سفينة إنقاذ على متنها مهاجرون
سفينة إنقاذ على متنها مهاجرونرويترز

وسط ظروف مميتة.. ازدياد معدلات الهجرة من أفريقيا

رصد مركز دراسات متخصص، مسارات الهجرة المتوقعة في أفريقيا خلال العام الجاري 2024، وأسباب ازدياد أعداد المهاجرين، إلى جانب المخاطر التي تحيط بهم؛ إذ تواجههم ظروف مميتة.

وعلى الرغم من أن الهجرة غير النظامية تشكل مصدرًا حيويًّا للعمالة في البلدان المستقبلة لها، إلا أنها لا تزال تشكل مخاطر غير عادية.

ووفقًا لتقرير مركز الدراسات الإستراتيجية لأفريقيا، المتخصص في الشؤون الأفريقية، فإن الفرص الاقتصادية المحدودة، والصراعات، والأعداد المتزايدة من الشباب، وتغير المناخ، هي العوامل الرئيسة التي دفعت حوالي مليون مهاجر جديد في العام الماضي.

وتضاف هذه الأرقام إلى ما يقدّر بنحو 43 مليون مهاجر أفريقي في المجموع. وتبقى غالبية هؤلاء المهاجرين، ومعظمهم من الشباب والعازبين، في القارة بحثًا عن فرص عمل في المراكز الحضرية.

ولا تزال أفريقيا تشهد نموًا سكانيًّا أكبر من أي منطقة أخرى. كما أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان أفريقيا من 1.2 مليار إلى 2.5 مليار نسمة في عام 2050، مع انضمام ما بين 10 إلى 12 مليون شاب أفريقي إلى القوى العاملة كل عام.

أخبار ذات صلة
الحرب والمناخ يهددان بتحويل أفريقيا إلى مركز للأزمات الإنسانية

تغير المناخ والهجرة

ووفقًا للتقرير، "فإن تغير المناخ أدى إلى انخفاض نمو الإنتاجية الزراعية بنسبة 34% في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، منذ العام 1961؛ ما يسهم في انعدام الأمن الغذائي غير المسبوق في القارة، خلال السنوات الأخيرة".

ومن المتوقع أن يكون تغير المناخ مسؤولاً عمّا يقرب من 10% من إجمالي الهجرة عبر الحدود في أفريقيا بحلول منتصف القرن، ويعود هذا الوضع - إلى حد كبير- إلى تفاقم الفيضانات والجفاف والعواصف، بحسب التقرير.

وأضاف: "قد تشهد منطقة الجنوب الأفريقي أكبر زيادة في التنقل عبر الحدود في أفريقيا، بسبب آثار تغير المناخ، حيث من المحتمل أن يسافر ما بين 200 ألف إلى 800 ألف شخص إلى دولة مجاورة بحلول عام 2050".

ولا تفيد الهجرة البلدان المضيفة فحسب من خلال تلبية احتياجات العمل، بل أيضًا بلدان المنشأ من خلال التحويلات المالية التي تسهم في استقرار دخل الأسر في الاقتصادات الهشة، وتحسين الأمن الغذائي، والحصول على التعليم.

وزادت التحويلات المالية إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بشكل مطّرد، وأصبحت مصدرَا موثوقًا للدعم.

ومن المتوقع أن ترتفع التحويلات المالية إلى أفريقيا بنسبة 3.7% في عام 2024.

طرق الهجرة غير النظامية

الطريق الشرقي، ويوصف بأنه أحد أكثر ممرات الهجرة ازدحامًا وخطورة في العالم، ويستخدمه مئات الآلاف من الأشخاص كل عام، معظمهم من إثيوبيا، وإريتريا، والصومال.

وغادر حوالي 300 ألف مهاجر إثيوبي إلى سواحل جيبوتي والصومال خلال العام 2023. ووصل أكثر من 93500 مهاجر من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال هذه الفترة، بزيادة قدرها 26٪ مقارنة بالعام السابق.

ومن المتوقع أن تزداد تدفقات الهجرة على طول هذا الطريق في عام 2024.

الطريق الجنوبي، وهو طريق لا يجذب القدر نفسه من الاهتمام مثل طرق الهجرة غير النظامية الأخرى في القارة. ويمتد على طول الساحل الشرقي لأفريقيا باتجاه جنوب أفريقيا عبر كينيا وتنزانيا.

ومع ذلك، فإن التقارير الدورية عن وفاة المهاجرين في ظهور الشاحنات أو حاويات الشحن هي تذكير بالظروف القاتمة التي يعيشها الكثيرون.

وتشير التقديرات إلى أن 65 ألف شخص سلكوا الطريق الجنوبي في العام 2023، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع في عام 2024.

وهناك تقارير متزايدة عن أشكال مختلفة من العنف: الإساءة، والتعذيب، والاعتداء الجسدي، والإساءة النفسية والعاطفية، والعنف الجنسي، التي يرتكبها المهربون والجهات الفاعلة الأخرى على طول هذا الطريق.

أخبار ذات صلة
"تقييد" قانون الهجرة الفرنسي بعد رقابة دستورية

طرق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي إلى أوروبا

وحظيت الطرق البحرية المؤدية إلى السواحل الأوروبية بأكبر قدر من الاهتمام؛ إذ تقوم دورية الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، فرونتكس، بجمع البيانات حول المعابر الحدودية التي تم اعتراضها منذ العام 2009.

وفي المجموع، خضع 1.37 مليون مواطن أفريقي لطلبات اللجوء على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.

وعلى الرغم من أنهم لا يمثلون سوى أقلية من الأشخاص الذين يحاولون عبور حدود الاتحاد الأوروبي بشكل غير قانوني، إلا أن عدد المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين ارتفع ببطء في السنوات الأخيرة.

وارتفع العدد السنوي لوفيات المهاجرين المسجلة في السنوات الأخيرة، مع تقديرات تصل إلى 4300 في العام 2023.

أخبار ذات صلة
مصرع قاصرين تونسيين في حاوية تبريد أثناء محاولتهما الهجرة

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com