أبرز جرائم "الإبادة الجماعية" في التاريخ الحديث

أبرز جرائم "الإبادة الجماعية" في التاريخ الحديث

سلطت محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" في غزة، الأضواء مجددًا على جرائم مشابهة عرفها التاريخ وتحول بعضها إلى ساحات المحاكمات الدولية، لتصدر إدانات بحق عدد من المتهمين فيها.

وتاليًا أبرز الوقائع التاريخية التي صنفت بأنها تقع تحت عنوان "الإبادة الجماعية".

الهولوكوست

بدأت حقبة المحرقة اليهودية المعروفة بالهولوكوست، العام 1933، عندما استولى الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر على السلطة في ألمانيا. وانتهت هذه الحقبة، في 1945، وذلك عندما هزمت دول الحلفاء ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وبلغت عمليات الإبادة ذروتها بين أعوام 1941 و 1945.

وتقدر الأمم المتحدة ضحايا "الهولوكوست" بحوالي 4.8 مليون شخص، بينما تقدر مصادر أخرى بينها "متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة" USHMM عدد الضحايا بـ 6 ملايين شخص.

عقدت محاكمة للمتهمين في الهولوكوست في مدينة نورمبرغ الألمانية، وبعد 10 أشهر، أصدرت المحكمة 12 حكمًا بالإعدام، و7 أحكام بالسجن المؤبد، و3 أحكام بالبراءة.

البوسنة والهرسك

شنت صربيا بقيادة الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش، في بداية التسعينيات، حربًا مدمرة على البوسنة أسفرت عن قتل نحو 100 ألف شخص، غالبيتهم من المسلمين.

وبحسب الأمم المتحدة، فقد ارتكبت عمليات إعدام جماعية للرجال، واغتصاب جماعي للنساء، العام 1995، في بلدة سيربرينيتسا الواقعة في المنطقة الشرقية من البوسنة والهرسك.

أنشأت الأمم المتحدة المحكمة، العام 1993، المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، في لاهاي بهولندا، لمحاكمة مرتكبي "الإبادة الجماعية" في البوسنة (وتحديدًا في سيربرينيتسا).

وأسفرت المحاكمة عن إدانة 90 شخصًا من بين المتهمين الـ 161 شخصًا، من عرقيات الصرب، والبوشناق، والكروات.

ويعد رادوفان كاراديتش، رئيس جمهورية "صرب البوسنة" السابق، وسلوبودان ميلوسيفيتش، رئيس صربيا السابق، وراتكو ملاديتش، قائد جيش جمهورية صرب البوسنة السابق، أبرز المدانين في المحاكمة.

وقضت المحكمة الجنائية في لاهاي، في فبراير 2007، باعتبار ما حدث في سيربرنيتسا "إبادة جماعية".

رواندا

شهدت رواندا، العام 1994، سلسلة من المذابح في حرب أهلية بدأت بعد مقتل الرئيس جوفينال هابياريمانا، الذي ينتمي إلى قبيلة الهوتو، بإسقاط طائرته بهجوم صاروخي، قدر ضحاياها بأكثر من مليون شخص أغلبهم من قبيلة التوتسي.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، في سبتمبر العام 1998، حكمًا بإدانة عمدة بلدة تابا في رواندا، جان بول أكاسيو، بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية عن الأعمال التي شارك فيها وأشرف عليها.

كما أدانت أحد المشتبه بهم بارتكاب الاغتصاب باعتباره جريمة ضد الإنسانية، ولاحقت 3 من أصحاب وسائل الإعلام بتهمة التحريض على الكراهية العرقية والقتل الجماعي.

وفي المحصلة أدانت المحكمة 33 متهمًا في القضايا المرفوعة، وأصدرت بحقهم ما مجموعه 27 حكمًا.

كمبوديا

تقدر مصادر أن نحو مليوني شخص قتلوا أو ماتوا جراء التجويع والتعذيب والعمل القسري والإعدامات الجماعية في فترة حكم "الخمير الحمر" لكمبوديا، بين 1975 و1979.

وتركز الضحايا في أقلية الفيتناميين العرقية، المضطهدة من قبل الخمير الحمر.

العام 2003، وبموجب اتفاق بين الأمم المتحدة وكمبوديا، شكلت محكمة مختصة لمحاكمة كبار القادة والمسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت خلال فترة حكم نظام "الخمير الحمر"، وعرفت رسميًا باسم "الدوائر الاستثنائية في المحاكم الكمبودية".

وأصدرت المحكمة الخاصة المدعومة من الأمم المتحدة قرارها النهائي، في 22 أيلول سبتمبر 2022، بإقرار الحكم بالسجن مدى الحياة الصادر بحق خيو سامفان، رئيس النظام الشيوعي الديكتاتوري الذي يتهم بقتل نحو ربع سكان البلاد في السبعينيات من القرن الماضي.

وأُدين 3 من زعماء الخمير الحمر، بارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم أخرى.

ناميبيا

تعرض شعب "الهيريرو والناما" في ناميبيا لجرائم إبادة جماعية ارتكبت، بين عامي 1904-1908، على يد القوات الألمانية التي كانت تسيطر على المنطقة.

وتشير التقديرات إلى مقتل ما بين 24 ألفًا و100 ألف في ناميبيا خلال مذبحة هيريرو وناما، التي شنتها حينها ألمانيا القيصرية.

وفي العام 1985، صنفت الأمم المتحدة تلك الحوادث على أنها محاولة لإبادة الهيريرو والناما من جنوب غرب أفريقيا.

وفي 2004، اعترفت الحكومة الألمانية بالأحداث، ولكنها رفضت تقديم تعويضات مالية. وفي العام 2015 صوّت البرلمان الألماني على مشروع قرار يعترف بـ"الإبادة الجماعية".

ومؤخرًا، أعربت ناميبيا عن رفضها قرار ألمانيا التدخل كطرف ثالث للدفاع عن إسرائيل ودعمها أمام محكمة العدل الدولية، مذكرة ألمانيا بجرائمها القديمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com