مناظرة بين بايدن وترامب في انتخابات 2020
مناظرة بين بايدن وترامب في انتخابات 2020أ ف ب

ترامب أم بايدن.. من الأقرب للفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

توقع مراقبون للشأن الأمريكي منافسة شديدة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وغريمه الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في نوفمبر المقبل، مشيرين إلى أن بقاء ثنائية بايدن ترامب، متسيدة الساحة السياسية الأمريكية للدورة الانتخابية الثانية على التوالي، تظهر حجم الخلل في الحياة السياسية الأمريكية.

وبات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قاب قوسين أو أدنى من الفوز بترشيح الجمهوريين بعد تغلبه على منافسته "الضعيفة" نيكي هيلي، التي لم تستطع الفوز قبيل الثلاثاء الكبير سوى في ولاية واشنطن، والتي تمتاز بثقلها الديمقراطي انتخابيًّا.

ووسط توقعه بميل الميزان الانتخابي لصالح بايدن، أشار عميد كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية، الدكتور حسن المومني، إلى أن المنافسة ستكون محتدمة بين بايدن وترامب، لكن الأول يملك أفضلية نسبية كون البلاد لا تعاني في الوقت الحاضر من مشاكل اقتصادية أو اجتماعية جوهرية على عكس ما كان عليه الحال في أواخر ولاية الرئيس ترامب، ولا سيما في ما يتعلق بجائحة كورونا وتأثيرها الاقتصادي على البلاد.

وقال المومني لـ"إرم نيوز"، إن ما تتميز به السياسة الأمريكية من ديناميكية يجعل حدوث أي مفاجأة قبل الانتخابات أمرًا ممكنا إن كان لصالح بايدن أو ترامب، فعلى سبيل المثال، إن التوصل لأي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة سيكون له أثر إيجابي على حظوظ بايدن الانتخابية، أضف إلى ذلك التأييد الخارجي الذي يحظى به بايدن؛ فأغلب الدول تفضل التعامل معه على التعامل مع دونالد ترامب.

ثنائية ترامب بايدن

أ ف ب

وقبيل ساعات من الثلاثاء الكبير، الذي يسعى خلاله ترامب لحسم أمر ترشيحه الحزبي على حساب منافسته نيكي هيلي، ألغت المحكمة العليا الأمريكية بالإجماع حكم محكمة كولورادو القاضي بعدم أهلية دونالد ترامب للترشح للانتخابات الجمهورية التمهيدية، على خلفية تورطه المفترض في الهجوم على الكابيتول في السادس من يناير 2021، وهو ما يمثل دفعة للمليادير الطامح في الوصول للمرة الثانية إلى البيت الأبيض.

وبيّن المومني، أن انتصار ترامب في ترشيح حزبه الجمهوري يثبت مقدار ما يتمتع به من شعبية وبقاءه متسيدا للحياة السياسية الجمهورية على مدار أكثر من 8 سنوات؛ بسبب عدم قدرة الحزب الجمهوري على إفراز منافس قوي له.

وأضاف المومني، في المقابل نرى الديمقراطيين هم أيضا لم يستطيعوا تقديم منافس قوي لبايدن، الرئيس الذي تجاوز عمره الواحد والثمانين عاما، وهو ما يدلل على وجود خلل في الحياة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية.

أربع سنوات يرى فيها جيلا

أ ف ب

رغم فارق الأربع سنوات بين عمر الرئيس جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب، إلا أن الأخير يرى بتلك السنوات جيلا كاملا، ما يدفعه لاتهام بايدن بالخرف تارة، وتارة أخرى بعدم القدرة حتى على المشي أو صعود سلم الطائرة.

وكانت آخر فصول السخرية التي أجاد ترامب ممارستها ضد خصومه الديمقراطيين وحتى الجمهوريين، دعوته الرئيس بايدن إلى إجراء اختبار معرفي قبل تقدمه للترشح للانتخابات الرئاسية، قائلا على منصته "تروث سوشال": "يجب على المحتال جو بايدن أن يخضع لاختبار معرفي. ربما بهذه الطريقة سنتمكن من معرفة سبب اتخاذه مثل هذه القرارات المريعة".

الاعتماد على السخرية لمواجهة الخصوم هو سلاح يجيد ترامب استثماره من أجل حصد مزيد من التأييد.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور الحارث الحلالمة، في تصريحه لـ"إرم نيوز"، أن ترامب بالفعل هو الأقرب للفوز من بايدن، ما لم تحصل مفاجآت في سياسة بايدن الخارجية في العديد من الملفات الهامة والمؤثرة في المزاج الانتخابي للناخب الأمريكي، وأهمها أن يقدم بايدن ما يقنع الشارع فيما يتعلق بتعاطيه مع ملف الهجرة، بالإضافة لملف حرب غزة، ومحاولة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، والخروج من الحرب بحلول تكون للولايات المتحدة اليد العليا فيها.

ملفات مؤثرة

أ ف ب

وقال الحلالمة، إن هناك عدة ملفات مؤثرة سيكون لها التأثير المباشر على الناخبين الأمريكيين، أبرزها الملف الاقتصادي، فاقتصاديًّا يرتهن المزاج الانتخابي بالوضع الاقتصادي للبلاد؛ فإذا كانت البلاد في أوضاع اقتصادية جيدة يتم انتخاب الحزب الحاكم، أما إذا كانت سيئة يتم اختيار الحزب المعارض، وهذا ما يميز بايدن على حساب ترامب، على اعتبار أنه استطاع تخفيف آثار جائحة كوفيد 19 الاقتصادية، فهناك مؤشرات جيدة إلى حد ما من حيث ازدياد معدلات النمو، ونقص معدلات البطالة.

أضاف الحلالمة، أن هناك ملفات كبيرة ربما تعطي أهمية للمزاج الانتخابي لترامب على حساب بايدن، وهي ملف الهجرة؛ فترامب مع التشدد في هذه الملف باتباع سياسة إغلاق الأبواب المفتوحة، واستطاع إشعار الأمريكيين المتخوفين من الهجرة غير النظامية بأنه الأقدر على التعاطي مع هذا الملف.

واستدرك الحلالمة مشيرا إلى أن هناك ملفًّا مهمًّا يضعف ترامب أمام بايدن، وهو ملف الإجهاض؛ على اعتبار أن حملة بايدن الانتخابية استغلت هذا الملف واستطاعت تسويق هذه المسألة على اعتبار أنها من المسائل التي تعتبر ثغرة في جدار ثقة الناخب الأمريكي في ترامب، على اعتبار أن ترامب مسؤول عن ملف الإجهاض، خصوصا منذ تجاهل قضاة المحكمة العليا وبمساعدة ثلاثة قضاة عيّنهم ترامب، الحق في الإجهاض والحماية الدستورية.

سحر ترامب

مؤيدون لترامب
مؤيدون لترامبأ ف ب

كان انتصار دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هلاري كلينتون في انتخبات 2018، بمثابة مفاجأة مدوية، ضربت أغلب ما خرجت به استطلاعات الرأي من جهات عتيدة مثل "رويترز"، و"إبسوس"، والتي كانت تعطي قراءات على تفوق هيلاري وبفارق مريح يضمن لها كرسي الرئاسة.

اليوم يبدو أن الرجل الذي خاض معركته الانتخابية الأولى في 2018، مقدِم على خوض أخرى ولكن بقراءات مختلفة.

يقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر الماضي، إن ميزان الفوز يميل لكفة ترمب لأسباب عديدة، ومنها أن ترامب ما زال يحتفظ بقاعدة بيضاء تؤمن بأفكاره الداعية إلى التفوق الأمريكي، من خلال التفوق العرقي.

وأشار الماضي، إلى أن هناك مشكلة لدى بايدن وهي العمر (81 عاما)، بالإضافة إلى المشكلة الأساسية والتي ظهرت على السطح، وهي الموقف من الحرب على غزة؛ حيث سيفقد بايدن العنصر العربي والإسلامي في هذه الانتخابات، بالإضافة إلى الشباب الذي يرى أن بايدن أسير للفكر المتشدد، كما أنه لا يلبي الرغبات الأساسية لهم والقائمة على ضرورة وجود حيوية لدى مرشح الديمقراطيين، والتي لا تتوفر لدى بايدن.

وأوضح الماضي، أن هناك قضيتين أساسيتين يمكن أن تغيرا المعادلة، تسمحان بإعطاء أفضلية لبايدن، وهما البعد القانوني في القضايا المرفوعة ضد ترامب، والبعد الاقتصادي الذي يُعتبر أن بايدن قد حقق كثيرًا من النجاحات فيه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com