هل تفتح استعادة كيدال طريق الاستقرار في مالي؟

سيطرة الجيش المالي على مدينة كيدال الاستراتيجية، قد تمثل منعطفاً حاسماً في تعافي البلد الإفريقي الذي أنهكته أكثر من عشر سنوات من الفوضى والدمار والاقتتال، حسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وأعلن الجيش المالي أنه استعاد كيدال (1540 كيلومتراً شمال شرق باماكو) بعد 11 عاماً من فقدان السيطرة عليها، وأنه سيواصل عملياته في المدينة وما حولها "لاستعادة الأمن بالكامل".

وسلط التقرير الضوء على أهمية كيدال بالنسبة للسلطات الماليّة، ونقل عن الباحث والمحلل الأمني، سوميلا لاه، أنّ الجيش المالي لم يكن أمامه خيار سوى مهاجمة المدينة وطرد المتمردين بعد خروج قوات بعثة الأمم المتحدة "مينوسما" منها.

وأضاف المحلل: "بما أنه كان لا بد من تسليم معسكرات "مينوسما"، لم يكن أمام القوات المسلحة المالية، خيار سوى ضمان عودة هذه المعسكرات إلى الدولة، ولم يكن المتمردون يرغبون في ذلك، وتحالفوا مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لذلك كانت المواجهة حتمية".

ورأى التقرير "أن تمكن الجيش فعلاً من السيطرة على كيدال، سيكون انتصاراً كبيراً، إذ إن المدينة كانت تعتبر منذ عام 2012 شوكة في خاصرة مالي".

وقال سوميلا لاه: "بعد هذه المرحلة، أعتقد أن الشيء الأكثر أهمية هو تحديد استراتيجية تسمح للجيش بالبقاء في كيدال، وتضمن عودة الخدمات، وأن ينظر سكان المدينة لأفراد القوات المالية لا بوصفهم أعداء، بل أصدقاء وإخوة".

وتابع لاه: "استعادة المدينة تُعد مؤشراً مهماً لاستعادة المنطقة (..) أعتقد أن هذه المرحلة، إذا تم تجاوزها، يمكن تقويض استراتيجيات الجماعات المتشددة التي جعلت من المنطقة ومحيطها مركزا للجريمة المنظمة".