الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينأ ف ب

هل يستثمر بوتين "حرب غزة" بإنهاك الغرب في أوكرانيا؟

يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استثمار الوضع في الشرق الأوسط وانشغال الغرب بنتائج الصراع هناك لتحقيق اختراق في الحرب المفتوحة مع أوكرانيا وإنهاك الغرب الذي يواجه اتهامات بـ "إهمال" أوكرانيا.

وأكد تقرير نشره موقع "راديو كلاسيك" الإخباري الفرنسي أنّ بوتين الذي قرر للتو تعزيز قوة الجيش الروسي وزيادة الإنفاق على الأسلحة بشكل كبير يفكّر في استثمار السياق الحالي لإنهاك الغرب.

وأمر بوتين مجلس الدوما، المجلس الأدنى في البرلمان الروسي، بالتصويت لصالح زيادة بنسبة 70% في الإنفاق العسكري في القراءة الأولى لمشروع قانون موازنة 2024-2026 كما أطلق حملة لإنعاش معدل المواليد في روسيا، حيث انخفض متوسط العمر المتوقع للرجال في سن الخامسة عشرة بنحو خمس سنوات، وأخيرا وقّع للتو على مرسوم يأمر بزيادة عدد القوات المسلحة الروسية بنسبة 15%، أو 169372 جندياً إضافيا.

بوتين مع قوات جيشه
بوتين مع قوات جيشهأ ف ب

ووفقا للتقرير يبدو أنّ بوتين بدأ يستثمر السياق الحالي لا سيما أنه يتابع الصعوبات التي يواجهها الأوكرانيون، معتبرا أنّ هذا السياق غير ملائم لكييف، فمن ناحية لم تلعب عمليات تسليم المعدات من قبل الغربيين دور تغيير قواعد اللعبة، ولا سيما الدبابات الألمانية، ومن ناحية أخرى، برزت إلى السطح مشاكل وتناقضات داخل المعسكر الأوكراني.

ويشرح التقرير هذا الوضع بقوله إنّ تناقضات ظهرت بين أهداف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالية والقدرات الحقيقية للجيش، وهي تناقضات خطيرة أفضت إلى خلافات بين رئيس الأركان في العهد الأوكراني، الجنرال زالوزني، والرئيس زيلينسكي.

وإضافة إلى هذا المعطى الإقليمي يستغل بوتين الظروف السائدة في الشرق الأوسط لاستعادة صورته مستثمرا "حالة الإرهاق التي يعانيها خلفاء أوكرانيا الغربيون"، وفقا للتقرير.

وتابع التقرير أنّه "في خلفية المعركة الرئاسية في الولايات المتحدة، حيث يشحذ كل جانب أسلحته، يشير جو بايدن إلى أي مدى يشن الجمهوريون حملتهم الانتخابية من خلال تسليط الضوء على التخلي الأمريكي عن أوكرانيا، إضافة إلى حرب غزة التي أدّت إلى إعادة تركيز الاستثمار العسكري الأمريكي على منطقة الصراع القديمة في الشرق الأوسط".

أخبار ذات صلة
الصراع في الشرق الأوسط يُغيِّب الحرب في أوكرانيا

ووفقا للتقرير فإنّه "مما لا شك فيه أن بوتين يستغل هذا السياق برمته لاستعادة صورته، واستعادة السيطرة على الإيقاع، وبالتزامن مع خيبات الأمل في أوكرانيا، تعمل موسكو على تعزيز قدراتها التدميرية، وهذه هي استراتيجيتها، وهي تعتمد على ضجر الغرب، ويتكهن الرئيس الروسي الآن بانتصار دونالد ترامب على جو بايدن، والذي سيشكل، إن حصل، تغييراً حقيقياً في قواعد اللعبة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com