المشاركون في القمة
المشاركون في القمة(وسائل إعلام نيجيرية)

غضب أفريقي بسبب استثناء القارة من تحالفات محاربة التطرف

تحولت القمة الأفريقية رفيعة المستوى لـ"مكافحة الإرهاب" في العاصمة النيجيرية أبوجا، إلى ما يشبه "المحاكمة لتخاذل المجموعة الدولية" عن دعم الأفارقة بما يكفي لمحاربة التطرف.

واستهجنت مفوضية الاتحاد الأفريقي برئاسة موسى فقي، تجاهل الأمم المتحدة إنشاء تحالفات لـ"مكافحة الإرهاب" في القارة مثلما هو شائع في مناطق أخرى من العالم.

ونظّم الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، بدعم من مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، هذه القمة بحضور ضيوف من بينهم رئيسا غانا وتوغو، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

وتمحورت القمة التي اختتمت مساء الثلاثاء، حول موضوع "تعزيز التعاون الإقليمي وبناء المؤسسات لمواجهة تهديد الإرهاب المتطور"، وسعت إلى معالجة "التهديدات الحالية والوقاية وبناء القدرات والتعاون الدولي بهدف إعادة تشكيل الرد الجماعي للمجتمع الدولي على الإرهاب في أفريقيا".

ومع اتساع رقعة هذه الظاهرة في منطقة الساحل في السنوات الأخيرة، صرح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد قائلا: "لا يمكننا أن نفهم أن بعثات الأمم المتحدة تواصل استيعاب مليارات الدولارات كل عام، وتنتج نتائج متواضعة للغاية وأن الدول الأفريقية لا تُمنح الحد الأدنى من الموارد لمواجهة الانتشار المأساوي للإرهاب".

وأعلن فقي ترحيبه بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2719 بشأن بعثات السلام بقيادة أفريقية، والذي تم اعتماده في ديسمبر 2023، لكنه أضاف "لا يمكننا أن نفهم أنه في أماكن أخرى من العالم، تم إنشاء تحالفات لمحاربة الإرهاب وأن هناك تحالفات مماثلة".

أخبار ذات صلة
كيف يؤثر تعليق النيجر علاقاتها العسكرية مع واشنطن على الساحل الأفريقي؟

ولم تُبذل الجهود، على الأقل، في واحدة من المناطق الخمس في أفريقيا، حيث تدمر هذه الظاهرة حياة البشر والبنى التحتية والمؤسسات، وفق فقي.

وحذر المسؤول الأفريقي أيضًا من أن "هذا المؤتمر قد يخطئ هدفه إذا صمت عن هذه الأسئلة"، مطالبًا بتبني نموذج جديد لتمويل الحرب "ضد الإرهاب"، ومشاركة أكبر للمؤسسات الأفريقية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني.

وردّ وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، ضمنيًّا خلال القمة، التي حضرها 4 رؤساء و10 وزراء و8 مستشارين للأمن القومي من 29 دولة أفريقية عضو، مؤكدًا حث الهيئة الدول الأعضاء على توفير الموارد لعشر من مبادرات الأمم المتحدة الرائدة في أفريقيا.

وقال فورونكوف، إن "الإرهاب يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين، لا سيما في أفريقيا حيث يكون تأثيره واضحًا للغاية، فقد حققت داعش والقاعدة والجماعات التابعة لهما بعض المكاسب المهمة في منطقة الساحل وتتحرك جنوبًا نحو خليج غينيا".

أما في جنوب ووسط أفريقيا، لا تزال الجماعات المرتبطة بتنظيم "داعش" تشكل مصدر قلق، لا سيما في شمال موزمبيق على الرغم من الجهود الإقليمية الناجحة لـ"مكافحة الإرهاب".

وفي شرق أفريقيا، تشكل حركة الشباب في الصومال تهديدًا مع تكبيدها الدولة الكثير من الخسائر، في حين يعتبر السودان نقطة عبور للمقاتلين المسافرين إلى ليبيا والقرن الأفريقي ومنطقة الساحل.

بدوره، دعا الرئيس النيجيري، إلى إنشاء قوة احتياطية إقليمية تشمل مهمتها "التصدي للإرهاب"، مطالبًا أيضًا بتشكيل مركز إقليمي لمكافحة الظاهرة.

وحث أفريقيا على "اتخاذ نهج شامل لمكافحة الإرهاب، ليس فقط من خلال القوة ولكن من خلال معالجة الأسباب الجذرية لهذه الآفة التي تشمل الفقر وعدم المساواة والظلم الاجتماعي".

وقال الرئيس النيجيري، إن "هناك حاجة إلى بذل جهود أكبر لوقف انتشار الأسلحة"

بدورها، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، إن "منطقة الساحل تمثل نصف الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم".

وتُحصي مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال العام الماضي، ارتفاع عدد الهجمات اليومية التي تشنها الجماعات المتطرفة في أفريقيا إلى ثمانٍ تسفر عن 44 حالة وفاة، ارتفاعًا من أربع هجمات و18 حالة وفاة يوميًّا بين عامي 2017 و2021، فيما قتل 7 آلاف مدني و4 آلاف عسكري العام الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com