنه "سباق يتعين على واشنطن اللحاق به مع كل من روسيا والصين".

ونقلت "البوست" عن محللين قولهم: "ينظر إلى الصواريخ الفرط صوتية على أنها فئة أسلحة ذات أولوية من قبل معظم الدول الكبرى. من الصعب اعتراض الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بسبب سرعتها وارتفاعها وقدرتها على المناورة".

روسيا تمتلك أسلحة أخرى تفوق سرعتها سرعة الصوت ذات قدرات نووية، لكن تفاخرها بصواريخ "كينغال" في المعركة يزيد من الضغط على واشنطن مع اشتداد سباق التسلح الذي تفوق سرعته سرعة الصوت.
واشنطن بوست

وأضافوا: "إنها مفيدة لبعض الأشياء، من خلال اختبار الدفاعات الجوية للعدو، وضرب أهداف عالية القيمة، لكنها أيضًا باهظة الثمن".

ووفقاً لتقرير الصحيفة، تكهن بعض المحللين والمعلقين بأن استخدام الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قد تم تصميمه لإقناع جمهور بوتين المحلي بتصميمه على ضرب أوكرانيا بقوة وهزيمتها من جهة، وإظهار قوة روسيا للغرب من جهة أخرى.

اتفاق غربي بشأن التجارة.. وخلاف حول الصين

ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تعهدا أمس الجمعة، بالتعاون بشأن "المعادن المهمة وشفافية الدعم"، لكنهما فشلا في إنشاء "جبهة موحدة" ضد الصين، وذلك في اجتماع عقد في البيت الأبيض أمس بين بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.

وقالت الصحيفة إن أوروبا والولايات المتحدة تحاولان معرفة ما إذا كانتا صديقين أو متنافسين في سباق التسلح للطاقة النظيفة الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات بين القوى العظمى في العالم، حيث وافق بايدن وفون دير لاين، الجمعة، على سلسلة من التحركات لتهدئة الخلاف التجاري.

وأشارت إلى أن الطرفين أصدرا بيانًا مشتركًا بعد اجتماعهما في البيت الأبيض، قائلين إن الحكومات ستبدأ "على الفور" محادثات لتعزيز سلاسل توريد "المعادن المهمة" بين الحليفين، مع التركيز على السماح لشركات الاتحاد الأوروبي بالاستفادة من الإعفاءات الضريبية الرئيسية للسيارات الكهربائية في "قانون المناخ الأمريكي".

ونقلت "بوليتيكو" عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، قولها إن الحكومتين ستدخلان أيضًا في "حوار حول شفافية الدعم"، مضيفة أنها ستحدد موعدًا نهائيًا لاستكمال المفاوضات حول معايير تعزيز الصلب والألمنيوم المصنوع من انبعاثات كربونية أقل.

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعهدا بالتعاون بشأن "المعادن المهمة وشفافية الدعم"، لكنهما فشلا في إنشاء "جبهة موحدة" ضد الصين.
بوليتيكو

وقالت "بوليتيكو" إنه بعد فصل الشتاء الذي وجه خلاله الاتحاد الأوروبي انتقادات مستمرة للولايات المتحدة بسبب توقيع بايدن على "قانون المناخ" وحوافزه الخضراء البالغة 369 مليار دولار، يأمل الكثير على جانبي المحيط الأطلسي أن يشير اجتماع أمس إلى "بداية ذوبان الجليد" في الربيع.

وكان الطرفان قد صرحا في بيان مشترك أمس بأن "الحكومات ستعمل على تعميق تعاونها في تنويع سلاسل توريد المعادن"، مشيرين إلى أن الحوار الرسمي بينهما بشأن قانون خفض التضخم "قد اتخذ خطوات عملية إلى الأمام".

بدورها، ذكرت صحيفة "ديلي إكسبريس" أن أوروبا لا تشارك الولايات المتحدة نفس عقليتها بشأن "التهديد الصيني". وقالت إنه كان من المتوقع أن يطرح بايدن موضوع الصين في اجتماعه مع فون دير لاين أمس، لكن، حذر محللون من أن واشنطن وبروكسل لن تتفقا حول هذه القضية.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن محللين قولهم إن الاتحاد الأوروبي ليس لديه نفس عقلية "التهديد الصيني" مثل الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن ذلك بدا واضحاً عندما تم ذكر الصين "مرة واحدة فقط" في اجتماع أمس. وأوضح المحللون أن الصين تعتبر الشريك التجاري الأكبر للاتحاد الأوروبي، مما يعني أن بروكسل لا تشارك واشنطن مخاوف "ليست طرفاً فيها".

الصين تعتبر الشريك التجاري الأكبر للاتحاد الأوروبي، مما يعني أن بروكسل لا تشارك واشنطن مخاوف "ليست طرفاً فيها".

وتجدر الإشارة إلى أن حدة الخطاب التصعيدية بين بكين وواشنطن في الأشهر الأخيرة كانت قد دفعت بعض المحللين إلى التكهن بنشوب "صراع مباشر" بين القوتين العظميين، فضلاً عن دعوات من الزعيم الصيني لتحديث جيش التحرير الشعبي إلى قوة قتالية "عالمية" بسبب الممارسات الأمريكية حول تايوان.

وقال المحللون للصحيفة: "لدى الولايات المتحدة وجهة نظر معينة حول تايوان تجعلها في عداء طويل الأمد مع الصين. ولكن هذا العداء لم يكن منتشرًا في تعامل الاتحاد الأوروبي مع الصين"، وأضافوا: "هناك لوبي تايواني كبير في واشنطن يحظى بقدر كبير من الجاذبية، لكن الاتحاد الأوروبي ليس لديه في الحقيقة نفس القلق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com