قوات فرنسية تغادر النيجر
قوات فرنسية تغادر النيجر AFP

الساحل الأفريقي.. هل تنجح "القوة المشتركة" فيما فشلت فيه فرنسا؟

أعلن قادة جيوش النيجر ومالي وبوركينا فاسو، المنضوية في إطار تحالف دول الساحل، في نيامي عن تشكيل قوة مشتركة لمحاربة التنظيمات المتطرفة التي تشن هجمات في الدول الثلاث المحكومة من أنظمة عسكرية.

ويثير هذا الإعلان تساؤلات عدة حول قدرة القوة الجديدة على تحقيق تقدم في مواجهة التنظيمات المتطرفة التي لم تنجح فرنسا فيها منذ إطلاق عملية برخان عام 2013 في الحد من نفوذها.

وقال الخبير العسكري المالي أمادو ديالو إن: "تحقيق نتائج على الأرض ضد التنظيمات المتطرفة سيكون مرهوناً بالحصول على معدات عسكرية متطورة وتنسيق استخباري قوي وهي أمور أعتقد أنها حاضرة اليوم من خلال التعاون مع شركاء جدد مثل روسيا".

أخبار ذات صلة
مشروع تحالف دول الساحل.. هل يعيد التاريخ نفسه؟

قادر على التقدم

وأضاف ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز" أن: "المشكلة اليوم ليس في القوات بل في ما تملكه من معدات مثل الطائرات المسيرة والمدرعات وغيرها وهي معدات أصبح بإمكان الجماعات المتشددة الحصول عليها بعكس الجيوش النظامية التي تواجه عقوبات إقليمية وغير ذلك من التحديات".

وأكد أنه "في ظل الدعم الذي تقدمه روسيا أعتقد أن التحالف الجديد قادر على تحقيق تقدم ميداني في مواجهة الجماعات المسلحة كما حدث في مالي عندما سقطت مدينة كيدال بيد الجيش".

ومن جانبه قال المحلل السياسي النيجري محمد الحاج عثمان: "مما لا شك فيه أن التحالف الجديد سيمكن الجيوش الوطنية في الساحل الإفريقي من تحقيق مكاسب ميدانية في مواجهة الجماعات المسلحة لعدة اعتبارات أولها أننا في السابق كنا بحاجة إلى تمويلات كافية لدعم جيوشنا وهذا أمر لم يكن موجود حيث كانت فرنسا تركز فقط على استعراض عضلاتها باستهداف قادة بارزين بينما كانت الجماعات المسلحة قادرة على تجديد تلك القيادات وتعبئة مجندين جدد".

ثمن الدعم العسكري

وتابع الحاج عثمان لـ "إرم نيوز" أن: "المؤكد أن المساعدات العسكرية من الروس لن تكون دون مقابل حيث ستكون على حساب استثمارات لاستغلال الرواسب المعدنية والثروات الطبيعية لكن المهم أن المبدأ هو رابح – رابح عكس ما كان موجود مع فرنسا، الآن نحن نريد الأمن والاستقرار وتوفير وظائف وطبعا الطرف المقابل سيستفيد هو الآخر".

وتنشط عدة جماعات مسلحة في منطقة الساحل الإفريقي وغرب إفريقيا منها تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وأيضا جماعات انفصالية مثل الطوارق في مالي.

أخبار ذات صلة
فرنسا تجني عواقب فشل عقود من التدخل في إفريقيا

تفاؤل مبالغ فيه

وقال المحلل السياسي الفرنسي جيروم بونيه: "هناك تفاؤل مبالغ فيه تجاه التحالف العسكري الجديد في الساحل الإفريقي رغم أنه من حق هذه الدول إقامة تحالف مع من تريد ومتى تريد فهي تمارس سيادتها بشكل حر".

وأوضح بونيه لـ "إرم نيوز" أن: "فرنسا قدمت الكثير في مواجهة الجماعات المسلحة في الساحل الأفريقي وفقدت العديد من أبنائها في دول مثل مالي والنيجر وبوركينافاسو وقضت على وجوه بارزة، لكن هل التحالف الجديد سيحقق نفس النتائج؟ لا أعتقد هو فقط محاولة توفير غطاء للتدخل الروسي في الساحل الأفريقي، فحتى التهديدات الأمنية تراجعت بشكل ملحوظ ومع ذلك يتم الاستعانة بمرتزقة جماعة فاغنر شبه العسكرية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com