روسيا تخطط لـ"مسار عسكري جديد" بأوكرانيا.. والإحالات الجنائية لترامب "لا قيمة لها"

روسيا تخطط لـ"مسار عسكري جديد" بأوكرانيا.. والإحالات الجنائية لترامب "لا قيمة لها"

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الأحد، الضوء على ما اعتبرته "مسار عمل عسكري جديدًا" تخطط روسيا لتنفيذه خلال الفترة المقبلة، وسط تقارير تتحدث عن "غزو روسي" جديد من بيلاروسيا.

كما تناولت الصحف تقارير أخرى تفيد بأن الإحالات الجنائية بحق الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى وزارة العدل، والتي تحث على محاكمته "لا قيمة لها". وتطرقت الصحف للشأن الصيني، وقالت إن انتشار متحور "أوميكرون" وتزايد عدد الوفيات، بمثابة "جرس إنذار لدول العالم.

خطط روسية خطيرة.. وبودار حرب أهلية

نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن مركز أبحاث بارز قوله إن موسكو تضع الآن الرتوش الأخيرة على "مسار عسكري جديد أكثر خطورة"، مشيرًا إلى أن زيادة عدد القوات الروسية في بيلاروسيا "هو جزء من خطة الكرملين لتهيئة الظروف لتجديد غزو شمال أوكرانيا ربما يستهدف كييف".

وقالت المجلة إن التقييم الذي أجراه "معهد دراسة الحرب"، ومقره واشنطن، يأتي في الوقت الذي صرحت فيه المعارضة البيلاروسية في المنفى لـ"نيوزويك" بأن محاولات إشراك مينسك بشكل أكبر في الحرب الأوكرانية "ستقابل بالمقاومة والتخريب".

موسكو تضع الآن الرتوش الأخيرة على "مسار عسكري جديد أكثر خطورة"، كما إن زيادة عدد القوات الروسية في بيلاروسيا هو جزء من خطة الكرملين لتهيئة الظروف لتجديد غزو شمال أوكرانيا.
معهد دراسة الحرب

كما يأتي التقييم الأمريكي بعدما قللت المخابرات الغربية الأيام الأخيرة من احتمالية شن روسيا هجومًا جديدًا على أوكرانيا من بيلاروسيا، حيث استخدمت الأخيرة كنقطة انطلاق للغزو الروسي الأولي في فبراير الماضي.

وذكر معهد الأبحاث الأمريكي، وفقًا للمجلة، أن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو - الذي يعتمد على نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، للبقاء في السلطة - كان يختبر الاستعداد القتالي لقوات بلاده في الأيام الأخيرة؛ ما أثار شكوكًا جديدة وربما "جدية هذه المرة" من احتمال شن هجوم متجدد على أوكرانيا.

وكان الزعيمان التقيا في مينسك الأسبوع الماضي؛ ما أثار مخاوف في الغرب من أن بوتين سيضغط على لوكاشينكو للمشاركة بشكل مباشر في الحرب، خاصة وأن الجنود والمعدات العسكرية الروسية يتجمعون بالقرب من الحدود البيلاروسية مع أوكرانيا.

وأضاف المعهد في تقييمه أن موسكو كانت تبحث في "مسار عمل عسكري جديد أكثر خطورة"  منذ أكتوبر الماضي، وأنه من المرجح أن يشير الحشد الروسي في بيلاروسيا إلى خطط لـ"هجوم متجدد" بدلاً من التحرك إلى تدريب القوات.

قللت المخابرات الغربية في الأيام الأخيرة من احتمالية شن روسيا هجومًا جديدًا على أوكرانيا من بيلاروسيا، حيث استخدمت الأخيرة كنقطة انطلاق للغزو الروسي.

ومن المقرر أن يلتقي بوتين مع لوكاشينكو في مدينة سان بطرسبرغ الروسية يومي الـ26 والـ27 من ديسمبر الجاري، إذ قال "معهد دراسة الحرب" إنه من المتوقع أن تؤدي هذه المحادثات إلى "دفع العملية الإعلامية الروسية حول مسار العمل الجديد حتى لو لم تدعم بشكل مباشر الاستعدادات لها".

وفي هذا الشأن، نقلت المجلة عن فراناك فياشوركا، كبير المستشارين السياسيين لزعيمة المعارضة البيلاروسية، سفياتلانا تسيخانوسكايا، المقيمة في بولندا، قوله إن "فرصة المشاركة المباشرة لبيلاروسيا في غزو بوتين لا تزال منخفضة للغاية".

وأضاف فياشوركا للمجلة "إن لوكاشينكو سيواصل توفير المطارات والمستشفيات والأراضي والمعلومات الاستخباراتية والدعم السياسي لروسيا، لكنه سيفعل كل ما في وسعه لتجنب التدخل المباشر للقوات البيلاروسية."

فرصة المشاركة المباشرة لبيلاروسيا في غزو بوتين لا تزال منخفضة للغاية".
فراناك فياشوركا، كبير المستشارين السياسيين لزعيمة المعارضة

في غضون ذلك، زعمت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، أن الجيش الروسي و"جهاز الأمن الفدرالي الروسي" أصبحا على شفا "حرب أهلية" مع تصاعد التوترات بشأن أزمة "توزيع" الإمدادات العسكرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الروسي يعاني مشكلات لوجستية تؤثر بشكل خطير على قدرته على تجهيز وإمداد قواته في الخطوط الأمامية، إذ ظهرت تقارير عدة عن نقص حاد في الذخيرة والطعام والملابس الشتوية للجنود.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، نشر الجنود الروس الغاضبون مقاطع فيديو مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالبوا بوتين بحل أزمة اللوجستيات المتعثرة. وقالت الصحيفة إن القوات العسكرية والأمنية الروسية متورطة في معركة شرسة على الإمدادات، والتي تهدد بتمزيق الجيش.

ونقلت الصحيفة عن "مركز المقاومة الأوكراني" زعمه أن التوترات بين الجهتين قد وصلت إلى "نقطة الغليان" بشأن توزيع الإمدادات، مشيرًا إلى أن "جهاز الأمن الفدرالي" و"الحرس الوطني" الروسيين كانا يحصلان على أول اختيارات للمعدات العسكرية الحيوية، بما في ذلك أفضل المركبات، بينما تذهب الإمدادات المتبقية للجيش.

وعلى سبيل المثال، قال المركز الأوكراني إن "القوات الأمنية الروسية والجيش على خلاف في منطقة خيرسون بسبب عدم كفاية الدعم المادي. مثل هذا الوضع يخفض الروح المعنوية للروس على الضفة اليسرى للمنطقة التي انسحبوا منها الشهر الماضي."

الجيش الروسي و"جهاز الأمن الفدرالي الروسي" أصبحا على شفا "حرب أهلية" مع تصاعد التوترات بشأن أزمة "توزيع" الإمدادات العسكرية.
ديلي إكسبريس

الإحالات الجنائية لترامب "لا قيمة لها"

وفي هذا الصدد، نقلت شبكة "سي. إن. إن." عن أحد محامي دونالد ترامب قوله إن الإحالات الجنائية التي أوصت بها اللجنة المكلفة بالتحقيق في أحداث "6 يناير" إلى وزارة العدل، والتي تحث على محاكمة الرئيس الأمريكي السابق "لا قيمة لها".

وقال تيم بارلاتور للشبكة الإخبارية "إن الإحالة بحد ذاتها لا قيمة لها إلى حد كبير. ليس على وزارة العدل أن تتبعها. هناك تحقيق حالي كنا نتعامل معه منذ بعض الوقت. إن الخطوة تسيّس العملية فقط."

وكان بارلاتور يتحدث عن الإحالات الجنائية غير المسبوقة التي أرسلتها "لجنة 6 يناير" - التي تضم مشرعين من الحزبين للتحقيق في هجوم أنصار ترامب على مبنى الكونغرس - إلى وزارة العدل، الإثنين الماضي. وصادقت اللجنة على أن ترامب مذنب بأربع جرائم فدرالية على الأقل، بما في ذلك التآمر وعرقلة جلسة للكونغرس.

وكانت لجنة "6 يناير" المختارة في مجلس النواب – التي نشرت  تقريرها النهائي، الخميس - أوصت بأن تحقق وزارة العدل مع ترامب في تهم بـ"التحريض على العصيان"، و"التآمر للاحتيال على الولايات المتحدة"، و"التآمر للإدلاء ببيان كاذب وعرقلة إجراء رسمي".

الإحالات الجنائية التي أوصت بها اللجنة المكلفة بالتحقيق في أحداث "6 يناير" إلى وزارة العدل، والتي تحث على محاكمة الرئيس الأمريكي السابق "لا قيمة لها".
أحد محامي ترامب

ونفى ترامب ارتكاب أي مخالفات. ويشرف على التحقيقات المحامي الخاص، جاك سميث، وهو مدع عام مخضرم تم تكليفه بتحديد ما إذا كانت هناك أدلة كافية على أن ترامب انتهك القانون وما إذا كانت الملاحقة القضائية مناسبة.

ووفقًا لتقرير الشبكة الإخبارية، لم يكن لدى وزارة العدل أي تعليق على إصدار التقرير أو ما الذي سيفعله المدعون بالمعلومات، إذا كان هناك أي شيء. ونقلت عن المدعي العام، ميريك غارلاند، قوله إن المدعين شاهدوا كل جلسة من جلسات الاستماع التي أذاعها التلفزيون على نطاق واسع والتي عقدتها اللجنة وأجروا مقابلات مع العديد من الشهود أنفسهم.

على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن بعض الجمهوريين يتخذون خطوات نحو دخول الانتخابات الرئاسية التمهيدية لعام 2024 ضد ترامب، مشيرة إلى أن أفعالهم تعكس إحساسًا متزايدًا في الحزب الجمهوري بأن الرئيس السابق "بعيد كل البعد عن أن يكون مرشحًا لا مفر منه".

ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء الحزب قوله إن حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، قد أعاد للتو تشغيل إعلاناته على "غوغل" و"فيسبوك"، مستهدفًا جمهورًا وطنيًّا قبل جلسة تشريعية للولاية يعتقد أنها ستسلط الضوء على الأسباب التي ستساعده في الانتخابات التمهيدية الرئاسية.

المنافسون الجمهوريون المحتملون لترامب قد كثفوا مناوراتهم استعدادًا لعام 2024؛ ما يعكس إحساسًا متزايدًا في الحزب بأن الرئيس السابق بات بعيدًا عن كونه المرشح الحتمي بعد انتخابات التجديد النصفي.
واشنطن بوست

ووفقًا لتقرير الصحيفة، تواصل فريق وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، مع الموظفين المحتملين في الولايات التي يجرى فيها الانتخابات التمهيدية المبكرة. كما يتطلع نائب الرئيس السابق، مايك بنس، إلى إضافة مساعدين لجمع التبرعات. ويتواصل حاكم أركنساس، آسا هاتشينسون، أيضاً مع المتبرعين لتمويل "ترشح محتمل له".

وقالت الصحيفة الأمريكية إن المنافسين الجمهوريين المحتملين لترامب قد كثفوا مناوراتهم استعدادًا لعام 2024، ما يعكس إحساسًا متزايدًا في الحزب بأن الرئيس السابق بات بعيدًا عن كونه المرشح الحتمي بعد انتخابات التجديد النصفي التي ألقى فيها باللوم على العديد من مشكلات الحزب.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إنه حتى الآن، يعد ترامب المرشح الرئيس الوحيد الذي أعلن رسميًّا عن عرضه لخوض السباق الرئاسي في 2024، لكنها أشارت إلى أنه خلف الكواليس، تضع الشخصيات الجمهورية الرئيسة الأسس لحملات محتملة.

"أوميكرون الصيني".. جرس إنذار لدول العالم

من ناحية أخرى، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن متحور فيروس كورونا الأكثر انتشارًا في الصين في الوقت الحالي، "أوميكرون"، بمثابة جرس إنذار لدول العالم لمعرفة مدى خطورة هذه السلالة "المميتة".

وذكرت الصحيفة أن الانتشار السريع لفيروس كورونا في الصين قد أدى إلى ظهور تقارير عن ازدحام المستشفيات وإغراق محارق الوفيات، مشيرة إلى أن متحور "أوميكرون" المتفشي حاليًّا في البلاد يختلف تمامًا عن السلالات المنتشرة من المتحور ذاته في مختلف أنحاء العالم.

وقالت الصحيفة إن متحور "أوميكرون" قد انتشر بسرعة في الصين بعد أن خفف المسؤولون من ضوابط الفيروس الصارمة (صفر كوفيد)، إذ قال الموظفون إن أدوية الحمى قد نفدت من الصيدليات، وإن المستشفيات تعاني من الإجهاد.

متحور "أوميكرون" المتفشي حاليًّا في الصين يختلف تمامًا عن السلالات المنتشرة من المتحور ذاته في مختلف أنحاء العالم.
وول ستريت جورنال

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من أن المسؤولين الصينيين قد أبلغوا عن "ارتفاع متواضع" في حالات الإصابة والوفيات الناتجة عن الفيروس التاجي، إلا أن بعض خبراء الصحة العامة وأقارب المتوفين يشتبهون في ارتفاع حصيلة الضحايا.

وقالت الصحيفة إن بعض الدراسات قد خلصت إلى أن متحور "أوميكرون" يعتبر أخف حدة من المتحورات السابقة لفيروس كورونا، مشيرة إلى أنه في البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، تترجم المستويات العالية من العدوى التي يغذيها المتحور إلى مرض أقل حدة مقارنة بالموجات السابقة.

وأضافت الصحيفة أنه في المقابل، قال خبراء الصحة العامة إن اللقاحات المضادة للفيروس بالإضافة إلى الإصابات السابقة، قد عززت الأجهزة المناعية في البلاد من مختلف أنحاء العالم؛ ما قلل من مخاطر دخول المستشفى والوفاة مع استمرار الوباء.

المسؤولون الصينيون أبلغوا عن "ارتفاع متواضع" في حالات الإصابة والوفيات الناتجة عن الفيروس التاجي، إلا أن بعض خبراء الصحة العامة وأقارب المتوفين يشتبهون في ارتفاع حصيلة الضحايا.
وول ستريت جورنال

ونقلت الصحيفة عن خبراء الصحة العامة قولهم إن الصين تتعامل مع متحور "أوميكرون" مع تعرض أقل للفيروس وانخفاض معدلات التطعيم بين كبار السن، مشيرين إلى أن تتبع تأثير المتحور في الصين سيكون تحديًا لأن الوفيات غير المحسوبة يمكن أن تحجب قوتها وتعمي السكان عن الخطر الكامل.

وأشارت الأبحاث التي أجريت على الخلايا البشرية والحيوانات إلى أن "أوميكرون" قد لا يتسلل بعمق إلى الرئتين مثل أسلافه؛ ما قد يؤدي إلى مرض أقل حدة. ونقلت عن الخبراء قولهم "هذا هو السبب في أنك قد تصاب بمزيد من العدوى ومرض أقل حدة"، لكنهم حذروا أن نتائج الحيوانات قد لا تنطبق على الأشخاص.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com