رئيس السنغال المنتخب باسيرو ديوماي فاي
رئيس السنغال المنتخب باسيرو ديوماي فايرويترز

بعد تعهد باسيرو بتنويع شراكاته.. هل يخسر الغرب نفوذه في السنغال؟

يثير وصول زعيم المعارضة في السنغال، باسيرو ديوماي فاي، إلى سُدة الحكم، تقديرات بشأن خياراته وآثارها المحتملة على نفوذ الغرب وخاصة فرنسا، التي تُعد الشريك الاقتصادي والتجاري الأول للبلاد.

وكان فاي قد تعهّد في وقت سابق بتنويع شراكات بلاده الخارجية، لكنه عاد بعد إعلان فوزه ليبعث برسائل طمأنة إلى شركاء السنغال الخارجيين قائلا: إن بلاده "ستظل الحليف الآمن والموثوق به".

وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تواجه بلاده تراجعًا كبيرًا في أفريقيا وخاصة غرب القارة وفي الساحل، محادثات هاتفية مع فاي؛ إذ هنّأه بالفوز في الانتخابات، وأعرب عن تطلّعه "للعمل معا"، دون أن يتم توضيح مجالات التعاون.

وكان فاي قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بمراجعة العقود التي أبرمتها بلاده لاستغلال ثرواتها المنجمية والمحروقات وغير ذلك؛ ما أثار مخاوف في باريس من أن ذلك قد يكون مدخلا لطرد الشركات الفرنسية.

أخبار ذات صلة
"باسيرو أم بسيرو أم بشير".. اسم رئيس السنغال الجديد يثير جدلا
الرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فاي
الرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فايرويترز

وقال المحلل السياسي السنغالي مختار أمبينغ إن: "تخوّف الغرب ليس مبررًا أبدًا، ذلك أن الرئيس الجديد لا يشترط شيئا سوى الاحترام والربح المتبادل من أجل إبرام شراكات، وأعتقد أن هذا حق للشعب السنغالي وللشعوب الأفريقية كافة، التي أصبح صوتها عاليًا ضد نهب ثرواتها واستنزاف مواردها".

وأضاف أمبينغ لـ"إرم نيوز" أن: "فرنسا مدعوّة لتعديل سياساتها بشكل يتماشى مع مصالح السنغال، إذا كانت تريد فعلا تعزيز علاقاتها مع بلادنا عليها أن تتخلّى عن خطابات الاستعلاء والوصاية على الشعوب الأفريقية".

ولم يستبعد المحلل السياسي السنغالي أن يتخذ الرئيس الجديد قرارات تُضعف حضور فرنسا والغرب عموما في بلاده، قائلا: إن "فاي ألمح إلى ذلك بالفعل، وهو قادر على فعله في ظل الالتفاف الشعبي حوله".

ومن جانبه قال المحلل السياسي الموريتاني المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد ولد الشيخ، إن: "الوضع في السنغال الآن مفتوح على كل الاحتمالات، خاصة أن الرئيس لم يُعلن بعد عن إجراءات محددة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي".

وتابع ولد الشيخ لـ"إرم نيوز" أن: "الرئيس فاي كانت نبرته حادة خلال الحملة الانتخابية، لكن هل سيُقدم على قرارات جريئة تشمل وقف التعاون مع فرنسا أو جر المئات نحو ملاحقات قضائية بسبب الفساد وغيره، هذا أمر يبقى غير مؤكد الآن، لكن المؤكد أنه قد يُراجع بالفعل شراكات السنغال مع الغرب؛ لأنه ألمح إلى ذلك، وهو أمر سيضرّ بالنفوذ الغربي في البلاد".

واستنتج أن "الغرب ليس له من خيارات في ظل التغيرات التي تعرفها القارة الأفريقية سوى مراجعة خطابه وسياساته تجاه شعوب القارة وخاصة في السنغال؛ لأن موقعها متميز، ولأنها دولة نادرة من حيث الاستقرار السياسي، وكانت استثناء؛ إذ لم تشهد انقلابات عسكرية رغم أن محيطها الإقليمي عرف العديد من المغامرات".

أخبار ذات صلة
من هو ديوماي فاي رئيس السنغال الجديد؟

لكن المحلل السياسي الفرنسي جيروم بونيه رأى أن "النفوذ الغربي في تراجع في القارة، لكن هذا لن ينطبق على السنغال؛ لأن رئيسها الجديد شعبوي، لكن لا أعتقد أنه سيجرؤ على المساس بمصالح بلاده الاقتصادية، فهي الرابح الأول من التعاون المكثّف مثلا مع فرنسا".

وزاد بونيه قائلا لـ"إرم نيوز" أن: "الدبلوماسيين الغربيين أيضا كانوا أذكياء في تعاطيهم مع تطورات الوضع في السنغال، فهم تابعوا مسار الانتخابات المثير للجدل لحظة بلحظة، ثم لم يتردّدوا في تهنئة الفائز الرئيس فاي، وهذا في حدّ ذاته فيه احترام كبير للسنغال".

وتابع: "أعتقد أن هناك مبالغة في الحديث عن ضرورة احترام سيادة السنغال أو بقية دول القارة؛ لأن القوى الغربية عموما وخاصة فرنسا لم تتدخّل في هذا المسار الانتخابي، بل اكتفت بمراقبته ومراقبة آثاره على مصالحها وعلاقاتها".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com