صحف عالمية: خطاب شامل للرئيس الصيني.. وخلل في استراتيجية روسيا الحربية
NOEL CELIS

صحف عالمية: خطاب شامل للرئيس الصيني.. وخلل في استراتيجية روسيا الحربية

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الاثنين، عددا من أهم الملفات على الساحة الدولية، حيث جاء في مقدمتها "الخطاب الشامل" الذي ألقاه الزعيم الصيني شي جينبينغ، في افتتاحية المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الحاكم، واصفة إياه بأنه أصبح أكثر جرأة وتركيزًا عن الخطابات السابقة.

وعن الحرب الروسية الأوكرانية، اعتبرت صحف أن الفشل في السيطرة على سماء أوكرانيا ينم عن خلل رئيسي في استراتيجية روسيا الحربية.

خطاب أكثر جرأة

فاجأ الرئيس الصيني شي جينبينغ العالم، الأحد، بخطاب أكثر جرأة وتركيزًا على ملفات شائكة في ظل التوترات مع الولايات المتحدة؛ أبرزها الأزمة التايوانية والسباق التكنولوجي، بحسب بلومبيرغ.

وذكرت الوكالة الأمريكية أن شي (69 عامًا) قدم تقرير أعماله الذي يضم مخطط السياسة الصينية للأعوام الخمسة المقبلة في المؤتمر الذي يستمر أسبوعا، والذي من المقرر أيضًا أن يمنحه ولاية ثالثة تاريخية.

وقالت الوكالة إنه خلال خطاب استمر قرابة ساعتين، حدد شي أولويات الحزب الحاكم في كل شيء من استراتيجية "صفر كوفيد" إلى طموحاته بشأن تايوان وأهداف الاكتفاء التكنولوجي، مما جلب ردود أفعال متباينة من قبل المعنيين بالشأن الصيني.

ونقلت "بلومبيرغ" عن نيل توماس، محلل الشؤون الصينية في "مجموعة أوراسيا"، قوله إن "شي، غيّر هيكل التقرير بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة".

وأضاف: "هناك أقسام جديدة حول العلم والتعليم والأمن القومي ومجالات النظام القانوني. يعني وجود هذه الأقسام الجديدة أنها ستكون ذات أولوية أعلى".

وتابع: "التركيز الجديد على العلم والتعليم هو انعكاس لمدى مراهنة شي على الابتكار كحل لمشاكل الصين الاقتصادية واعتمادها على التكنولوجيا الغربية. أعتقد أن هذا مهم للغاية".

وقال: "الرسالة للولايات المتحدة هي أن الصين ستفعل ما تريده.. الرسالة إلى بقية العالم هي أن الصين ستظل قوية وستظل شريكًا محتملا، خاصة بالنسبة للبلدان النامية".

وقال كبير المستشارين في مركز "الدراسات الاستراتيجية والدولية" سكوت كينيدي: "لغة الخطاب تدور حول محاولة إنشاء نوع مختلف من النظام الدولي عما رأيناه منذ الحرب العالمية الثانية؛ أي نظاما تقوده الولايات المتحدة مع التركيز على الأسواق الحرة ومن خلال نظام الأمم المتحدة والتعددية والديموقراطية".

وأضاف: "يمكنك أن ترى التركيز الكامل لهذا الخطاب على الأسلوب الصيني في كل شيء، بما في ذلك السياسة الخارجية والداخلية للصين، وفي بعض النواحي، قبول حقيقة أن الولايات المتحدة والصين منافسان استراتيجيان من نوع النظام العالمي الذي يحاولون إنشاءه. ولم يتراجع شي عن ذلك على الإطلاق".

وقال أحد كبار الاقتصاديين الصينيين، بيكيان ليو: "كان هناك جزءان مهمان على المدى المتوسط، أولا، كان هناك تركيز متوازن على التنمية والأمن. وهذا يعني أن معدلات النمو لن تكون الأولوية الوحيدة والأولى في السنوات القادمة، كما أن أمن التنمية مهم أيضًا".

وأضاف: "ثانيًا، كان هناك الكثير من التركيز على التكنولوجيا والابتكار، مما يعني أنه من المرجح أن يتحول التركيز بعيدًا عن مجرد خفض المخاطر المالية وخفض نمو الديون إلى ضخ المزيد من الموارد لتطوير التكنولوجيا المتقدمة والابتكار".

كما رأى محلل آخر تحدث إلى "بلومبيرغ" أن الجانب الاقتصادي كان الأبرز في خطاب الزعيم الصيني، وقال: "من المهم أن شي كرر التأكيد على أن التنمية هي الأولوية الأولى، وأن التحديث لا يمكن أن يتحقق دون الأساس المادي.. وهذا يعني أن حجم الاقتصاد لا يزال بحاجة إلى التوسع وأن الجودة بحاجة إلى التحسين".

خلل حربي روسي

وعن الحرب الروسية الأوكرانية، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الفشل في السيطرة على سماء أوكرانيا ينم عن خلل رئيسي في استراتيجية روسيا الحربية، مشيرة إلى أنه دون التفوق الجوي، لا يمكن لموسكو وقف هجمات كييف أو استهدافها بدقة، بالاعتماد فقط على الطائرات دون طيار والصواريخ.

وذكرت الصحيفة أن الغزو الروسي "المتعثر" لأوكرانيا بالفعل يواجه تحديات عدة، بما في ذلك مشكلات من ضعف التنسيق إلى الجنود غير المحفزين، لكنها أشارت إلى أن الفشل في السيطرة على سماء أوكرانيا يعد أبرز المعضلات لروسيا.

وأوضحت الصحيفة أنه دون التفوق الجوي، لم تكن روسيا قادرة على وقف الهجمات الأوكرانية على جنودها بأنظمة "هيمارس" الأمريكية، وهي أنظمة عالية الحركة، وغيرها من الأسلحة.

وقالت إن قوات كييف استفادت من قدرة روسيا المحدودة على الرد من خلال استعادة مئات الأميال المربعة من الأراضي منذ أوائل الشهر الماضي.

وأضافت الصحيفة، في تحليل إخبارى، أن روسيا ردت مؤخرًا على نجاحات أوكرانيا في ساحة المعركة من خلال شن "هجمات مميتة" على أهداف مدنية في عموم أوكرانيا باستخدام الصواريخ والطائرات دون طيار.

ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين غربيين قولهم إنه حتى تلك الضربات تظهر ضعف استراتيجية موسكو الجوية، لأنها يجب أن تعتمد على الطائرات البعيدة بدلاً من الطائرات الموجهة، خوفًا من إسقاطها.

وقال ياكوب غانوفسكي، المحلل العسكري في مجموعة "أوريكس"، وهي شركة استشارات استخباراتية مفتوحة المصدر لتتبع الحرب: "الفشل في تحقيق التفوق الجوي هو أحد الأشياء الحاسمة التي تسببت في خسارة روسيا أكثر مزاياها في الحرب".

وأوضحت الصحيفة أنه نتيجة لضعف القوات الجوية، تعرضت القوات البرية الروسية لهجمات من الطائرات والطائرات دون طيار والمدفعية الأوكرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على عكس قتال أوكرانيا ضد القوات البرية الروسية، التي كانت منذ البداية مدعومة بشكل كبير من خلال الأسلحة الغربية المتبرع بها، اعتمد دفاعها الجوي إلى حد كبير على أنظمة الحقبة السوفيتية التي حافظت عليها.

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن المحللين: "من نواح كثيرة، يعتبر فشل روسيا في تعطيل الأنظمة أكثر بروزًا لأن موسكو تستخدم نفس المعدات، بما في ذلك صواريخ أرض-جو طويلة المدى من طراز إس – 300، أو صواريخ سام، بالإضافة إلى قاذفات بوك وتور الأصغر والأكثر قدرة على الحركة".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوكراني بارز قوله إن بلاده كانت قادرة على الحفاظ على دفاعاتها الجوية وجزء من قواتها الجوية من خلال تحريك الطائرات وأنظمة الدفاع من مواقعها الطبيعية وتشتيتها.

ونسب المسؤول الفضل إلى المخابرات الأمريكية قبل الحرب في توفير تحذير كاف لأوكرانيا لحماية معداتها. وقال إن المعلومات الاستخبارية في وقت مبكر من الغزو بشأن توقيت واتجاه الهجمات ساعدت أوكرانيا أيضًا في وضع المعدات في الأماكن التي يمكن أن تساعد فيها أكثر من غيرها.

وقالت الصحيفة: "أوكرانيا، التي لديها طائرات أقل بكثير من روسيا، تطير أيضًا بحذر وتكبدت خسائر. لكن دعمها من السكان المحليين والاستخدام المكثف للطائرات دون طيار والمخابرات الأمريكية ساعدها على تعويض افتقارها للتفوق الجوي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com